عدد المقالات 46
قد لا يختلف اثنان منا على أهمية التخطيط في كل أوجه الحياة التي نعيشها، ولكن للأسف عندما نأتي للتطبيق لا تجد أكثرنا يخطط قبل الشروع في تنفيذ ما يعزم على فعله، وقد يرجع ذلك إلى أسباب، من بينها العجلة في التنفيذ، فقد يرى البعض أن الوقت الذي سيتم تضييعه في التخطيط يمكن أن يستخدم في التنفيذ، أو قد يقول آخر إنني أعرف ما سوف أفعله لماذا عليّ أن آخذ وقتاً للتخطيط. على العكس من ذلك، تشير الكثير من الدراسات إلى أن كل ساعة يقضيها الشخص في التخطيط توفر عليه من ساعتين إلى أربع ساعات من وقت التنفيذ، وهو ما يعني أنك لو أمضيت يومياً ساعة واحدة في التخطيط لحياتك، فإن ذلك سيوفر لك شهراً خلال السنة يمكنك أن تستغله في أشياء أخرى، مثل تطوير مهاراتك أو الترفيه. وعندما نتكلم عن التخطيط لا نتكلم عنه كأهمية ملحة بالنسبة للمؤسسات أو الكيانات الكبرى وحسب، ولكن التخطيط مهم حتى على مستوى الفرد، سواء كان فرداً عادياً أو رب أسرة، أو موظفاً في شركة يخطط لنفسه ولإنجازاته، فالحياة بشكل إجمالي تتكون من كل هؤلاء الأفراد الذين يشكلون في حالة نجاحهم نجاح المنظومة ككل. يجب علينا أيضاً أن نتذكر أن التخطيط ليس مهارة جديدة تم اكتشافها حديثاً، أو بدعة غربية، أو علماً يدرس في الكتب، ولكن التخطيط موجود في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ففي سورة يوسف يذكر لنا الله عز وجل كيف خطط يوسف عليه السلام ليس خطة لسنة أو ثلاث سنوات أو خطة خمسية، ولكنه وضع خطة واضحة ومحددة المعالم لمدة خمسة عشر عاماً، وما سيفعله في الرخاء، وما سيفعله في الشدة، ووضع الحلول لذلك، كما قام الملك باختيار الإدارة الناجحة لهذه الخطة قائلاً: «إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ». إن الحديث عن التخطيط قد يأخذ الوقت الطويل منا، لما له من أهمية وتشعب في الفروع، ولكن يمكن أن نلخص التخطيط في خطوات بسيطة، وهي وضع أهداف واضحة في مدة زمنية محددة ووجود آلية مراقبة تنفيذ لهذه الخطة، وهذا ما يعتبر العناصر الرئيسية الثلاث في أي عملية تخطيط تقوم بها على المستوى الفردي أو على مستوى مؤسسة أو هيئة.
استكمالا لما ذكرناه في هذه الزاوية الأسبوع الماضي حول تسارع وتيرة التحول الرقمي بشكل غير مسبوق وانتقال الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة تقنية مساعدة إلى بنية تحتية أساسية يعاد من خلالها تشكيل الاقتصادات وسلوك المجتمعات،...
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة لتحسين الخدمات أو تسريع العمليات التشغيلية، بل تحوَّل إلى عنصر مركزي يعاد عبره رسم خريطة الاقتصاد العالمي، وأصبح السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل يمكن أن يتحول الذكاء...
في زمن مضى، كان النجاح الاقتصادي مرادفًا لتوسّع المصانع وتوظيف آلاف العمال، أما اليوم فقد تغيرت المعادلة هناك شركات تُقيّم بالمليارات لكنها توظف العشرات فقط. فهل دخلنا عصر «الرأسمالية بلا عمل»؟ أم أن هذا النموذج...
في خضم الحديث اليومي عن ارتفاع الأسعار وتراجع الدخول، ننسى أحيانًا أن الأزمة لا تبدأ عند ماكينة الصراف الآلي، بل قبل ذلك بكثير، في طريقة تفكيرنا، وفيما تعلّمناه – أو لم نتعلّمه – عن المال....
لم يعد فتح الهاتف أو الحاسوب والدخول إلى أحد مواقع التسوق الإلكتروني فعلاً غير معتاد، بضغطة زر يمكنك اليوم شراء كل شيء من علبة شوكولاتة إلى سيارة، ومن تذكرة طيران إلى كورس تعليمي. بل تشير...
في السنوات الأخيرة، لم تعد مفردات مثل «الاستدامة» و»حياد الكربون» و»الصديقة للبيئة» حكرًا على المنظمات البيئية أو الباحثين، بل تحوّلت إلى مفاتيح تسويقية تتغنّى بها الشركات الكبرى على اختلاف مجالاتها. من شركات النفط إلى مصانع...
في مشهد لم يكن متوقعًا قبل سنوات، أعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني منذ عدة أيام عن خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من الدرجة المثالية “AAA” إلى “Aa1” مع نظرة مستقبلية سلبية. هذا القرار، الذي يأتي...
عندما تفتح عينيك في الصباح، قد يكون أول ما تفكر فيه هو كوب القهوة الذي سيمنحك الطاقة لبدء يومك. ولكن هل تساءلت يومًا كيف يؤثر هذا المشروب الصغير على الاقتصاد العالمي؟ الحقيقة أن صناعة القهوة...
من الهواتف الذكية إلى محركات الطائرات، لم يعد مصطلح «المعادن» مجرد إشارات لثروات مدفونة في باطن الأرض، بل بات يُستحضر اليوم في قلب النقاشات الاقتصادية والاستراتيجية حول مستقبل الصناعات والتقنية. ومع صعود مفاهيم مثل «النفط...
في العقد الماضي، كانت أشباه الموصلات تُنظر إليها على أنها مجرد مكوّن أساسي في الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، لكن مع الأزمة التي عصفت بالعالم بين عامي 2020 و2024، باتت الرقائق الإلكترونية في قلب السياسة العالمية والصراعات...
استفاقت أسواق المال نهاية الأسبوع الماضي على هزة عنيفة، تسببت في خسائر غير معتادة منذ سنوات. القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة شمل أكثر من 90 دولة، تراوحت بين 10% ووصلت...
مع كل أزمة اقتصادية جديدة، تتغير أولويات المستهلكين كما لو أن قواعد اللعبة قد أُعيدت صياغتها. فجأة، تصبح الضروريات أكثر أهمية، بينما تتراجع الكماليات إلى آخر القائمة. ومع كل أزمة يواجها العالم، تتشكل أنماط استهلاكية...