عدد المقالات 272
مرة جديدة يثبت النظام السوري رفضه لأي حوار، ويثبت معه تحديه للعالم كله ومبادراته، الشيخ أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة الذي طرح استعداده للحوار مقابل شرطين تمثلا في إطلاق سراح 160 ألف سجين وعلى رأسهم السجينات، بالإضافة إلى تجديد جوازات سفر من هم في الخارج، على أن يكون الحوار مع نائب الرئيس فاروق الشرع، هذه المبادرة لقيت الصد والرد والتشكيك والطعن من النظام كعادته، ومنذ بداية الثورة السورية بتعامله مع كل المبادرات المطروحة قطرية أو مصرية أو خليجية أو عربية أو دولية. اللافت أن المبادرة التي طرحها الخطيب جاءت في ظل وضع داخلي ودولي ربما يخدم النظام والمجتمع الدولي المتخاذل عن دعم الثورة أكثر مما يخدم الثورة ذاتها، فعلى مستوى الثورة والمعارضة لقيت المبادرة رفض الكثير من السياسيين المعارضين، على أساس أن هذا النظام لا يمكن الوثوق به ولا بالحوار معه ولا بالتزامه بما يتفق عليه، والدليل هو التجارب التاريخية معه، بالإضافة إلى أن المجتمع الدولي أثبت المرة تلو الأخرى تخليه عن الثورة وعن التزاماته التي قطعها لها إن كان على صعيد الاعتراف بالائتلاف أو على صعيد التسليح والدعم المالي والسياسي، بل على العكس فإن التقارب الأميركي - الإيراني الأخير يُنظر إليه على أنه محاولة لتطويق الثورة. ثمة إشكاليات كثيرة في أي حوار مع النظام السوري لكن من الممكن تلخيصها في أن الإشكالية الأساسية أن نظاما كنظام البعث في سوريا بُني على هيكلية مصمتة لا تقبل التفكيك، وأي تفكيك في أي من جزئياته هو انهيار للنظام الشمولي وتلك هي خاصية هذه الأنظمة على امتداد التاريخ. الإشكالية الثانية أن التفاوض بشكل عام ومع هذا النظام بشكل خاص لا بد له من توافر شروط ضاغطة على النظام حتى يرضخ لمطالب الشعب والثورة، فإن كان النظام يرى أن المجتمع الدولي كله فشل في إرغامه على القبول بحل، ولا يزال فشل كوفي عنان ثم الإبراهيمي طازجا أمامنا، فلم سيقبل التفاوض مع المعارضة الداخلية المنزوعة الأسنان ماليا وتسليحيا فضلا عن رفض شريحة واسعة من الشارع والثورة لأطروحات التفاوض مع نظام ولغ بالدماء وولغ معها في تدمير سوريا؟ الإشكالية الثالثة التي يطرحها البعض، وهي أنه حتى لو وافق النظام على الحوار فعليا فمن الذي يرعى الحوار؟ ومن الذي سيضمن تنفيذه؟ سيما وأن تصريحات وزير خارجية النظام وليد المعلم لا تزال ترنّ في آذان الكثيرين بأننا سنغلقهم بالتفاصيل فليستعدوا للسباحة. على الأرض تواصل كتائب الثوار حربها على النظام غير مكترثة بالتفاوض، وهي التي خبرت النظام جيدا، وتدرك أنه لا يفهم إلا لغة القوة، وكما قال أحد الحكماء سابقا: إن ثمرات مفاوضاتك تصل إلى حيث تصل مدى مدافعك. ما يخشاه البعض الآن هو أن يكون النظام ومن خلفه تمكن من شق الصف، وحرق شخصية وطنية كمعاذ الخطيب وأضفى الشرعية على نظام فقدها منذ اليوم الأول ما دام الخطيب استعد للحوار معه، وهو الذي انتزع اعتراف 140 دولة تقريبا في اجتماع مراكش، لذا فإن الدعوة للحوار جعلت أصحاب النظام أقرب إلى معسكر هيئة التنسيق والخط الإيراني والروسي، سيما وأن ذلك تُوج ذلك بلقاء الخطيب مع وزيري خارجية الروس والإيرانيين وهو ما وصفه المجلس الوطني بالطعنة في ظهر الثورة السورية. لم تعد سوريا يصلح لها حل يمني بعد كل هذا الدمار والخراب الذي وصفه رئيس مجلس وزراء دولة قطر حمد بن جاسم بأنه شبيه بالمدن المدمرة خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن على أيدي النظام، وسوريا اليوم إن لم يتم تداركها بالبحث عن حل سريع وعاجل يُسقط النظام فإن مخاطر إقليمية ودولية تنتظر العالم من تداعيات استمرار الوضع الراهن. أما البحث عن سراب حوار منذ السنتين فإنه قد أثبت لكل عاقل فشله وعجزه على امتداد العامين الماضيين، والنظام وأسياده يسعون للحوار من أجل الحوار وتضييع الوقت فهم يراهنون على ضياع الوقت، وكل من يظن أن الحوار قادر على حل الأزمة واهم، إنهم يحرثون البحر.
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...