عدد المقالات 507
انطلقت تجربة المدارس المستقلة في قطر منتصف العقد الماضي تقريباً، لتكرس نظاماً تعليمياً جديداً، بغية الارتقاء بالتعليم والمتعلمين، ليواكبوا التطور والتغيير في ساحة العالم، وليكونوا جزءاً منه كمواطنين عالميين لهم نفس الأحلام والتطلعات.. وشركاء في بناء مستقبل الأرض. ومن أجل هذه التجربة تم نسف نظام قائم له محاسنه ومساوئه، ولكنه كان نظاماً مستقراً وله مخرجات رائعة، يكفيك أنك ترى تلك المخرجات في كل مكان ممسكة بزمام البلاد وتسيّر مصالحها. الاستقرار تلك الميزة التي لم تستطع تجربة المدارس المستقلة تحقيقها -رغم مرور سنوات سبع- حتى ولو استبدلت كلمة تجربة بكلمة نظام.. وليس أدل على ما أقول إلا التجريب القائم أبداً.. فأولادنا منذ انطلقت هذه التجربة هم (فئران التجارب) تشبيه قاسٍ أعلم.. ولكنه حقيقي. الأمر الذي دعا الواعين إلى الخروج بأبنائهم من هذا النظام التجريبي إلى مدارس خاصة تتسم بالاستقرار، وتقدم تعليماً نوعياً بمعايير عالية، ولا أخشى عليها إلا من إشراف المجلس الأعلى للتعليم! أحدثكم بهذا بعدما تملكتني الدهشة والعجب مما رأيته في كتاب العلوم للصف الأول الابتدائي، والذي وقع في يدي بالصدفة البحتة، فأنا من الواعين الذين سجلوا أولادهم في مدارس خاصة لينحسر قلقهم ويرتاح بالهم. أعود للكتاب –كما عاد بي هو إلى المربع الأول، وكأنه لم تمر 7 سنوات على الأقل على تجربة المدارس المستقلة– فهالني ما رأيت. أولاً: تنصل لجنة تأليف الكتاب منه –هذا إن وجدت– ولم تطبع أسماء المؤلفين عليه مكتفين بوضع طابع رخيص عليه اسم هيئة التعليم، رغم رفاهية المطابع التي طبعت الكتاب! وكما تعلمون –قرائي الأعزاء– فالحقوق الفكرية التي ينافح عنها بلدنا ملك عزيز على صاحبها، ولا يتركها إلا إذا تبرأ مما صنعته يداه، فلعل هذا التجهيل اعتراف ضمني بأن الكتاب مجرد قص ولزق وتم تجميعه من الإنترنت. وهنا نأتي إلى ثانياً: فمنذ بدأت تلك التجربة ومسؤولو مكتب المعايير ومن قبلهم مديرة هيئة التعليم ينهون عن القص واللزق، ويحثون المعلمين والمعلمات على الإبداع والابتكار، وعدم اللجوء للنسخ من الإنترنت، حفاظاً على حقوق الأجانب الفكرية! فهل أمنت الهيئة على نفسها من مقاضاتها بسبب إصدار كتاب مجهول النسب؟! أم إن المجلس الأعلى للتعليم اعتاد القضايا فلم يعد الأمر مهماً بالنسبة له؟! ولست أعجب إلا من مدير مكتب المعايير كيف عجز عن وضع كتاب في صميم تخصصه؟ ولماذا لم يشكل لجنة تأليف كما يحدث عادة في الأنظمة المستقرة؟ بل كيف سمح ومن قبله مديرة الهيئة بتعميم كتاب –كيفما اتفق– يذكرني بسجل تحضير دروس لمعلمة كسولة لم تحظ بتدريب كافً؟! ثالثاً: مع أن الهيئة استعانت بمطابع ذات مستوى جيد –ولا أدري إذا كان الأمر تم بطرح مناقصة كما يوصون المدارس أم إن الأمر تم بالاتفاق مباشرة معها- تلك المطابع التي وجب عليها الاعتذار عن نسخ كتاب بهذا المستوى الفني المتدني!! فالصور باهتة، وإخراجها تم بطريقة الهواة، والألوان غريبة عجيبة! فمن خلال خبراتي وتقليبي للكتاب أجزم بأن هذا الكتاب لم يمر بعملية طباعة عادلة وإخراج فني يليق بالميزانيات الضخمة المرصودة لتجربة المدارس المستقلة!! رابعاً والأهم: صدر الكتاب باللغة العربية إلا من بعض المصطلحات الإنجليزية، رغم أن تدريس العلوم يجب أن يكون باللغة الإنجليزية، خاصة للصفوف المبكرة إلا أنه في تأكيد ثابت على أن هذا النظام لن يعرف الاستقرار ما دام التنفيذيون أنفسهم يديرونه ليحولوا المبادئ إلى متغيرات، واللازم إلى ممكن، لأنه صادر عن الهيئة، ولو كان صادراًَ عن مدرسة لحولوا صاحب ترخيصها للتحقيق، وربما للنيابة العامة كما يحدث هذه الأيام! بالمناسبة في المدارس كتب أفضل منه وأجدر بالتعميم شرط التخلي عن نظرية «الكوسة» التي تتبناها الهيئة!! يطرح هذا الكتاب والهيئة تحتفل -كعادتها- بمنتدى الممارسات الجيدة في التعليم، فكيف تصنف مديرة الهيئة ومدير مكتب المعايير هذه الممارسة بإصدار وتعميم كتاب مجهول النسب يفتقر لمعايير الكتب المدرسية المتعارف عليها؟؟ فلو كنت مكانهما لاخترت أفضل كتاب على مستوى العالم، وحصلت على إذن بترجمته للعربية –ما دمنا عدنا إليها كلغة تدريس للعلوم والرياضيات- وعممته على المدارس ليكون واحداً من مصادر التعلم بين يدي المعلم والطالب، حتى لا نعود للكتاب المدرسي الموحد. وأعتقد أن ذلك ما سيحدث في ظل العودة القهقرية إلى حيث النظام المنسوف –أقصد المأسوف عليه- والتي نتلمس آثارها في الوجوه التي تبوأت المكاتب، وصارت تشارك في قيادة التعليم إلى أين.. لا ندري؟!! ما نعرفه حق المعرفة أنها تكرس لعدم استقرار التجربة التي ما فتئ أولياء الأمور يدفعون ثمنها من أعصابهم وأحلامهم وأموالهم، حينما يضطرون للنجاة بأولادهم من تخبطات الهيئة وبعض كبير من مدارسها! ويضربون كفاً بكف عندما يرون مبادئ التجربة تنهار، وكأن السنوات التي مرت هي سنوات عجاف لم يحسن القائمون عليها الاستثمار الجيد للمعطيات والمقدرات الكريمة التي أسبغتها القيادة الحكيمة على التعليم من ميزانية فاقت كثيراً من دول العالم، ودعم غير مسبوق رغم ارتفاع سقف الشكاوى!
لم تكن خسارة قطر رئاسة «اليونسكو» هي النتيجة الوحيدة التي انقشع عنها غبار المعركة حامية الوطيس التي دارت رحاها في ميدان «اليونسكو» الأيام القليلة الماضية.. بل هي نتائج عديدة، منها ما هو أكثر أهمية من...
خطر في بالي هذا المصطلح بعد مشاهدتي فيلم «بلادي قطر» الذي أنتجته مؤسسة الدوحة للأفلام، بالتعاون مع هيئة السياحة. و«الفُسَيْفِسَاءُ» لمن لا يعرفها هي قِطَع صغار ملوَّنة من الرخام أو الحصباء أَو الخَرز أو نحوها...
في كل مرة ينتقل فيها فنان إلى رحاب الآخرة تحتدم المعارك بين المتشددين الذين يطردونه من رحمة الله وينهون الناس عن الدعاء له!! والوسطيين الذين اعتدلوا في رؤيتهم، فلمسوا في الفنان إنسانيته، وقدروا آثاره الطيبة،...
وأنا أطالع تغريدات أحد المصابين بلوثة إيمانية واختلال عقدي، التي تمجد ولاة الأمر في بلده، توالت على ذاكرتي صور نشرتها وكالات الأنباء العالمية، فترة الثورات العربية في مستهل العقد الحالي، فيما عرف بالربيع العربي. محتوى...
يسعدني -على خلاف كثيرين- الانحدار المتسارع للإعلام الجديد والتقليدي في دول الأشقاء الأشقياء، نحو مستنقع العفن الأخلاقي والغوص فيه حتى الثمالة!! فإن الانحدار صراخ يدل على حجم الوجع الذي سببه انتصار قطر بقيادتها الحكيمة، على...
في قصيدة رائعة لمؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد غفر الله له.. أبيات توضح ما جبل عليه حكام آل ثاني من أخلاق سامية، تتمثل في نصرتهم للحق، واحتضانهم للمظلومين، وتوفير سبل العيش الكريم لمن...
في العاشر من رمضان ضرب الخليج طوفان، أخذ في طريقه الصالح والطالح، وخلط الأمور والأوراق، ولا يزال يعصف بأهله حتى لحظة كتابة هذه الأسطر بحبر الوجع والخذلان. ففي ليل قاتم كنفوس بعض الطالحين، دبر إخوة...
استقر في الوجدان أن في العجلة ندامة، وأن في التأني خيراً وسلامة، وهذا أمر صحيح لا جدال فيه، إلا أنه ليس في كل الأحوال. ففي رمضان الزمن الشريف الذي نعيشه هذه الأيام، لا بد من...
يهل شهر رمضان الكريم فينثر عبق الكرم في الأجواء، وينشر مظاهر العطاء في الأنحاء. ومن أهم تلك المظاهر وأكثرها كلفة (مشروع إفطار صائم)، حيث تنصب الخيام المكيفة في كل مكان في قطر لتفتح أبوابها مع...
في البدء.. أحبتي الكرام كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، جعله الله بداية لكل خير نهاية لكل شر.. *_مما لا شك فيه أن رمضان موسم من أجمل المواسم الدينية التي تمر علينا...
أنا مؤمنة جداً بأن الشهر فترة زمنية كافيّة لاكتساب العادات الطيّبة وتغيير العادات السيئة، لذلك أجد أن رمضان بأيامه الثلاثين المباركة فرصة ذهبية لكل مسلم صادق مع ربه، ثم مع نفسه، ويرغب حقاً في تجويد...
هذا وصف صادق لما فعلته الأجهزة الذكية ووسائل التواصل العنكبوتية ببيوتنا.. جردتها من الدفء الإنساني وفككت الروابط بيننا.. فبتنا كالجزر المنفصلة وسط محيط راكد، أمواجه لزجة كمستنقع نسيه الزمن، حتى تثير حجارة المآسي الزوابع بين...