عدد المقالات 8
(1) خلال عصر مبارك كانت السلطة تسخّر الفن، للترويج لها، وفي الوقت نفسه تشويه المعارضين، لكنّ هناك فارقاً بين أن تستعين بكاتب في موهبة وثقل وحيد حامد، ليقوم بهذه المهمة، وبين أن تأتي بكتبة قليلي الموهبة ومعدومي الثقافة لتلميعك. فالنتيجة تكون عكسية. في ذلك العصر، كتب وحيد حامد قصة فيلم «طيور الظلام»، لتشويه تيار الإسلام السياسي، وتصويره بأنه الضلع المكمل والمتعاون مع الفاسدين في السلطة. وسواء كنت مقتنعاً بالفكرة أو رافضاً لها، لكنك أمام عمل فني جيد ذي قيمة، ويحمل أهدافاً يسعى لتحقيقها. لا يخفى أن ربط جزء من مسؤولي الحكم بالفساد بل وفضحهم، كان وسيلة من السلطة حينذاك للتنفيس عن الشعب، والإيحاء بوجود جوّ من الديمقراطية. والفيلم في الوقت نفسه يضرب الإسلاميين -أو «المتأسلمين» حسب التعبير الأثير للراحل د. رفعت السعيد- عند العامة، ويصوّرهم بأنهم يستغلون الدين لتحقيق مصالحهم، حتى بالتحالف مع الفاسدين في الأجهزة المختلفة. القصة غير مباشرة، بين نموذجين لمحاميين صديقين، أحدهما «عادل إمام» سار في ركب السلطة، والآخر «رياض الخولي» اتجه للتيار الإسلامي. (2) إحدى الفضائيات تعيد حالياً عرض الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية»، والذي تم إنتاجه بعد نحو 15 سنة من عرض الجزء الخامس، لمؤلفه الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة. ما يعرض حالياً لا يمكن مقارنته بإبداع عكاشة. يبدو أن كتاب المسلسل يحاولون الحصول على بركة الحكومة بكشف أخطاء الإسلاميين، ولكن ليس بطريقة وحيد حامد المتمكنة، وإنما بالطريقة «الساذجة» التي يروّج بها إعلاميون من نوعية أحمد موسى بأن الخير أصبح للركب، بدليل حضور الجماهير حفل عمرو دياب! (3) المسلسل، جاء بشخصية «بسّة» الذي مرّ في حياته بكل ما هو خارج عن القانون، بداية من النصب والسرقة، مروراً بتجارة المخدرات، وانتهاء بتوظيف الأموال، ليجعله رمزاً لتيار الإسلام السياسي، ويخوض انتخابات البرلمان بشعار «الإسلام هو الحل». وهو في سبيله لهذا، يتلقى الأوامر بخوف من شخصيات أمنية، قبل أن يلتقي مدير مكتب أحد الوزراء، لينسق معه بشأن الانتخابات ودخوله البرلمان، وليقول علنا إن الحزب الحاكم يدعم نجاحه. (4) المفارقة، أن كتبة المسلسل ربما لم ينتبهوا بأن أمثال شخصية «بسّة» من رجال التجارة غير المشروعة وتوظيف الأموال، ليسوا فقط في صف المعارضة، وإنما أغلبهم ضمن فريق المهللين للحكومة، وأشرف السعد أحد أشهر أبطال توظيف الأموال أبرز نموذج! ولم ينس المسلسل أن يقدم شخصية الأستاذ الجامعي ذي الخلفية الإسلامية بمظهر المتحجر الهمجي مع النساء، والذي يعارض عمل المرأة، وبشكل غير منطقي لرجل حاصل على الدكتوراه، وغني عن القول إن نساء معظم أبناء الطيف الإسلامي فيهن الأستاذة الجامعية، والطبيبة، والمهندسة، والمحامية، وسيدة الأعمال، وكل المهن. يقولون: لو كنت كذوباً فكن ذكوراً! (5) مراجعة الذات ليست عيباً، وتغيير الأفكار والسياسات للأفضل ليس إثماً. ويجب على الحكومة أن تنتبه بأن عدداً كبيراً ممن تستعين بهم لتحسين صورتها لا يصلحون لهذا الدور، بل ويأتون بنتائج عكسية، ويصبحون مثل الدبة التي تقتل صاحبها!
(1) شريط طويل من الذكريات اقتحم خيالي، حينما تسلمت بطاقة عضوية المركز القطري للصحافة. عضوية «الكيان- المظلة» الجامع للصحفيين، تظل حُلماً لكل من يعمل بالمهنة. هكذا نشأنا في مصر، إذ كانت عضوية نقابة الصحفيين العريقة،...
(1) خلال دراستي بالمرحلة الإعدادية، كنت – لا إرادياً- أخرج من الفصل الدراسي كلما سمعت بداية صوت يصدر من ميكروفون أي مسجد قريب أو بعيد بقريتنا في غير موعد الآذان؛ كان هذا معناه أن المؤذن...
(1) أما وأن أصبح مونديال 2022 على الأبواب، ولا يفصلنا عنه سوى أيام، فإن من حق قطر قيادة وشعباً أن تزهو بهذا الإنجاز. إنه نجاح سيدون في صفحات التاريخ باسم كل العرب. الزهو هنا مصحوب...
(1) عام 1906 وقعت حادثة دنشواي بريف مصر، والتي قتل فيها أحد جنود الاحتلال زوجة شقيق صاحب أحد أجران القمح. القصة طويلة انتهت باحتجاز الجنود من قبل الأهالي، وفرار كابتن الفرقة الإنجليزية وطبيبها. أخذا يعدوان...
(1) طوال السنوات الخمس الماضية، سنحت الفرصة أمامي لرحلات عمل إلى عدة دول، لكن في كل مرة لم تسمح الظروف بالسفر. مرة لتعطّل الإجراءات، وأخرى اعتذاراً مني لظروف عائلية. لكن هذه المرة، تلاقى يُسر الأمور...
(1) بشعرها الغجري المجنون تعهدت رغدة -حبيبة بشار وكل الديكتاتوريين العرب- بأن تقص شعرها وترميه في ساحة سعد الله الجبري بمدينة حلب، عندما يخرج آخر «إرهابي» من أرض سوريا. قريباً سيتحقق حلم رغدة، وسنراها توفي...
(1) دائماً ما يظهر بشار الأسد مبتسماً. كيف لهذا الرجل القدرة على رسم هذه الابتسامات وعلامات الرضا على وجهه، بينما يداه ملطختان بكل هذه الدماء النقية لرجال ونساء وشباب وأطفال شعبه؟ ثم هل يعلم بقصة...