alsharq

عبدالله العمادي

عدد المقالات 122

مصر وتونس.. تجربتان لا بد أن تفشلا!

06 فبراير 2013 , 12:00ص

ببعض الأمثلة الحياتية سندخل على موضوع لا يزال محل اهتمام وبحث، أو قيل وقال من كثيرين.. وهاكم أول الأمثلة من عالم الرياضة الذي يجذب كثيرين، سواء بالممارسة أو المتابعة، والأخيرة هي النسبة الأكبر.. لو جيء بالموهوب الأرجنتيني محبوب الرياضيين وعشاق رياضة كرة القدم «ميسي» ووضعناه في فريق، اتفقت غالبية لاعبيه على ألا يكون لزميلهم دور في الملعب عبر التعمد في تجاهله أو إيقاعه في مواقف والتحامات مع الخصم تحرجه بل ربما يتأذى أيضاً.. وجرى الاتفاق على أن يستمر ذلك حتى يظهر بشكل مهزوز غير مقنع يقوم على إثره المدرب بتقرير أمره، إما أثناء المباراة عبر تبديله بآخر أو بحث أمره بعد ذلك.. تصوروا معي كيف سيكون وضع «ميسي» بعد المباراة؟ وكيف سينظر الجمهور والمراقبون إليه؟ لو جاءت مؤسسة ما بقيادي صاحب خبرات ومهارات في العمل ورغبة صادقة في التطوير، لكنه وجد تجاهلاً من غالبية الموظفين لسبب أو جملة أسباب، ورأى تكاسلاً وإهمالاً في أداء الأعمال، بل وتدبير مكائد وغيرها لإحراجه، ومن أجل الإكثار من الأخطاء والخسائر في المؤسسة أو الشركة، ومن ثم التركيز على تلك الأخطاء ونشرها بين الجميع، بالداخل وكذلك خارج موقع العمل.. تُرى ماذا سيكون موقف مجلس الإدارة أو أصحاب القرار في العمل من ذلكم الحاصل من ومع القيادي؟ بهذين المثالين، أحسبُ أن الأمور اتضحت كثيراً قبل أن نتطرق وندخل إلى ما يجري في تونس ومصر، ولا شك أن العامل المشترك في الدولتين هو وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم، على غير ما كان متوقعاً من كثيرين، متفائلين أو متشائمين، عرباً أم غيرهم.. ولأن الوصول لم يكن عبر انقلاب عسكري أو تدخل خارجي، وإنما عبر صناديق انتخابية، اختار الشعب حكامه، لم يجد المعارضون طريقة للتشكيك، لكنهم لم يعدموا من الحيل والمكائد. أي تبرير يمكن أن يقول به المعارضون للإسلاميين -أو الثوريون الجدد إن صح التعبير- لا يمكن قبوله تماماً، باعتبار أن الحكام الجدد لم يأخذوا فرصتهم في تدبير أمور البلاد، ولم يمض الوقت الكافي للعمل والتدبير والتخطيط حتى يأتي الشعب ليحاكمهم، ففي تونس مرت سنة واحدة تقريباً وفي مصر أقل من ذلك، وهي فترات لا يمكن لأي مراقب موضوعي ونزيه ومحايد أن يكتفي بها ليقرر في أمر ليس بالسهل اليسير.. من هنا، أستغرب كثيراً لجوء وجرأة البعض المثقف على القول بأن جماعات الإسلام السياسي قد فشلت فشلاً ذريعاً في حكم مصر أو تونس ولم تمض سنة واحدة لها في أجواء وبيئات عمل متوترة فاسدة مفسدة، إلى درجة أكاد أجزم بأن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنهما- لو أتيحت لهما إدارة دولة بحجم مصر مثلاً في نفس الأجواء الحالية، فسترى مفكرين ومثقفين وإعلاميين يصفونهما بالعجز والمطالبة بالتغيير!! يُقال، كمثال على التحامل: إن الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مفاصل الدول التي يصلون إلى حكمها، وما المشكلة في ذلك؟ أليست الاستعانة بالكوادر والكفاءات والخبرات من نفس التوجه والفكر أفضل في التوجيه والدفع بالبلاد نحو الاستقرار حتى حين، بدلاً من الإتيان بهذا وذاك من هنا وهناك، لا يُعرف لهم تناغم مع بقية المجموعة، بل وربما يعمل أولئك الغرباء أصلاً على فكر وأسلوب النظام الحاكم، على معاكسة النظام فيحدث الخلل من الداخل؟ وهذا أمر معمول به في كل الدول الديمقراطية، وليس غريباً أو بدعة يقوم بها إسلاميو مصر أو تونس. ثم أليست هناك قوانين ودساتير حديثة معدلة، أليست هناك روح جديدة سرت في الشعوب يمكنها من البدء بثورة جديدة إذا انتهى الوقت المحدد المتفق عليه بين الشعب والنظام، إن لم يتم تحقيق رغبة هذا الشعب؟ فلم الاستعجال إذن؟ فالثورات تقوم لتغيير أمر ما، ثم تهدأ في مرحلة ما للمراقبة، فإن تحققت أهدافها، هدأت أكثر وعززت المكاسب، لكن العكس سيدعوها لمواصلة السير ولن يعترض أحد على ذلك.. أما الحاصل الآن في تونس ومصر كأمثلة، إنما في ظني هي ثورة من «البعض» القليل لأجل مكاسب شخصية أو حزبية ليست أكثر، إذ لم تعد توجد ثقة من قِبَلهم في صناديق الانتخابات والانتظار لأربعة أعوام أخرى، فقد ينجح الحاليون فتصعب مهام «الثوريين الجدد» أكثر، ولكنهم يتناسون أنه ربما يحدث العكس أيضاً، وهذا ما لا يريد أن يفهمه أو ينتظره أولئك الثوريون الجدد، ولو أدى عدم الفهم هذا إلى أن يهلك الحرث والنسل ويحترق الأخضر واليابس.. فما تقولون؟

وللماء ذاكرة!!

آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...

لست أنت الوحيد الفقير المظلوم

ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...

المترددون لا يصنعون تاريخاً

صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...

الملائكة لا يخطئون..

ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...

قوانين السماء

لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...

وما نيلُ المطالبِ بالتمني..

كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...

أسعـد نفسك بإسعاد غيرك

المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...

تسطيح الشعوب

مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...

هذا طبعي وأنا حر!!

هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...

المشهد المصري وقد ارتبك

يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...

خاطرة رمضانية

يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...

انتقدني واكسب احترامي!

النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...