عدد المقالات 72
نستمر مع سورة التوبة بمحاورها العظيمة والتي ترسم خطوط الطول والعرض في تعاملاتنا مع الأمم الأخرى وكيفية موازنة الأمور ووضعها في مكانها الصحيح. نأتي لقضية مهمة وحساسة جدا قد تحدث وهي أيهما أولى العقيدة أم الأقارب؟ أو بمعنى آخر معنا أو معهم؟ أو العقيدة العسكرية للجيوش الإسلامية، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَٰنَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلْإِيمَٰنِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [التوبة: 23]. تزامنت الآيات مع إعلان الحرب المفتوحة ظهور إشكالية (مواجهة الأحباب) من الأهل، والأقارب، والأصدقاء من المشركين، علمًا بأن توقيت إعلان الحرب المفتوحة بدأت أولى تحركاتها بعد إعلان بيانها الأول بعد غزوة الخندق عام ٥ للهجرة حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم «الآنَ نَغْزُوهُمْ وَلا يَغْزُونَنَا»() أي: الانتقال من مرحلة الدفاع الى الهجوم، والتي كانت أولى معاركها غزوة خَيْبَر، وهي أول حرب هجومية عام ٧ للهجرة، تلاها فتح مكة، والذي حدث بأقل الخسائر دون صدامات مباشرة وحقيقية، ليأتي بعد فتح مكة التحضير الشامل لمواجهة الجميع دون استثناء، وتبرز قضية قتال الأقارب، والتي وضعها الدين في ميزان الإيمان (إما معنا أو معهم)، فلا موالاة للكفار المحاربين مهما كانوا، ومهما كانت درجة الارتباط، فالارتباط بالله ورسوله أعظم. بعد التمهيد النفسي لموضوع أيهما أولى تستعرض الصورة موضوع الثبات الانفعالي وعدم الالتفات للتجهيزات المادية كسبب رئيسي للنصر، بل هي وسيلة تأتي بعد استقرار اليقين بمسبب الأسباب، وهذا واضح في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْـًٔا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ﴾[سورة التوبة، الآية: 25]، حيث افتقد المسلمون هنا التركيز العام والنسق الجماعي، وذلك بسبب تملك لحظة الإعجاب بالكثرة عليهم... ودعونا أولاً نتفق على أن من يملك اللحظة ليس كمن تملكه تلك اللحظة.. وهذه اللحظة قد تكون موقفًا، أو مشروعًا، أو أزمة... بمعنى أنه مادام الإنسان يملك الموقف، ويسيطر على انفعالاته، وهو معزول عن المؤثرات- الخارجية فإنه يكون في موقف الفعل وليس ردة الفعل، وملكية الموقف تتطلب التركيز العالي جدًّا وعدم التشتيت أثناء الفعل.. فإذا اقتربت من تحقيق النتيجة تظهر منطقة (الإنجاز الوهمي) وهي اعتقاد الإنسان ببلوغ الهدف قبل بلوغه فعليًّا، وهنا يحدث الخطر، حيث ينخفض في هذه المنطقة التركيز، وتتراخى الجهود، وهذا حدث لو تلاحظون عندما انهزم المسلمون في حنين، وكانوا قد ضمنوا الانتصار قبل بدء المعركة، فالأعداد الكثيرة (١٢ الف جندي)، أصبحت كمخدر عام للجميع، لدرجة أدخلتهم في منطقة التراخي وعدم التركيز، ولهذه المنطقة الوهمية تدريبات كثيرة تعنى بتثبيت التركيز من خلال التوجيه المعنوي، والإعداد النفسي (بأن النصر من الله )... أوحسب كل موقف وطبيعته، والتي قد تكون مشاريع طويلة، أو أحداثا متسلسلة. تستعرض الصورة تحديا خطيرا سيحدث بعد فتح مكة واستردادها وهو التحدي الاقتصادي، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِٓ إِن شَآءَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 28]. بعد إعلان استبعاد المشركين عن الحرم، تبرز قضية انقطاع التجارة عن مكة والتي تأتي بواسطة المشركين من كافة الأقطار، وهي قضية حساسة بالنسبة للمسلمين، والتي لم يتم بيان كيفية حل هذه المشكلة اقتصاديًّا، بل تم الوعد بحلها ربانيًّا؛ لتؤسس مبدأ إيمانيًّا مهمًا يبنى على (التسليم والثقة)، ومن ثم ترى نتائجه على الأرض وفقًا للتحركات والجهود، وفعلاًفقد فتح الله اليمن المركز التجاري المهم، وأسلم معظم العرب الممنوعين من دخول الحرم، وكانت مكة تأتيها الأرزاق من المدن المفتوحة بالإضافة الى الخط التجاري فزادت اقتصاديًّا عما سبق، وصدق الله وعده. تستمر الآيات العظام بعد ذلك باستعراض موضوع توسيع دائرة المستهدفين بعد المشركين يتم إعلان الحرب الموجهة ضد أهل الكتاب، قال تعالى: ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلْحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَٰغِرُونَ﴾. يفترض من أهل الكتاب أن يكونوا عونًا للنبي صلوات الله عليه بحكم (معرفتهم وإيمانهم بكتبهم)، ولكنهم كانوا الضد المباشر الذي استخدم المشركين كرأس حربة، وأضلهم عن حقيقة الدين، فلذلك هنا يتم إعلان (الحرب الموجهة) لأهل الكتاب خارج وداخل الجزيرة العربية، وفيها البيان العسكري القاضي بإنهاء جميع (مظاهر القوة)، وإخضاع اليهود والنصارى لسلطة الدولة الإسلامية، ومنها دفع الجزية تحت أمر السلطة، والتمتع بحماية الدولة لهم، وحيث نتذكر أن هذا هو الإعلان الثاني بعد إعلان الحرب المفتوحة على (المشركين)، وهي درجة استعداد أخرى، وإستراتيجية تفتح جبهة الشمال باتجاه إمبراطورية الروم، والتي كانت تبدأ حدودها من تبوك وأعلى، وقد كانت تبوك إحدى الغزوات التي اندرجت تحت إستراتيجية مواجهة أهل الكتاب.
نستكمل في هذا المقال ما بدأناه في مقال الأسبوع الماضي، حول «الموارد البشرية ما لها وما عليها».. فإذا نظرنا لمكونات العمل، فإننا نرى ضعف منظومة الموارد البشرية في الجهات الحكومية، مقارنة بإدارات الشؤون المالية التي...
بداية كل تطور ونهايته هو الإنسان ، حيث تأتي الموارد المادية كمساعدة لمدى قدرة الانسان التفكيرية وإبداعه القابله للتنفيذ، ولذلك كان المفكرون والمبدعون هم القيمة المضافة لدولهم في تطويرها، والتي تحرص على اكتسابهم من خلال...
بني مبدأ التفويض على فكرة استمرارية الأعمال وعدم تعطيلها بسبب عدم وجود القائمين عليها، فالأعمال تبقى والأشخاص يتغيرون أو يتعاقبون، ولذلك نرى أن المؤسسات والجهات المرنة تتميز بوجود مساحة تفويض عالية، يصحبها إدراك ووعي بمفهوم...
مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز...
تبنت دولة قطر منذ عام 1973 قانون الجمعيات التعاونية وذلك لتحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص، وتحقيق أهداف التعاون بوجه عام، متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، وأن تتاح العضوية لكل قطري تنطبق عليه الشروط...
يشترك القطاعان العام والخاص في مسألة التسويق، فكلاهما يقدم منتجات وخدمات، ويعتمدان الترويج والتحفيز على شراء المنتج أو استخدام الخدمة، سواء عن طريق العلاقات العامة في الجهات الحكومية أو خدمة العملاء في القطاع الخاص. وكذلك...
تعتبر العلاقات العامة رمانة الميزان والعاكس لكل مجهودات المؤسسة او الشركة لدى عملائها، والعاكسة كذلك لرأي العملاء وتجربتهم لدى المؤسسة، مما يعني ان مهام العلاقات العامة متشعبة في الاتجاهين، فكل شيء يخرج من المؤسسة باتجاه...
تعتبر السياحة أحد أهم العناصر والموارد في كثير من دول العالم حيث تبلغ نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي العالمي حوالي ١٠٪ بينما تصل لبعض الدول من 20 إلى 30% وأحيانا قد تصل إلى...
«قبل أن تحكم على شخص ما، يجب أن تسير مسافة طويلة مرتدياً حذاءه»، هو مثل شائع يوضح ربما أهمية ألا يحكم الإنسان على تصرفات أي شخص وفقاً لأحكام مسبقة أو حتى على ما شاهده من...
كأس العالم حدث كبير سيجذب الكثير من الناس وسوف تأتي الملايين وتراقب الملايين من الكاميرات والعدسات وتنقل ما تراه وتسمعه، وغالباً ما يبحثون عن الكرة واللاعبين والنتائج والهزائم والانتصارات، ولكن نحن في قطر سنضيف شيئاً...
ريادة الأعمال تعمل على اكتشاف الأسواق الجديدة أكثر من زيادة حجم الأسواق، والتي يستهدفها التجار التقليديون وليس رواد الأعمال، وبريادة الأعمال تتطور الأسواق وتتوسع خالقة معها فرص عمل جديدة، ومجددة لقطاعات الاعمال التي تظهر فيها...
ترتبط القيادة بالقرارات الاستراتيجية وليس الأوامر الفورية أو القرارات قصيرة المدى، حيث تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تحقق تحولا كبيرا في الدولة اقتصاديا وسياحيا ورياضيا. القرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة...