


عدد المقالات 604
جمعني وعددا من النخب المصرية والعربية، عشاء في منزل الشيخ عبدالمحسن التويجري، نائب رئيس الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية، وكنا جميعا ضيوف مهرجان الجنادرية، الذي أشارك فيه للمرة الأولى، رغم أن دوراته وصلت إلى 28. موضوع الحوار المعتاد في أي تجمعات للنخب العربية وللمثقفين يدور عادة على ثورات الربيع العربي، ودائما ما تتحول المناقشات، ويغطي عليها الحالة المصرية، رغم أن قطار الربيع انطلق في تونس، مرورا بالقاهرة، ثم ليبيا، واليمن، وما زال يراوح مكانه في سوريا. رغم مرور أكثر من عامين، من الممارسات اللاإنسانية التي يقوم بها نظام بشار الأسد. قائمة الشخصيات المصرية كانت متنوعة، في المقدمة منها دكتور سعد الدين إبراهيم، وعلي السمان، والخبير الأمني سامح سيف اليزل، والكاتب مصطفى بكري، وكاتب هذه السطور، بالإضافة إلى كوكبة من المثقفين وكبار الإعلاميين العرب. تميز مدير اللقاء بالذكاء، رغم حرصه على مسار محدد للمناقشات. واختار أحد رؤساء التحرير اللبنانيين ليقدم رؤيته عن دول الربيع العربي، فركز حديثه على التجربة المصرية. وردد كل ما يتم تداوله على الساحة في أجهزة الإعلام المصرية والفضائيات من هجوم على جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، ومن قبلهم الرئيس المصري محمد مرسي. وتحدث عن أخونة الدولة المصرية بكل أجهزتها. لم يأت الرجل بجديد، لم يقدم رؤية أو رأيا يستحق التوقف أو الرصد، وعاد سيناريو الندوة كما قدر لها، مع حديث مصطفى بكري، الذي اتخذ نفس المسارات السابقة، ولكنه توسع في طرح فكرة عودة القوات المسلحة، إلى الحياة السياسية كبديل موضوعي لفشل تجربة الرئيس مرسي وحزب الحرية والعدالة. وقال: إن هناك متغيرا جديدا وهو أن القوى السياسية التي تحدثت مطولا عن رفض حكم العسكر، ورفضت الخروج الآمن للمجلس العسكري، أصبحت هي من يطالب بعودة العسكر باعتبارهم القوة القادرة على مواجهات أخونة مصر. وقال: إن الجيش هو أمل مصر والمصريين بحكم تاريخه الوطني، متحدثا بشكل مطول عن مظاهر فشل الإخوان، وقال إن استطلاعات الرأي تؤكد تدهور شعبيتهم، وإنهم لن يفوزا بالانتخابات القادمة. ولم يخيب المتحدث التالي، وكان الدكتور سعد الدين إبراهيم، توقعات المشاركين عندما أشار إلى اختطاف الثورة المصرية من الإخوان. فهم كما قال آخر المشاركين، وأول المغادرين للميدان، وقال لقد جرى اختطاف الثورة المصرية بعد تجربتين سابقتين: الأولى الثورة الروسية، واختطفها الشيوعيون، والثانية الثورة الإيرانية التي اختطفها الخميني ورجال الدين قي إيران، وهو نفس ما جرى للثورة المصرية التي تم اختطافها من قبل الإخوان وحزب الحرية والعدالة. مؤكداً أن ذلك طبيعة الأحزاب الأيديولوجية، سواء من اليسار أو التيارات الدينية، وحكى ذكرياته مع الثورة والميدان الذي نزله بعد أيام عندما عاد من رحلة عمل في الخارج. وقال إن الثوار مجموعة من الشرفاء. دعاهم إلى تكوين حزب فرفضوا. فممارسة السياسة ليست الهدف، والوصول إلى الحكم ليس غايتهم، وأرجع ذلك إلى افتقادهم للقائد، حتى أن السؤال الذي طرح نفسه عليهم، وطرحوه في كل أحاديثهم، ماذا بعد سقوط مبارك؟ وقال سعد إنني متفائل، رغم كل ما يجري في مصر الآن، لأن الثورة كسرت حاجز الخوف عند المصريين، وأسهمت في أن الجميع يتحدث في السياسة، كما أن نسبة مشاركة المصريين في العملية الديمقراطية ارتفعت بعد الثورة، وكان أخطر ما قاله سعد الدين إبراهيم، والذي يستحق التوقف، هو دعوته إلى تدخل الدول العربية في الشأن المصري، للمساعدة في احتواء التجربة والنموذج المصري، الذي يمثل كما يعتقد إبراهيم خطرا على المنطقة، وجاء الدور على اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني، والذي سار على نفس النهج، مشيراً إلى استهداف الإخوان إلى تغيير هوية بعض المؤسسات مثل القضاء والإعلام، وتحدث مطولا عن الرغبة في هدم بعض المؤسسات، مثل المخابرات العامة والقوات المسلحة. كان لا بد من طلب المداخلة، فما يتم طرحه يتسم بقدر كبير من عدم الموضوعية وتشويه كبير لحقيقة الأوضاع في مصر. رغم أنني عاهدت نفسي منذ البداية، على التمسك بفضيلة السمع، وعدم التعليق فعندما يتم طرح حلول للأزمة المصرية، والتي يتحمل الجزء الأكبر منها المعارضة، خاصة جبهة الإنقاذ في محورين هما تدخل الجيش، بالقيام بانقلاب عسكري ضد الديمقراطية الوليدة في مصر، كما طرحه الزميل مصطفى بكري، أو بتدخل من الدول العربية في الشأن المصري، فهو اعتراف واضح وصريح بفشل المعارضة، والتي تطنطن طوال ساعات الليل والنهار بأن شعبية الإخوان قد انهارت ووجود حزب الحرية والعدالة في الشارع قد تراجع. فيصبح السؤال المنطقي حول أسباب تهرب المعارضة من خوض الانتخابات القادمة للمجلس النيابي، طالما هي على ثقة بتراجع التأييد الشعبي للإخوان، وتصبح إمكانية فوزهم بالانتخابات النيابية هي الأرجح. في المقال القادم، رصد لردودي، على كل ما تم طرحه في هذه الجلسة المثيرة.
لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...
عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...
هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...
إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...
عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...
بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...
أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...
بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...
المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...
أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...
لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...
لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...