


عدد المقالات 191
ربما لن تكون هذه القصة متداولة بالنسبة لكم، فلم تمرّ على مسامعكم حسب قصص الأولين قط، ولا أعتقد أنها كتبت بأيادي الحكماء والفقهاء، فلم يستلهم هذه القصة أحد من الرحالة خلال ترحالهم، ولم تكن قصة قبل النوم لأطفال رحبوا بأبواب الخيال أن يكون لهم عالمهم الحر قبل استسلام أجفانهم، هذه قصة ابتكرت حديثاً، لتحليل الموقف واكتشاف الخلل، ليست قصة تحمل العبرة من أسلاف تناقلت الأحداث على شعوبها، وليست مجازاً متداولاً، ولكن يظل القصد منه النبش بين خبايا الجمل لاكتشاف الحلول وتفادي الوقوع بالخطأ، وكون القصة مبتكرة حديثاً وبشخصيات أو رموز غير اعتيادية، لا يعني بالضرورة أنها لن تكون جزءاً من قصص أسلاف قادمة، وعبرة لمن يحتاج إلى التمهيد للطريق المستقيم. فهذه قصة جذع، لم يستقم في حياته قط، كابر على الحياة، وجفّ في عروقه الماء، إذ بخلت عليه الشجرة الأم أن تسقيه من خيراتها، فلم تروِه قط، بحجة معاناتها مع أسلافها من التقصير والجفاف، فتعلمت بالطريقة الصعبة، لم يخطر في بال الجذع الأعوج ألا يكون مرآة لما هو ماثل أمامه، ظناً بأن الاستقامة ستكون أساس النهوض من جفاف تناقل بين الأجيال، حتى وإن اكتشف الأعوج أنه ظل معوجاً، مستغرباً من عدم فاعلية حكمة الأولين، كما ادعت الشجرة الأم. مع مرور الوقت، ازداد الجذع اعوجاجاً وجفاء، جفت مشاعره وازدادت متاعبه، أصبح في محيط قاتم ولا ينظر من خلاله إلا حسب انعكاسات مرآته، لا شك أن من حوله لاحظ جفاءه، وعانى من أنانيته، إلا أنه ظل كما هو .. «جذعاً معوّجاً». العبرة من قصة لم تذكر في حكايات الأسلاف، أن الارتواء هو أسمى تمديد لحياة تتطلب الاستقامة، والاستقامة لا تكتمل إلا عندما نرى الحياة بنظرة أخرى، ننظر إلى أنفسنا أولاً، نُقرّ بالتقصير الذي نتج عنه الاعوجاج، ثم نسقي أنفسنا على قدر كافٍ، تعويضاً عما كان ينقصنا لتصحيح الخلل، فلا تنتظر الحجج السابقة كي ينتهي بك المطاف ممثلاً لمرآة لم تفلح معادلتها في استقامة جذعك، إنما حاول أن تقوم أنت بالدور بنفسك، آملاً أن يصل بك ارتواؤك حدّ الشبع لتغيير مجرى الحياة، كي تكون أنت المرآة الجديدة والمستقيمة لبراعم صغيرة شغوفة، قد تكون متأملة أن تصبح مرآة لك في المستقبل. هذه قصة لا ينقصها إلا الريّ!
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...