


عدد المقالات 188
يعيش العراق حالة من الانسداد السياسي لم تكن مرهونة بالتظاهرات التي خرجت في عدة محافظات، بل تحول هذا الانسداد إلى واقع سياسي له انعكاساته على مجمل الحياة اليومية العراقية، منذ أن اختار الأميركان أن يزرعوا بذرتهم السيئة المسماة العملية السياسية في رحم العراق، لتتوالى عمليات الإنجاب المشوهة، من مسميات سياسية وأمنية واجتماعية وثقافية واقتصادية، كلها حملت فيروس الانسداد وغياب الأفق في عراق جديد يمكن أن يشعر به العراقي، بغض النظر عن مذهبه ودينه وقوميته أن يعيش في وطنه. لقد تعرض المكون السني في العراق إلى حالة إقصاء وتهميش منذ الساعات الأولى للاحتلال الأميركي، أمر برره الأميركان في أكثر من حديث مع بعض الساسة السنة بأن مرد ذلك إلى النسب السكانية التي كانت تعطى لهم من قبل أطراف المعارضة العراقية التي تعاونت معهم قبل الاحتلال، حتى وصل الأمر ببعضهم أن قال لسياسي عراقي إنه كان يسمع أن نسبة السنة في العراق %5. وإذا كانت سياسة الإقصاء والتهميش كافية لانتفاضة أي مكون أو جماعة عرقية أو دينية أو سياسية، فإن ما جرى للمكون السني في العراق حالة فاقت التهميش والإقصاء، حيث تحول العراقي السني إلى مواطن درجة ثانية، بل أكثر من ذلك، بات هذا المواطن غير مرغوب فيه في العديد من مناطق العراق، وأقصي بشكل شبه كامل من العديد من المؤسسات، ناهيك عن الازدواجية في تطبيق المعايير والقوانين التي وضعتها حكومات ما بعد الاحتلال، فعلى سبيل المثال، كانت قوانين اجتثاث البعث تطبق على السنة وتستثني الشيعة، في حين وصل الأمر إلى تحول المعتقلات العراقية إلى سجون لأهل السنة، فلقد بلغت نسبتهم ما يقارب الـ%85 من مجمل المعتقلين والمسجونين. إن الخروج من الأزمة الحالية التي يعيشها العراق لا يكون بأي حال من الأحوال باستبدال المالكي مع بقاء منظومة العملية السياسية على حالها، فطبيعة القوانين والدستور الذي وضع عام 2005 كلها تؤكد أن أي رئيس حكومة جديد سيكون ديكتاتوريا بامتياز، مع الفارق الشخصي طبعا بينه وبين المالكي. إن ما كتب من دستور وما تبعه من قوانين سنتها حكومة المالكي، مكنته من أن يتحول إلى ديكتاتور بامتياز، رغم أن النظام السياسي وفقا للدستور هو نظام برلماني، أي إن البرلمان هو أعلى سلطة في البلاد. تفنن المالكي في إيجاد القوانين الداعمة له ولسلطته، متكئا على كتلة برلمانية مكنته من عدم إيجاد أية معارضة له، بالإضافة إلى أحابيل السياسة التي يبدو أن المالكي قد خبرها بشكل جيد، حيث عمد إلى تفتيت القائمة العراقية التي حلت أولا في الانتخابات التي جرت عام 2010، وطبعا، اتفاق إيراني أميركي غير معلن على أن المالكي أفضل من يخدم أجندات البلدين في العراق. وإذا كانت الحال في العراق اليوم وبعد نحو عشرة أعوام من الاحتلال الأميركي وإسقاط النظام السابق وبعد عام من انسحاب القوات الأميركية، يشي بأن البلاد مقبلة على مفاجآت من العيار الثقيل، فإن ما يجب التأكيد عليه هنا أن المحافظات السنية التي تقود الحراك الشعبي حاليا، تبدو مصرة على تحقيق مطالبها. المالكي من جهته يسعى إلى كسب الوقت لتسويف وتمييع القضية، فتارة يلقي الكرة في ملعب مجلس النواب، وتنسحب كتلته من الجلسة الاستثنائية، وتارة أخرى يهد باستخدام القوة، وثالثة يرسل الوفود للتفاوض وشراء الذمم. إن الحديث عن مطالب المحافظات السنية الثائرية اليوم، لا يمكن أن يكون حديثا عن تقسيم العراق، وهي الأسطوانة التي طالما رددها بعض أزلام النظام العراقي، فكل المطالب التي رفعت كانت مطالب مشروعة، وأقر بشرعيتها العديد من الساسة والمسؤولين حتى المالكي نفسه، غير أن المشكلة تبقى في النوايا. فلقد خبر الساسة والمتابعون وأهل الشأن، التسويف والمماطلة وعدم الالتزام بالوعود والعهود من جانب المالكي وائتلافه، ولعلنا هنا فقط نشير إلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الذي قال إن المالكي شخص لا يحترم تعهداته. هناك انعدام تام للثقة بالمالكي وائتلافه، فلقد مارسوا طيلة السنوات الماضية كل أشكال التزييف والخداع، وبالتالي فإن الجماهير المنتفضة اليوم لن تقبل بتحقيق مطالبها فقط، وإنما بإعادة إنتاج العملية السياسية لتبنى على توافق بين مختلف المكونات بلا تهميش ولا إقصاء ولا تسلط ولا ديكتاتورية جديدة. سعى شيعة العراق عقب الاحتلال إلى كتابة نصوص دستورية لم يكن متفق عليها، ولعل من أبرزها الفيدرالية، تحت ذريعة عدم السماح بظهور ديكتاتور جديد، غير أنهم سرعان ما رفضوا كل المطالب التي تنادي بإقامة فيدرالية سنية، بعد أن صعد نجم ديكتاتور جديد منهم.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...