alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

«القيادة الفلسطينية» .. فرق بين جيلين

07 أغسطس 2017 , 05:50ص

لعل أبرز سمات الاختلاف بين القادة الذين برزوا في الساحة الفلسطينية خلال الانتفاضات السابقة والقادة الحاليين، هي سمة الاستعلاء، فكان غالباً على السابقين صفة الاستعلاء بالقضية الفلسطينية سواء على المنابر الداخلية أو الدولية في خطاباتهم وغالب تحركاتهم وإن كان اتفاق أوسلو ومساره كان منحدراً عميقاً وسيئاً في تاريخ القضية. لكن الصفات الشخصية للقيادات على الأصعدة المختلفة، ومن جل الفصائل الفلسطينية، كانت تتميز باعتزازها بقضيتها وحديثها مع العالم ومع الحكومات بمنطق مرتفع، وخطاب يسمو بتطلعات الشعب الفلسطيني للحرية ويعبر عن آلامه حق تعبير ويحشد الدول والمؤسسات ويحرجها ولا يعطيها مجالاً سوى لتبني القضية -ولو نفاقاً-، وكان فيه مفردات مثل: «شاء من شاء وأبى من أبى واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة». أما اليوم فنجد من هو على رأس هرم التمثيل الفلسطيني يقول: « أعيش تحت بساطير الاحتلال»، ونرى «التعاون الأمني» مع الاحتلال، ونرى التملق للأنظمة العربية بسبب وبدون سبب صار سمةً للكثير من المسؤولين الأمر الذي انعكس على حضور القضية وجعل دورها كرائد للتغيرات والمعادلات في المنطقة يتراجع. ومن أخطر نتائج مسلسل التنازلات أمام الإملاءات الصهيونية أنه وصل إلى قوت الأطفال، بعد قيام سلطة عباس بقطع وخصم رواتب عشرات الآلاف من الموظفين من غزة وقليل من الضفة، منهم أسرى لدى الاحتلال وجرحى ومصابين، ولم تسلم من ذلك عوائل الشهداء. إننا اليوم أمام قيادة تستعلي بحظوظها الشخصية والفئوية دون مراعاة أو اعتبار لمعاناة الناس الشديدة، وهذه مرحلة كارثية من تاريخ شعبنا تحتاج لاستنهاض كل السبل الممكنة والواعية من أجل وضع حد لها. الانقسام وجزء كبير من القيادة الحالية هما سبب ونتيجة لبعضهما وللكثير من الأزمات التي نعيشها، فمع ازدياد حالة الاستقطاب والتعصب أصبحت فكرة التغيير الشعبية صعبة وشبه مستحيلة، ذلك أن الفاسدين محمين بالتعصب والاصطفافات على حساب المصلحة العامة. وللخروج من هذه الحالة نحتاج لحالة من التوافق الواعية والحقيقية بين فئات مختلفة مهنية وتنظيمية ونقابية.. إلخ، تتداعى من أجل الخروج بإجماع يكسر هذا الاحتكار الفئوي المؤلم لمؤسسات الوطن ودون ذلك سيكون أي تحرك هو جزء من حلقات الانقسام.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...