


عدد المقالات 188
من المضحكات المبكيات ما نسمعه من تصريحات بين وقت وآخر يتناوب عليها مسؤولون في كل من بغداد وطهران حول تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا. وزير الخارجية الإيراني صالحي اعتبرها في تصريح له دليلاً قاطعاً على عدم تبعية العراق لإيران، بل أكثر من ذلك، دعا عدد من المسؤولين الإيرانيين بغداد إلى الكف عن تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا، خاصة بعد أن تكررت العملية، عملية التفتيش، مرتين خلال ثلاثة أشهر، أكرر، مرتين خلال ثلاثة أشهر. والغريب أنه في هاتين المرتين لم يتم اكتشاف أي مادة محظورة أو ممنوعة أو سلاح متجه من إيران إلى سوريا، والأكثر غرابة أنك عندما تستمع لتصريحات مسؤولي بغداد وطهران تشعر وكأنك أمام رؤيتين متناقضتين للملف السوري، أو أنك إزاء دولتين تقفان على قدم المساواة الواحدة بوجه الأخرى. سمجة كانت تلك النكتة العراقية –الإيرانية، بل باتت واحدة من أكثر ما يثير الضحك في هذا الوقت المبكي الذي يعيش فيه السوريون واقعاً مؤلماً، فلا يمكن أن نقف إزاء ما يدور في كواليس السياسة في كل من طهران وبغداد إلا بكثير من الاستنكار لهذا الموقف الداعم لنظام بشار الأسد القمعي الذي بات يمثل عبئاً على المجتمع الدولي، وليس على الشعب السوري. وإذا كانت بغداد فعلاً عازمة على تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا، فهل يمكن أن نعرف من سيقوم بعملية تفتيش الطائرات العراقية المتجهة إلى سوريا، أو شاحنات الوقود العراقية التي تذهب بشكل شبه يومي لدعم آلة الحرب الأسدية ضد شعبه؟ من سيقوم بتفتيش العشرات من السيارات والحافلات التي قيل: إنها نقلت وما زالت تنقل العشرات من المقاتلين، سواء العراقيين أو أولئك الذين ترسل بهم إيران دعماً لبشارها الأسد؟ أبلغني مصدر عراقي أن طائرات عراقية مخصصة لنقل المعتمرين قامت بنقل أسلحة إلى سوريا، وفقاً للمصدر المسؤول، فإن طائرات عراقية كان يفترض أن تتجه إلى الديار المقدسة حلقت إلى سوريا وحطت في مطار دمشقها لمدة أربعين دقيقة، دون أن يسمح للمعمرين الذين كانوا على متنها بالنزول، قبل أن تعود أدراجها إلى بغداد لتحمل حقائب المعتمرين وتغادر مرة أخرى إلى الديار المقدسة. المصدر يؤكد أن مثل هذه العمليات تكررت، منوهاً إلى أن مطار النجف إلى الجنوب من بغداد يمثل هو الآخر رئة حيوية للنظام السوري. يؤكد المصدر أن مطار النجف شهد خلال الفترة الماضية توافد العديد من الطائرات الإيرانية، بعضها كان خالياً من أي ركاب، ما خلا ما تحويه من أسلحة نقلت بطائرات عراقية إلى دمشق. تلك بعض من الحقائق التي ربما يعرفها الكثيرون، وربما تغيب عن آخرين، وهي حقائق لا تنفع معها عملية التعامي والتعمية التي تمارس من قبل كل من بغداد وطهران. لقد بات واضحاً للجميع أن هناك إصراراً إيرانياً على دعم بشار الأسد، وأن هذا الإصرار غالباً ما كان يتمثل بالاستعانة بالحليف أو التابع العراقي، لتمرير ونقل معدات عسكرية وأسلحة لنظام بشار الأسد. ومع كل هذا الدعم الذي لا يتوقف، سواء من إيران أو من العراق لنظام بشار الأسد، يخرج علينا مسؤول إيراني ليهاجم حكومة بغداد لأنها فتشت طائرتين خلال ثلاثة أشهر، بينما يرد عليه مسؤول عراقي بأن ذلك جزء من السيادة العراقية. معيب حقاً أن يتم الضحك على الشعوب المنكوبة بهذه الطريقة الفجة، معيب أن تتحول مأساة الشعب السوري إلى مزايدات سياسية من قبل هذا الطرف أو ذاك. للأسف لم تعد هناك ثقة بحكومتي بغداد وطهران بعد هذا الدعم اللا متناهي لنظام بشار الأسد، لم يعد هناك من يمكن أن يصدق تلك الروايات التي تسوقها تلك الحكومتان، فلقد بات كل شيء مفضوحاً، ولم يعد بإمكان المواطن العربي أن يصدق مثل هذه الألاعيب وتبادل الأدوار الذي تلعبه كل من بغداد وطهران. إذا كانت بغداد جادة في عملية تفتيشها الطائرات الإيرانية فعليها أولاً أن تفتش طائرتها المتجهة إلى سوريا، وأن توقف هي دعمها لهذا النظام، وأن تعلنها صريحة بلا مواربة أو تدليس بأنها تقف مع الشعب السوري وتطالب بشكل علني بشار دمشق بالتنحي والانسحاب من الحياة السياسية.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...