عدد المقالات 72
نشأت فكرة المولات في أمريكا سنة 1954 بواسطة المهندس Gruin حيث كانت الفكرة الأساسية هي أن يكون المول هو المكان الثالث للناس بعد البيت والعمل، وهذا المفهوم استخدمته أيضا Starbucks عام 1971 بافتتاحها أول فرع، باعتبار أن الكوفي هي المكان الثالث للناس بعد البيت والعمل. فكرة المولات رأسمالية غربية بحتة تقوم على تنوع الاختيارات أمام العميل في مكان «مغلق»، بحيث يشتري الذي لا يحتاجه أيضا. بدأ Gruin فكرته في أول مول بدون أسقف، مول مفتوح يحاكي مفهوم الداون تاون، حيث يجتمع الناس ويتفاعلون مع بعضهم في مختلف الجوانب ولكن عدل التصميم ببناء مولات مغلقة تماما وجعلها كأنها صناديق كبيرة تخفي الناس وتعزلهم عن محيطهم وهكذا بدأت المولات الحديثة. أحد أهم تأثيرات المولات السلبية الاقتصادية هو سحب الناس من محلات التجزئة المفتوحة وخلق نمط عمراني حول المول، حيث يصعب الوصول للمول مشياً، بل لابد من سيارة، ولذلك تكثر مواقف السيارات وتأخذ مساحات كبيرة جداً من الأرض أفقياً ورأسياً وتزيد معها التكلفة الإجمالية للمول بعكس محلات الشوارع العامة التي لا تتكلف في بناء مواقف خاصةً بها بل تكون مجانية وأحيانا يتم دفع رسوم بسيطة لتخصيص بعض المواقف للعملاء. المول عبارة عن سلسلة من المتاجر المرتبطة ببعضها ربحياً، فهناك متاجر جاذبة ومتاجر مربحة ومتاجر ملحقة بالمتاجر الأخرى، فإذا جاز لنا تقسيمها إلى حزم، فالحزمة الأولى هي الكوفيهات والمطاعم وساحات الألعاب والسينما والفروع الحكومية، وهي حزمة جاذبة للعملاء أفراداً وعائلات، لتبدأ عند دخولهم للمول استفادة الحزمة الثانية وهي محلات الملابس والألعاب والهدايا والأحذية، بعد ذلك تأتي الحزمة الثالثة وهي المتاجر الفاخرة من ساعات ومجوهرات وذهب وماركات عالمية وهي مخصصة لفئة معينة. هنا نلاحظ أن تركيب المول من المحلات يجب أن (تتنوع وتترابط) بقدر معين بحيث تستطيع جذب أكبر عدد من الزبائن. نأتي لتصميم المولات وهو العامل الأبرز لنجاح أو فشل أي مول، فبعض التصاميم بحد ذاته جاذب ومريح وسهل وغير معقد وبعضها العكس تماما مزعج ومشتت للعميل، ولذلك حرصت المولات على تقسيم أجزائها إلى فئات مثل منطقة الماركات ومنطقة المطاعم ومنطقة الألعاب ومنطقة الأثاث وهكذا ليسهل التنقل خصوصاً في المولات الكبيرة جدا. وهذا التصميم يساعد العميل على تحديد خياراته الشرائية ويحفظ وقته من الضياع في التجول دون هدف محدد، وهذا أعتبره تنازلا عن فكرة (دعه يتجول ليرى كل شيء) لأن هذه الفكرة أدت إلى انزعاج الزوار وعدم ارتياحهم. ولذلك نلاحظ أن سلوك وتجربة العميل مع الوقت هي من تساهم في تعديل محتوى المولات وتصاميمها لتناسب ذوقه. المولات اقتصاديا أعتبرها ثقوباً سوداء قد تستهلك الكثير من الأموال وتؤثر على محيطها العمراني وتكلف الدولة الكثير من التصاميم لتتناسب مع المول من حيث المداخل والمخارج والمنطقة المحيطة لها، ولذا في حالة فشل المولات فإن التكلفة الضائعة مرتفعة جدا على ثلاثة أطراف، الحكومة وصاحب المول وصاحب المحل، فالمول ليس محلا عاديا بقدر ما هو مشروع ضخم يشترك فيه الجميع ويتأثر فيه الجميع. هنا موقع اسمه deadmall.com الأمريكي يحكي قصص وتجارب المولات الخاسرة وكيف انتهت، وهذا الموقع مفيد جدا للمخططين العمرانيين في معرفة أسباب نجاح وفشل بناء المولات ضمن التخطيط. شبه المولات المساعدة المتخصصة مثل ايكيا التي تقوم على فكرة معينة يدور حولها كل شيء أثبتت نجاحها بحكم نموذج عملها الذي يستطيع أن يتطور ويتوسع ويكون قيمة مضافة لأي مول آخر يتم ربطه به وهذا مشاهد في أغلب الدول. فهناك بعض التوجهات العالمية بشأن إقامة مولات متخصصة مثل المولات الرياضية والترفيهية والثقافية المكتبية لتكون أكبر تجمع للكتب تحت سقف واحد. تعتبر المولات موردا هاما لقياس سلوك المستهلك من خلال عرضه على منتجات مختلفة قد يحتاجها أو لا يحتاجها، ولكني أرى ذلك غير مستقل من حيث الاهتمام ودراسة هذه البيانات سوقيا واقتصاديا، فالمفترض وجود وحدة أو قسم يختص ببيانات السوق وحركة المشترين وسلوك المستهلك ولا أجد أفضل من المولات في تنظيم هذه البيانات بحكم أنها مغلقة يسهل حساب عدد الداخلين إليها ومتابعة حركتهم داخل المول وسهولة التنسيق مع المحلات في قياس آراء وطباع المستهلك. من المهم مراقبة عدد وموقع المولات التي تبنى لعدم التضارب ولتوزيع الكثافة السكانية عليها بشكل صحيح وللأسف تخطيطاً شاهدنا تجمعا للمولات سوف يفقدها جميعا ميزة الانفراد لو تم بناؤها في مواقع مختلفة، فالمولات حساسة لا تحب أن تتجاور مع بعضها فهي إن تفرقت ربحت وإن اجتمعت خسرت، وهذه مسؤولية تخطيطية بحتة ويجب أن لا تخضع لأي توجهات لأن الخسارة فيها على الجميع. دمتم بخير.
نستكمل في هذا المقال ما بدأناه في مقال الأسبوع الماضي، حول «الموارد البشرية ما لها وما عليها».. فإذا نظرنا لمكونات العمل، فإننا نرى ضعف منظومة الموارد البشرية في الجهات الحكومية، مقارنة بإدارات الشؤون المالية التي...
بداية كل تطور ونهايته هو الإنسان ، حيث تأتي الموارد المادية كمساعدة لمدى قدرة الانسان التفكيرية وإبداعه القابله للتنفيذ، ولذلك كان المفكرون والمبدعون هم القيمة المضافة لدولهم في تطويرها، والتي تحرص على اكتسابهم من خلال...
بني مبدأ التفويض على فكرة استمرارية الأعمال وعدم تعطيلها بسبب عدم وجود القائمين عليها، فالأعمال تبقى والأشخاص يتغيرون أو يتعاقبون، ولذلك نرى أن المؤسسات والجهات المرنة تتميز بوجود مساحة تفويض عالية، يصحبها إدراك ووعي بمفهوم...
مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز...
تبنت دولة قطر منذ عام 1973 قانون الجمعيات التعاونية وذلك لتحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص، وتحقيق أهداف التعاون بوجه عام، متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، وأن تتاح العضوية لكل قطري تنطبق عليه الشروط...
يشترك القطاعان العام والخاص في مسألة التسويق، فكلاهما يقدم منتجات وخدمات، ويعتمدان الترويج والتحفيز على شراء المنتج أو استخدام الخدمة، سواء عن طريق العلاقات العامة في الجهات الحكومية أو خدمة العملاء في القطاع الخاص. وكذلك...
تعتبر العلاقات العامة رمانة الميزان والعاكس لكل مجهودات المؤسسة او الشركة لدى عملائها، والعاكسة كذلك لرأي العملاء وتجربتهم لدى المؤسسة، مما يعني ان مهام العلاقات العامة متشعبة في الاتجاهين، فكل شيء يخرج من المؤسسة باتجاه...
تعتبر السياحة أحد أهم العناصر والموارد في كثير من دول العالم حيث تبلغ نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي العالمي حوالي ١٠٪ بينما تصل لبعض الدول من 20 إلى 30% وأحيانا قد تصل إلى...
«قبل أن تحكم على شخص ما، يجب أن تسير مسافة طويلة مرتدياً حذاءه»، هو مثل شائع يوضح ربما أهمية ألا يحكم الإنسان على تصرفات أي شخص وفقاً لأحكام مسبقة أو حتى على ما شاهده من...
كأس العالم حدث كبير سيجذب الكثير من الناس وسوف تأتي الملايين وتراقب الملايين من الكاميرات والعدسات وتنقل ما تراه وتسمعه، وغالباً ما يبحثون عن الكرة واللاعبين والنتائج والهزائم والانتصارات، ولكن نحن في قطر سنضيف شيئاً...
ريادة الأعمال تعمل على اكتشاف الأسواق الجديدة أكثر من زيادة حجم الأسواق، والتي يستهدفها التجار التقليديون وليس رواد الأعمال، وبريادة الأعمال تتطور الأسواق وتتوسع خالقة معها فرص عمل جديدة، ومجددة لقطاعات الاعمال التي تظهر فيها...
ترتبط القيادة بالقرارات الاستراتيجية وليس الأوامر الفورية أو القرارات قصيرة المدى، حيث تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تحقق تحولا كبيرا في الدولة اقتصاديا وسياحيا ورياضيا. القرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة...