


عدد المقالات 111
مفهوم التبني غائب على مجتمعنا، وربما السبب عائد لموروثاته الثقافية، فكل ما علق في ذاكرتنا عن الأطفال اليتامى أنهم عرضة للظلم والضياع والشقاء بسبب زوجة الأب المجرمة أو زوجة الأخ الشريرة أو زوج الأم القاسي وعديله زوج الخالة المتذمر. لا يوجد في ثقافتنا تبني أطفال أو حتى تربيتهم واعتبارهم كالأبناء ولا تقولوا إننا لم نتطور بعد نفسيا لذلك لأننا دخلنا عصر تبني القطط والكلاب أعزكم الله، واعتبارها كالأبناء تماما، تجرى لهم التطعيمات وزيارة للأطباء وملفات صحية وتدريب وتنظيف وتخصيص خدم للعناية بهم، ويأكلون أحسن الطعام المخصص لهم وحدهم من أقسام الحيوانات الأليفة في المجمعات التجارية، ويتجولون بالبيوت والغرف ويتوسدون الأثاث، ولا ينالون التقريع على تخريبهم وقذارتهم المبعثرة هنا وهناك. أليست مقارنة ظالمة بين بشر وحيوانات؟ لماذا لا تنتشر رياح الحب والألفة للأطفال اليتامى سواء من العائلة أو المجتمع؟ هل الغيرة وتحميل الأطفال تبعات أهلهم في حالة زوجات الأب والأخ وأزواج الأم والخالة؟ أو عدم تحمل أطفال يتامى ضعفاء ليس لديهم عائلة قوية تضمهم وتدافع عنهم وتحميهم؟ لا أدري لماذا نختلف عن الغرب في نظرتهم للتبني، ولماذا لا يفكر الذين حرموا من الإنجاب بالتبني حتى ولو كانوا ما زالوا يعالجون ويحاولون؟ لماذا لا يفكرون بالتبني فالكثير ممن قرأنا عن حالاتهم في الغرب وسمعنا حكاياتهم أنجبوا بعد التبني، وربما كانت حالة نفسية تفتح مغاليق جوانب انسدت بفعل التوتر والقلق؟ ثقافتنا ليست ضد التبني بل عدم استيعاب كونه لا يفرق بين الابن الحقيقي والمتبني، نحن لا نفهم هذا ولا نستوعبه. لقد شاهدت فيلما أجنبيا يصور قصة واقعية حدثت في إحدى الولايات الأميركية، حيث تم بالخطأ خلط مولودين بالمستشفى، وأخذت كل أسرة ابن الأخرى، وبما أن أحد الطفلين كان عليلا ويحتاج للكثير من الفحوصات والمتابعة والعلاج، تم اكتشاف أنه الابن الخطأ بعد خمس سنوات. وقامت العائلتان برفع قضية على المستشفى وكسبتاها، لكن هل قامت كل منهما بعملية التبادل؟ كلا، بل احتفظت كل منهما بابنها الخطأ الذي أصبح طفلها الحقيقي ولكنهما اشتريتا بيتين متلاصقين بمبلغ التعويض الذي حصلتا عليه من المستشفى لتكونا قريبتين من نمو أبنائهما الأصليين. لقد تأثرت كثيرا بهذه القصة، ولم أكن أعلم أن الطفل المتبنى أو الذي يربيه الإنسان سيتحول لابن حقيقي لهذه الدرجة يتنافس مع البيولوجي إذا نما بعيدا عنه!! الخلاصة أن تبني الأطفال يحولهم لأبناء حقيقيين بلا زيف، لذلك فلا يتردد القادرون منا على منحهم سقفا للإيواء ورعاية مريحة من الأقدام على هذه الخطوة، لأنهم بالمقابل سيعطونه ما لا تستطيع القطط والكلاب منحه، إنهم بشر وأرواح وونس وعزوة.
هناك فئة لا يتم الانتباه لها يكفيها هالة التقديس والاحترام المحيطة بها، كأنها تزيح عنها صفة الآدمية وتضعها إما فوق الاحتياجات الطبيعية لغرائز البشر، أو بمرتبة المرضى الضعاف العجزة، إنها الأمهات والآباء أو الجدود والجدات....
الإشاعات والقيل والقال وتبادل أخبار الناس وتحليلها، وإصدار الأحكام والنقد، وإصدار التفسيرات والتعليلات وما يصح ولا يصح وما يجب وما لا يجب، كلها وسائل العاجز الهارب من مشكلاته الخاصة الباحث عن ملجأ لإحباطاته وفشله، وكطريقة...
فجع المجتمع منذ عدة سنوات قليلة بظهور ظاهرة الطلاق المبكر التي لم تكن موجودة في السابق، وهي أزمة لا تشي باختلاف جيل الأزواج الأبناء فقط، بل بتغير حدود الآباء والأمهات بين الأمس واليوم، مما يعني...
في «تويتر» هناك عالم افتراضي، ذلك العالم الذي يتوق إليه الإنسان حينما يعبر عن ذاته كأنما يخاطب نفسه، ليكون هو بلا رتوش ليعيش حياته كما يتصورها، ويريدها أن تكون، وإن كان حتى هذا العالم الافتراضي...
في 1999 كانت الاستعدادات لانتخابات المجلس البلدي تسير بتوائم مع الشعور الذي يولده سماع عزف النشيد الوطني، أي ممتلئة بالحماس والترقب والعنفوان، مناظرات تبثها القناة التلفزيونية المحلية التي لا تنافسها الفضائيات، في حين تمتلئ الصحف...
في البداية ليكون الوطن معافى يجب وضع الموظف الصحيح في المكان الصحيح، خصوصاً في المراكز القيادية فهي الرأس، وهي التي تنصب الموظفين وتعزل وتكافئ وتعاقب وتدير وتخطط أو تجمد وتقتل. والحرص بأن تكون القيادات مواطنة،...
نسمع بالحوبة عندما يظلم أحدهم شخصاً ما ثم يتعرض لأزمة تقلب كيانه فيربط الناس بين الحادثتين، تذكرت هذا عندما أصابت أحدهم أزمة صحية خطيرة جعلته بين قوسين وأدنى من العيش الملغوم بالألم والمخاطر، وعندما علم...
17 طلب ترخيص لافتتاح مستوصفات خاصة على مكتب مسؤولي المجلس الأعلى للصحة، في الوقت الذي يعلن فيه عن اعتماده مشروع قانون التأمين الصحي الاجتماعي، وإحالته إلى الجهات المختصة لإصداره، وإنشاء شركة مملوكة للمجلس لإدارة التأمين...
نفتح الجرائد وفيها كم هائل من المشاكل والانتقادات والتحقيقات والآراء كل منها يطال جهة ما، وتعاد نفسها كل شهر وربما كل عام من مصادر وأماكن وجهات مختلفة ويبقى الوضع كما هو!! هل يقرأ المسؤولون..؟ وإذا...
غيم في السماء لكنه ليس غمامة مطر ولا سحابات محملة بالانتعاش والهطل، إنه ركود ثقيل في السماء يحجب الرؤية ويقشع الشمس ويملأ الجو بالركود والمرض. غبار كثيف يملأ البلاد ويعدم الرؤية ويعل النفوس قبل الصدور...
العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، هكذا يكون العدل وحقوق الناس قيمة لا يمكن التفاوض فيها والتفريط في معطياتها بالنيابة عنهم. مثلما تدين تدان، ومن عاب ابتلي، واستغلال النفوذ لتصفية الخصومات الشخصية والتحامل وتصيد وتضخيم...
تم الإعلان عن تدشين أول مكتب متخصص لدعم منظمات المجتمع الدولي بالبلاد، يبدأ عمله خلال الشهر القادم، اعتماداً على كفالة الدستور لتأسيس تلك المؤسسات، وإصدار الدولة للتشريعات والقوانين التي تنظم عمل مؤسسات المجتمع المدني. بكثير...