alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

إدمان الفشل..!!

07 مارس 2013 , 12:00ص

يخطئ الطرفان المعارضة والنظام في مصر، إذا تعامل كل منهما مع زيارة جون كيري وزير الخارجية الأميركي، على أنها تصب في خانته، وتمثل انتصارا له، الحكومة إذا تصورت الزيارة على أنها دعم للنظام في مواجهة خصومه، وموافقة على كل ما يخرج منها. أما «خطأ المعارضة»، إذا توقعت أن كيري جاء ليمارس ضغوطا على النظام والرئاسة، للقبول بشروط المعارضة، لضمان قبولها بالمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة. فحقيقة الأمر، أن هناك كثيراً من القضايا، التي طرحت على مائدة الحوار مع كيري، على المستوى الرسمي، تتجاوز القضايا الداخلية، والصراع بين الحكومة والمعارضة. خاصة أن زيارة الوزير الأميركي، جاءت في إطار جولة في المنطقة، ضمت عددا من الدول بدأها بالقاهرة. تستهدف الاطلاع على أرض الواقع على الملفات التي سيعمل عليها، في إطار مهمته الجديدة كوزير للخارجية. رغم أن الرجل ليس جديدا على المنطقة، بعد أن عمل لفترة ليست قصيرة، على رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس. كما أن الزيارة خاصة لمصر، تأتي في إطار جولة الرئيس الأميركي إلى أراضي السلطة الوطنية وإسرائيل، ولهذا فقد كانت القضية الفلسطينية والوضع في سوريا، في مقدمة القضايا التي تم طرحها، في مباحثات كيري مع المسؤولين في الرئاسة وفي الخارجية المصرية، خاصة بعد الدور المصري في توفير أجواء التهدئة بين حماس وإسرائيل. ومن المهم الحصول على دعم القاهرة في الطرح الخاص بإمكانية إعادة المفاوضات بين السلطة وإسرائيل، وهي إحدى النتائج المتوقعة لوجود أوباما في المنطقة. وكذلك فرص إيجاد حل للازمة السورية، على ضوء التطورات الأخيرة، وإمكانية بدء حوار بين المعارضة والحكومة السورية. وموقع بشار الأسد من أي تسوية محتملة. وعودة من جديد للشأن المصري في زيارة كيري. في ضوء واقع يحاول البعض التعامي عنه أو إغفاله، وهو أن واشنطن تتعامل فقط مع مصالحها، وتنحاز إلى الطرف أو الأطراف التي يمكن لها أن تحقق تلك المصالح. الأمر هنا لا يخص مصر فقط، ولكن استراتيجيه ثابتة، مهما كان الحزب الحاكم هناك ديمقراطيا أو جمهوريا. وكل الشواهد تؤكد أن إدارة أوباما لم تتخل عن نظام مبارك، سوى بعد شعورها أنه أصبح عبئا عليها، وعلى مصالحها، كما أنها لم تجاهر أبدا برفضها التوريث في مصر، وتولي جمال مبارك الحكم، طالما أنه سيحقق تلك المصالح، وقد لا يكون هناك خلاف، حول الخطوط العريضة لتلك المصالح، وهي ضمان أمن إسرائيل، والنظام الحالي في مصر رغم انتمائه للإخوان المسلمين، ورفضه لدولة إسرائيل، على قناعة تامة بصعوبة الدخول في مواجهة عسكرية مع تل أبيب، كما أن واشنطن تسعى إلى استمرار التزام مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل. والقاهرة تحت الحكم الإسلامي ترى أن الوقت ليس ملائما لفتح هذا الملف. وقد حفلت الأشهر الماضية بتعاون وتنسيق بين القاهرة وواشنطن على أعلى مستوى، ونجح سريعا في احتواء العدوان الإسرائيلي على غزة. وأقصى ما تسعى إليه القاهرة تحت حكم الرئيس مرسي هو صياغة علاقات على قدم المساواة والتكافؤ بين البلدين، بعيدا عن التبعية التي سادت العلاقة بين واشنطن ونظام مبارك طوال الثلاثين عاما، التي قضاها في الحكم. ولهذا فمن السذاجة أن تصدق المعارضة المصرية الفكرة التي طرحتها وتتحدث عنها، أن كيري هو «عراب سيناريو تولي تيار الإسلام السياسي الحكم» في المنطقة العربية، خاصة في دولة محورية كمصر. وأنه وراء إقناع أوباما، بضرورة دعم تلك الأنظمة. خاصة أن تلك الأحزاب جاءت إلى السلطة عبر آليات ديمقراطية، وعبر انتخابات حرة ونزيهة. ومن الطبيعي لدولة مثل أميركا أن تحترم إرادة الشعوب واختياراتها، التي جاءت عبر صناديق الانتخابات. والغريب في أمر المعارضة المصرية التي أدمنت الفشل، أنها حاولت أن تبحث عن «شماعة» لتلك الحالة، فراحت تتحدث عن دور للسفارة الأميركية بالقاهرة، والسفيرة أندرسون، في محاولة التقليل من قدرات المعارضة، وجبهة الإنقاذ على تحريك الشارع. والتأكيد على تدني شعبيتها، مما يعني أن طاقم السفارة يعمل ضد مصالح واشنطن، أو ينقل واقعا غير صحيح، ويبدو أن تلك الفكرة الساذجة، كانت وراء الموقف غير المفهوم من المعارضة خاصة جبهة الإنقاذ التي رفضت الاجتماع مع كيري. وتنوعت واختلفت مواقفهم، عمرو موسى اجتمع مع كيري منفردا بعيدا عن الجبهة. وعناصر من حزب الدستور، شاركت تحت مسميات مختلفة. مثل ممثلي منظمات المجتمع المدني. ومع ذلك فيبدو أن المعارضة المتمثلة في جبهة الإنقاذ، تمارس نفس اللعبة الساذجة، وهي المقاطعة تحت أسباب واهية، من قبيل أنها لا تقبل التدخل الأميركي في الشأن المصري، أو أنها تخشى من ممارسة كيري للضغوط عليها لدفعها للمشاركة في الانتخابات. وأضاعت جبهة الإنقاذ على نفسها فرصة جديدة، وكأنها أدمنت ضياع الفرص والفشل!!

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...