alsharq

بثينة الجناحي

عدد المقالات 191

سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق
رأي العرب 29 أكتوبر 2025
الاستثمار في العنصر البشري

من يستحق الحياة الكريمة؟

10 مايو 2012 , 12:00ص

السلام عليكم أختي، ممكن اكلمج شوي! شاب بعمر الاثني عشر عاماً أو أكبر بقليل استوقفني بالقرب من بنك للحديث معي للحظة.. ثيابه بقي لها القليل حتى يقال لها ممزقة، وجه ملطخ بغبرة الجو.. استأذن مني قبل أن يتحدث معي فإن قبلت الحديث معه تكلم، وإن لم أقبل أعتقد أنه سيرحل بهدوء تام احتراماً لرفضي! «أختي أنا أبوي أجنبي -وهنا الأجنبي القصد فيه أي جنسية عاشت في قطر لفترة طويلة- أبوي كبير في السن كان يشتغل في -المكان الفلاني- وفنشوه لأنه كبر. أختي إحنا لازم نرجع بلادنا، أبوي يبي يشتري بيت هناك بس ما تكفي الفلوس اللي عنده. الحين إحنا عايشين على راتب أخوي الكبير عمره 40 سنة وأنا أبي فلوس أخلص دراستي وأشتغل وأساعد أبوي وأخوي.. أختي عطيني اللي تقدرين عليه....». كان يتكلم بتتالٍ وكنت أستمع إليه حزينة على حاله، وأرى في عينيه شاباً طموحاً، حياته أفضل بالعلم والدراسة والحياة الكريمة، بل أتخيل منظر أبيهم وهو منكسر أمام أبنائه. في الحقيقة لم أهتم إذا كانت القصة واقعية أم لا، على كثرة ما كنت مهتمة بموقف والده بتحفيظه تلك النصوص المتتالية طلباً للإعانة، فأين لشاب من عمره يستطيع أن يسرد أحوال الأب المادية ومعاناتهم في شراء منزل في بلدهم الأم، هكذا نشكر من كبر في السن وعاش سنينا طويلة في شركة ما، يقوم بعمله بجد ومثابرة واحترام؟ نقدم لهم نهاية الخدمة ولا شأن لنا بحياتهم كيف سيكملها كحالة هؤلاء الأجانب، كم سنة يحتاجون أكثر حتى يكونوا مطمئنين ومستقرين أكثر في بلاد عاشوا فيها وشهدوا تطورها وربوا أبناءهم فيها حتى وصلوا سن الأربعين فما فوق. هل تصورتم الموقف! أب يطلب من أبنائه الإعالة والسعي نحو ما يقدم لهم من الناس. هل أحسستم بالموقف! حين يكون الوالد الذي يحمل سمة المسؤولية، رأس المال، معيل المنزل ينكسر فجأة أمام أبنائه الكبير منهم والصغير لمعاونته. إذا قلنا إن الكبير صاحب الأربعين سنة أصبح ملزوماً وموجباً عليه رد جميل أبيه في المادة والإعالة، ولكن ما ذنب شاب يجول في الشارع بدل المدرسة، الملعب، أي مكان آخر يتجول فيه شبابنا سواء كان للتعليم، الترفيه.. استوقفتني قضية الشاب عند محادثته لي: شاب لا يرى مستقبله إطلاقاً، لا يعرف ماذا يعني حلم أو ماذا تعني فرص؟ هل تكفي إغاثات المجمعات الخيرية لهم بالسكر والعيش والملح! والمسطرة والقلم للطالب!! هل كرامتهم تشبع بالأكل والشرب والأدوات التي تستخدم على مدى قصير؟ ما دور المجمعات الخيرية في حالات محلية كهذه؟ سواء بروزها في رمضان فقط وبشكل مكثف محلياً، مقارنة مع بقية الأشهر، بل وغير شاملة لجميع البيوت المتعففة! أما بالنسبة للخارج فجميع حملات الصدقات الجارية، بحفر الآبار وبناء المساجد والمدارس مكدسة خارج الدولة. أقولها وأنا مستغربة في مثل هذا التوزيع غير المتساوي لأعمال الخير. المنظور للبيوت المتعففة داخل الدولة أصبح للأسف عن طريق مشاريع قصيرة وعن طريق فئة من الشباب ساعين للخير بأنشطة وأعمال اجتماعية متفاوتة في السنة. لا نريد أن نرى مثل هؤلاء الشباب -كالذي رأيته- يتجولون سعياً للرزق القليل، لأننا نحزن عليهم، قادرون أن نعيلهم بالشيء المتواضع ولكن لن يسد حاجاته الكبيرة. ولكن باستطاعة صناع القرار تغيير مجرى حياتهم إلى الأفضل ساعين وراء الفرص. مثلهم كمثل فقراء الصومال، البوسنة، فلسطين، السودان.. إلخ إلخ. ولكن لنبرز حملات محلية تساعد من يحتاج وتدرس حالاتهم كما تدرس مشاريع أخرى، يجب أن تدرس حالاتهم بأمانة، يجب أن تدرس حالاتهم دون عنصرية، سعياً للاستقرار. أيها الشاب، أنت تستحق الحياة الكريمة كما أستحقها.

قطع الوصل أم ربطه من جديد!

لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...

حارس الثقافة الجديدة!

تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...

قحط ثقافي بمرض انتقالي!

أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...

شهر فضيل.. باستثناء الجمع في معجم المعاني!

عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...

رسالة من طاقم طبي: نوماً هنيئاً!

كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...

معادلة هوية.. عكسية!

من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...

ما نتج عن فيروس!

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...

موت مثقف!

غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...

منصة خطاب

ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...

أجوبة غير ثابتة

وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...

بحثاً عن النخبة الثقافية

«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...

قصة مؤلمة!

في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...