عدد المقالات 168
مضى على عملية السور الواقي ١٣ عاما، العملية التي حشد لها الاحتلال عشرات الآلاف من جنوده وحشد لها المدرعات والطائرات والهدف كان القضاء على العمليات الاستشهادية بأمر مباشر من رئيس الوزراء «الإسرائيلي» الأسبق أرئيل شارون وإلى حد ما نجحت في خفض وتيرة العمليات، ذلك أنها اقتحمت تجمعات المقاومين والتحمت معهم لأيام وأسابيع وأشهر وقد نجحت في تدمير جزء كبير من البنية التحتية للمقاومة في الضفة المحتلة وغالبية المقاومين وقادتهم إما استشهدوا أو اعتقلوا وقلة أصبحت مطاردة، ومن ذلك ملحمة مخيم جنين. بعد عملية السور الواقي في الضفة المحتلة وخفوت الانتفاضة الثانية حتى تلاشيها، ظن الاحتلال أن الأمور قد استقرت له في الداخل المحتل والقدس والضفة وأنه بذلك تخلص من أكبر كابوس كان يتهدد أمنه وهو العمليات الاستشهادية مما وفر له مناخا جيدا ليتوسع ويتمادى ظاناً أن الشعب الفلسطيني سكن وقد وصل به الأمر خلال الأسابيع الماضية إلى محاولة فرض تقسيم زماني مما أدى لخروج مظاهرات واندلاع مواجهات مع جنود الاحتلال وتطورت الأمور مع حرق المستوطنين لعائلة دوابشة وزادت حدة الأمور مع إعدام الفتاة الهشلمون وجرائم واعتداءات أخرى زادت من اشتعال الفتيل. وتفجرت الأحداث والتهبت مع انطلاق رصاصات المقاومين في عملية قرب مستوطنة إيتمار في مدينة نابلس وبعدها كانت عملية الطعن التي قام بها الفتى مهند حلبي وقد كانت مُلهمة فتبعتها أكثر من ١٠ عمليات فردية حتى اللحظة، وما يميز هذه العمليات الفردية الارتجالية أنها تكون خارج أي عمل منظم أو منظومة ممكن اختراقها أو تتبعها ولا يمكن للاحتلال بأي حال من الأحوال التنبؤ بها أو إحباطها قبل تنفيذها وإلا فإن عليه تتبع كل فلسطيني على حدة وهذا عمليا شبه مستحيل. والعمليات الفردية لم تكن وليدة هذه الهبة وإن كنا نعيش ذروتها، بل كانت حاضرة في أوقات سابقة خصوصا عند ازدياد الاعتداءات على الأقصى كما فعل بعربته إبراهيم العكاري وكما فعل معتز حجازي بمسدسه وكما فعل عدي وغسان الجمل في عمليتهم المزدوجة فكل هؤلاء تحركوا من تلقاء نفسهم تقودهم الغيرة على دينهم وأرضهم وأقصاهم كما قال عنهم محبوهم. كما أن منفذي هذه العمليات ليس لهم صفات محددة أو علامات تميزهم عن غيرهم فمنهم المنضوي ضمن التنظيمات وأكثرهم للآن من الشباب الذي ليس له أي انتماء فكري أو أيدلوجي لكن تقود بعضهم العاطفة الدينية وحب الشهادة والغيرة على حرائرهم ومقدساتهم كما ظهر من خلال صفحاتهم التي على الفيس بوك، وأعمارهم في الغالب ما بين ١٧ و٢٠ سنة أي أنهم من الجيل الذي لم يشارك بالانتفاضات السابقة، ويصنع اليوم انتفاضته الخاصة هم إذا الفتية الفلسطينيون الذين ولدوا في المخيمات وتحت الاحتلال لآباء لاجئين أو مقهورين بائسين وإن كانوا يجمعهم شيء فهو حب وطنهم وشوقهم للحرية والعيش بكرامة فهم الذين يهتفون أثناء تشييع الشهداء «علّا يا بلادي علّا.. الموت ولا المذلة». يبدو أن فصائل المقاومة لم تنجح حتى الآن بترميم بنيتها التحتية في الضفة المحتلة والقدس بعد ضربات الاحتلال ونتيجة التنسيق الأمني وملاحقة المقاومين المستمرة لكن جاءت هذه العمليات من حيث لم يحتسب الصهاينة وحين عجزت الفصائل بالضفة ولو مرحليا كان الشعب شابا ورغم التوقيت الصعب هذه الأيام بسبب ما تمر به المنطقة العربية إلا أن الشعب الفلسطيني فاجأ الجميع وسبق قياداته وفصائله في هذه الهبة. وقد اعترف نتنياهو بالفشل أمامهم حين قال لا حل سحري للأوضاع الحالية، وقال المراسل العسكري للقناة العبرية الأولى: «الجيش لن يقوم بحملة عسكرية في الضفة لأنه لا يوجد أمامه عدو واضح ليواجهه»، وبالفعل فهؤلاء ليسوا من بيتٍ واحد ولا منطقة محدد ولا فصيل معين وينفذون عملياتهم بمناطق مختلفة، يخرجون بغير ميعاد وبغير إنذار وبغير توجيه وبغير تردد وبغير خوف يقبلون على الموت وكأنه الحياة، يسيرون في طريق يعرفون نهايتها جيدا رغم ذلك لا يتراجعون فما الذي سيردع أشخاص كهؤلاء وهم يتوقعون أن يجدوا في طريقهم أصعب الأشياء في مفاهيم البشر لكن هؤلاء لهم مفاهيم خاصة ولهم بصمات خاصة ستبقى حاضرة كلوحة شرف وعز في تاريخ الشعب الفلسطيني. ❍  @rdooan
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...