alsharq

شريف عبدالغني

عدد المقالات 8

التاريخ لن يرحم أي خائن لمونديال العرب !

03 نوفمبر 2022 , 12:05ص

(1) عام 1906 وقعت حادثة دنشواي بريف مصر، والتي قتل فيها أحد جنود الاحتلال زوجة شقيق صاحب أحد أجران القمح. القصة طويلة انتهت باحتجاز الجنود من قبل الأهالي، وفرار كابتن الفرقة الإنجليزية وطبيبها. أخذا يعدوان تاركين ميدان الواقعة وقطعا نحو 8 كيلومترات في الحر الشديد، حتى وقع الكابتن طريحاً على الأرض، ومات نتيجة ضربة شمس. كان رد الفعل البريطاني قاسياً وسريعاً، فقدموا 92 قرويا للمحاكمة بجريمة القتل المتعمد، وتم إثبات التهمة على 36، وتفاوتت الأحكام فيما بينهم وكانت معظمها بالجلد والأشغال الشاقة، وتم إعدام 4 منهم! المؤسف في هذه الواقعة أن أصابع خيانة محلية كان لها دور كبير فيها، فقد ترأس القضاة الذين أصدروا الأحكام القاسية بطرس غالي وأحمد فتحي زغلول باشا، الأخ الأكبر للزعيم سعد زغلول والذي كان في أثناء المحاكمة في فرنسا لدراسة القانون الفرنسي، وقد قاطع الزعيم شقيقه بسبب ترؤسه لتلك المحكمة. وكان مدعي النيابة إبراهيم الهلباوي باشا. وجاء العقاب سريعا لكبير الخونة فقد تم اغتيال بطرس غالي بعد ذلك على يد شاب اسمه إبراهيم الورداني. (2) أما «الهلباوي» فقد نجح ليس فقط في تبرئة جنود الاحتلال من قتل شقيقة صاحب الجرن، وحرق القمح، وإنما نجح أيضا في إثبات أن الإنجليز هم الضحايا، وأن أهالي دنشواي هم المذنبون. وقال أمام محكمة دنشواي: «الاحتلال الإنجليزي لمصر حرر المواطن المصري وجعله يترقى ويعرف مبادئ الواجبات الاجتماعية والحقوق المدنية!!».. وأضاف أيضا وفقا لما نشرته «الأهرام» حينها: «هؤلاء الضباط الإنجليز، كانوا يصيدون الحمام في دنشواي، ليس طمعا في لحم أو دجاج، ولو فعل الجيش الإنجليزي ذلك لكنت خجلا من أن أقف الآن أدافع عنهم!». وتابع: «هؤلاء السفلة، وأدنياء النفوس من أهالي دنشواي، قابلوا الأخلاق الكريمة للضباط الإنجليز بالعصي والنبابيت، وأساؤوا ظن المحتلين بالمصريين بعد أن مضى على الإنجليز بيننا خمسة وعشرون عاما، ونحن معهم في إخلاص واستقامة»!! ورحل الرجل والعار يلاحقه حتى يومنا هذا. (3) تذكرت تلك الواقعة، وأنا أتابع الحملة الغربية على العرب لوأد حلمهم بالدخول في مصاف الكبار. مخطئ من يظن أن الحملة المسعورة ضد العرب والمستمرة منذ سنوات لحرماننا من حقنا المشروع في تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 بعد فوزنا بالفعل عبر قطر بشرف تنظيمه، هو موّجه ضد الدوحة فقط. عقدة الأوروبيين وتعاملهم بفوقية وعنصرية مع العرب ما زالت تسيطر عليهم. يعتقدون أن الزمان هو نفسه الذي سيطروا فيه على المنطقة وظلوا فيها لعدة عقود. صدقوا كلام «الهلباوي الخائن» بأنهم ارتقوا بنا وعرفّونا مبادئ الواجبات الاجتماعية والحقوق المدنية. يتخيلون أن الإحساس بالدونية يسيطر علينا كلما ذكر اسمهم. لم يستوعب العنصريون أن العرب يمكن أن يقفوا كتفا بكتف بجانب الغرب. لم يتقبلوا أن يتفوق الملف العربي القطري الفائز بشرف تنظيم مونديال 2022 على ملفات أسماء جبارة تتقدم صفوف السياسة والتكنولوجيا والمال. (4) إذن العرب في مصاف الكبار. وهذا أمر مرفوض طبقا للعقول الغربية المعجونة بالتعالي على البشر. معروف أن الفوز بتنظيم الحدث العالمي الكبير لا يتعلق بتاريخ البلد المستضيف في اللعبة بشكل مباشر، لكنه يكون بناء على مقومات هذا البلد وما يستطيع إنجازه لإنجاح البطولة. ولا شك أن فوز العرب عبر قطر بالتنظيم جاء بناء على جهد كبير امتد لسنوات، فهو حصاد لتخطيط سياسي واقتصادي بعيد المدى، تبعه استراتيجية لتدشين مزيد من المنشآت الفندقية والطرق والبنية التحتية تستوعب البطولة الأشهر والأهم عالميا، وما يرافقها من حضور جماهيري من شرق المعمورة ومغاربها. لقد بدأت الحملة ضد قطر منذ إعلان فوزها بالتنظيم، وكان رأس حربة الحملة الملياردير اليهودي الأسترالي روبرت ميردوخ المعروف باسم «إمبراطور الإعلام». (5) قطر انتبهت جيداً إلى الفخ المنصوب لها، فلم تشتت جهودها، وركزت على تنفيذ كل ما وعدت به في ملفها، حتى بتنا على مقربة أسبوعين فقط من انطلاق البطولة. المطلوب حالياً تكاتف عربي أوسع لاستكمال هذا الشرف الكبير، والذي سيعود بالنفع والخير على كل الدول العربية، إذ أن شرف تنظيم قطر للحدث العالمي هو شرف لكل العرب. ولنتذكر أنه بعد الإعلان عن الإنجاز الأسطوري في 2 ديسمبر 2010، كانت كل التعليقات الصادرة من كبار المسؤولين القطريين تتحدث باسم الدول العربية جميعها، واتفقت كل التصريحات على أن «قطر دولة صغيرة لكنها جزء من أمة عربية عظيمة». إن التاريخ لن يرحم أي متآمر عربي على حلم العرب بالمونديال. ولكم في سيرة وعار «الهلباوي» الذي باع بني جلدته للإنجليز، عبرة يا أولي الألباب!

«كارنيه» المركز القطري للصحافة في جيبي !

(1) شريط طويل من الذكريات اقتحم خيالي، حينما تسلمت بطاقة عضوية المركز القطري للصحافة. عضوية «الكيان- المظلة» الجامع للصحفيين، تظل حُلماً لكل من يعمل بالمهنة. هكذا نشأنا في مصر، إذ كانت عضوية نقابة الصحفيين العريقة،...

أمي المظلومة في شبابها.. الحائرة في شيبتها !

(1) خلال دراستي بالمرحلة الإعدادية، كنت – لا إرادياً- أخرج من الفصل الدراسي كلما سمعت بداية صوت يصدر من ميكروفون أي مسجد قريب أو بعيد بقريتنا في غير موعد الآذان؛ كان هذا معناه أن المؤذن...

قطر بين «النُّضج» و«المؤامرة»

(1) أما وأن أصبح مونديال 2022 على الأبواب، ولا يفصلنا عنه سوى أيام، فإن من حق قطر قيادة وشعباً أن تزهو بهذا الإنجاز. إنه نجاح سيدون في صفحات التاريخ باسم كل العرب. الزهو هنا مصحوب...

عُمان.. وإن طال السفر!

(1) طوال السنوات الخمس الماضية، سنحت الفرصة أمامي لرحلات عمل إلى عدة دول، لكن في كل مرة لم تسمح الظروف بالسفر. مرة لتعطّل الإجراءات، وأخرى اعتذاراً مني لظروف عائلية. لكن هذه المرة، تلاقى يُسر الأمور...

من أم كلثوم إلى رغدة.. الموت عشقاً في السفاحين!

(1) بشعرها الغجري المجنون تعهدت رغدة -حبيبة بشار وكل الديكتاتوريين العرب- بأن تقص شعرها وترميه في ساحة سعد الله الجبري بمدينة حلب، عندما يخرج آخر «إرهابي» من أرض سوريا. قريباً سيتحقق حلم رغدة، وسنراها توفي...

روح «أحمد طيبا» تطارد بشار الأسد

(1) دائماً ما يظهر بشار الأسد مبتسماً. كيف لهذا الرجل القدرة على رسم هذه الابتسامات وعلامات الرضا على وجهه، بينما يداه ملطختان بكل هذه الدماء النقية لرجال ونساء وشباب وأطفال شعبه؟ ثم هل يعلم بقصة...

فن «التلميع».. مبارك يكسب!

(1) خلال عصر مبارك كانت السلطة تسخّر الفن، للترويج لها، وفي الوقت نفسه تشويه المعارضين، لكنّ هناك فارقاً بين أن تستعين بكاتب في موهبة وثقل وحيد حامد، ليقوم بهذه المهمة، وبين أن تأتي بكتبة قليلي...