


عدد المقالات 122
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين يومذاك ثلاثمئة وبضعة فرسان، لوجدنا واضحاً تأثير قوانين الأرض وقوانين السماء في المعركتين.. كلتا القوانين، السماوية والأرضية صحيحة ولا غبار عليها، وتتجسد تلك القوانين على أرض الواقع بمجرد اتباع الخطوات اللازمة للوصول إليها. ولنسترسل بعض الشيء في هذا المعنى أو المفهوم.. في معركة بدر الكبرى، لم يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه لمعاركة المشركين، فالقوى المادية غير متناسبة ولا متكافئة، والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أحكم من أن يدفع بالقلة المؤمنة يومذاك إلى التهلكة، وهو لا يزال في بدايات بناء الدولة ونشر الدعوة. ما حدث أن المسلمين وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع جيش متحمس خرج ليقتل ويسفك الدماء، وعدده ضعفا عدد جيش المسلمين. وبالحسابات المادية والقوانين الأرضية كسب المعركة شبه مضمون لجيش قريش، الذي اتخذ كافة أسباب تحقيق النصر، من تجهيز الجيش ودعمه بالفرسان ورفع الروح المعنوية للجيش وغيرها من أسباب تحقيق النصر. وفي المقابل جيش المسلمين لم يخرج لمقاتلة جيش بل لمحاصرة قافلة لا يحرسها أكثر من أربعين إلى خمسين رجلاً، وتحقيق الهدف أمر سهل وقد لا يحتاج إلى قتال، بل إن خروج الثلاثمائة ما كان سوى نوع من التخويف وترهيب حراس القافلة، رغبة في أن يتم تحقيق الهدف دون إسالة دماء. الواقع الميداني ووفق قوانين الأرض، النصر شبه مستحيل لجيش المسلمين, فيما العكس مع جيش قريش. وبالمقارنة مع معركة حُنين وبحسب القوانين المادية أو الأرضية، كان العدد والعتاد في جيش المسلمين يخدم, ويمكنه أن يحقق النصر لهم على جيش المشركين, وإن كان عدده ما زال أكبر، ولكن انتصارات المسلمين المتتالية على قريش رفعت من الروح المعنوية لهم, بل زاد إعجابهم بأنفسهم أن وجدوا عددهم لأول مرة منذ سنوات يصل إلى اثني عشر ألف مقاتل، الأمر الذي سمح لكثيرين من المسلمين بالاغترار بالقوة المادية المتمثلة في العدد والعتاد، حتى قال بعضهم لبعض: «لن نُهزم اليوم من قلة». في الحالة الأولى، معركة بدر، لم يلجأ المسلمون أبداً إلى القوانين الأرضية، لأنهم هالكون لا محالة إن دخلوا القتال حتى احتاروا، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أكثر من الدعاء والتضرع إلى الله وردد الدعاء المشهور: «اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً». وما كان هذا الدعاء إلا ليقين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه ليس من الممكن اتباع القوانين الأرضية، حتى لو كان هو معهم، بجلالة قدره وعظم شأنه صلى الله عليه وسلم عند الله، فلم يكن من بد سوى اللجوء إلى السماء وقوانين السماء ورب السماء والقوانين كلها، فكان ما كان من نتائج هي أقرب إلى المعجزة. لكن حين داخلت خواطر ومشاعر ولو لدقائق قليلة في نفوس المسلمين يوم حُنين، والاغترار بالكثرة، بما يعني الاعتماد على قوانين الأرض ونسيان قوانين السماء ورب السماء والكون كله، مالت الكفة لصالح المشركين لبعض الوقت باعتبار عددهم يومذاك, الذي وصل لأكثر من ثلاثين ألفاً، لأن القوانين الأرضية دقيقة ولا تحابي أحداً، مسلماً كان أم غير مسلم. ولكن بدأ المسلمون التخلي سريعاً عن الأرض واللجوء إلى السماء، فما انتهى اليوم إلا وقد تجسدت قوانين السماء على الأرض مرة أخرى، وانتصر المسلمون يومها «..وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ». خلاصة الحديث، أنه مهما اتخذت الأسباب لتحقيق النجاحات على الأرض، فلا يُغني ذلك عن اللجوء إلى الله واليقين التام بدعمه وتوفيقه، والتوسل إليه لتحقيق مرادك، وهذا الأمر يمكن أن يُطبق على ما يحدث اليوم في سوريا، فلن تقدر كل قوى الأرض على فعل شيء يحقق النصر للشعب السوري ما لم يتوجه السوريون إلى السماء ورب السماء، فالنصر بيده وهو القادر على أن يسخر الإنس والجن والطير وغيرهم من جنوده سبحانه لتحقيق الهدف المنشود.. وكلما ارتفعت أبصار السوريين وأيديهم إلى السماء، اقترب الوعد الإلهي بالنصر، والعكس صحيح دون أدنى شك.
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...
لمن قرأ سورة الأنفال الكريمة, أو سيقرؤها قريباً خلال شهر القرآن هذا.. فإن ببعض التدبر والتأمل لمعاني بعض الآيات في السورة، سيكتشف أموراً غاية في الروعة.. ومن تلك، آية كريمة يتحدث الله عز وجل فيها...