


عدد المقالات 122
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل وهو بعد لم ينته من البسملة لكي يقرأ الفاتحة وإتمام الصلاة. حكومة الانقلاب اليوم في مصر، وعلى الرغم من أنه تم جلب واستحضار كل «الخبرات» السابقة، التي لها، أو من المفترض، أن لها باعاً في السياسة والخبرة في التعامل مع وقائع الداخل وأحداث الخارج، تعيش حالة من الارتباك والتخبط، أكثر مما كان عليه الدكتور مرسي ومن معه. تبين الآن جلياً واضحاً للحكومة الحالية في مصر أنه مهما كانت كفاءتك وخبراتك ومهاراتك في الإدارة والتعامل مع الوقائع الحياتية المتنوعة، فلن تجدي التنظيرات ولن تنفع، إن لم تتوفر لك بيئة محيطة تساعدك على إنجاز مهامك على أكمل وجه. لقد تم طويلاً اتهام الرئيس المعزول وحكومته بعدم الكفاءة والقدرة على حل مشكلات الحياة الرئيسية للمصريين، فيما البيئة المحيطة أو الحياة من حولهم في الميادين كانت مضطربة غير مستقرة، ما بين اعتصامات وإضرابات واضطرابات، وافتعال أزمات مستمرة متنوعة ومتجددة، ناهيك عن الحملات الشرسة والمشيطنة للرئيس ومن معه وجماعته.. ولا شك أنه لن ينتج لا هو كرئيس ولا الحكومة، وإن جاءوا بأمهر وأكفأ الخبرات في العالم في ظل بيئة محيطة، الأصل فيها الاضطراب، لا تعرف استقراراً ولا هدوءاً إلا قليلاً قليلاً. الآن يتكرر السيناريو مرة أخرى كما لو أننا في مشهد مسرحي، يتم تبادل الأدوار فيه.. المعترضون سابقاً، هم أصحاب القرار والتنفيذ الآن، فيما صار من كانوا في الحكم واتخاذ القرار يلعبون دور المعارضة، وقد تبين للجميع بعد شهر من الانقلاب أن الأمر كما هو، لا تغيير.. فلا الجيش ولا الحكومة قادران على إدارة دفة الحكم والحياة في مصر، في ظل تزايد أعداد المعتصمين والميادين، وفي ظل رحلات مكوكية لمفاوضين عرب وأجانب، كدليل على الارتباك، لأجل تحريك القطار المصري، الذي لم تعد مشكلته في عدم الحركة، بل في خروجه عن مساره، فأنّى له أن يتحرك؟ من صور الارتباك في المشهد المصري، أنه يتم علناً وجهاراً نهاراً، ومن صاحب القرار الأوحد أو الرجل الأول والأخير في مصر الآن الفريق السيسي الاستعانة بالقوة العالمية الأولى، الولايات المتحدة، للتدخل والمساندة، وهي نفسها، أي الولايات المتحدة، تشعر بالارتباك والتورط في أمر لم يتم حسابه بشكل دقيق، بل وصار معيباً جداً في حقها كدولة تدعو إلى نشر وتعزيز قيم الديمقراطية في العالم، فيما هنا تساند انقلاباً على الديمقراطية بشهادة كثيرين، مهما حاولت واشنطن أن تجمّل الصورة أو تقول بغير ذلك. الأمر لن يتغير في مصر إن استمر المشهد الحالي كما هو، وسيزداد تعقيداً لأن كل طرف متمسك برأيه، وإن كان منطقياً أن المعتصمين والمعارضين أقرب للحق، باعتبار أن أمراً متفقاً عليه من الجميع في اللعبة الديمقراطية، قد تم الإخلال به من الطرف الحاكم الآن، الذي لم يعجبه الوضع الماضي فقرر أن يغير قواعد اللعبة، ليس ديمقراطياً بل بقوة الساعد والسلاح، وبأعذار وحجج كثيرة لا ترتقي لدرجة الاقتناع بها وتبرير خطوتها أو انقلابها.. الحل كما يراه كثيرون، وإن عارضه آخرون أيضاً، هو إعادة شريط الحياة إلى ما قبل تاريخ الانقلاب، وإبعاد الجيش إلى ثكناته على الحدود، والاحتكام إلى القواعد الديمقراطية والشارع مرة أخرى، ولتفرز تلك القواعد والآليات عن نتائج، ويكون لزاماً حينها أن يقبل الجميع بها.. ولكن تبقى مشكلة أخرى هي الدماء التي أزهقت بغير حق.. فكيف يمكن حل هذا الملف، الذي ما زاد المشهد المصري غير تخسير ومزيد من الارتباك.. ونسأل ختاماً مع ختام شهر الرحمة والمغفرة أن يلهم الله الشعب المصري ما يعينه على تجاوز أزمته، التي يفرح ويلعب بها البعض القليل، فيما كثيرون مشفقون، يدعون ليلاً ونهاراً أن تمر بسلام وأمن وأمان، وما ذلك على الله بعزيز.
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...
لمن قرأ سورة الأنفال الكريمة, أو سيقرؤها قريباً خلال شهر القرآن هذا.. فإن ببعض التدبر والتأمل لمعاني بعض الآيات في السورة، سيكتشف أموراً غاية في الروعة.. ومن تلك، آية كريمة يتحدث الله عز وجل فيها...