alsharq

د. هدى النعيمي

عدد المقالات 11

أغنيات للعتمة لإيمان حميدان.. بيروت التي لا تغادر ذاكرة محبيها

26 أبريل 2025 , 10:28م

«تركت بيروت ورائي، مدمرة راكعة حزينة فاقدة روحها وناسها و شبابها»هذا ما كتبته ايمان حميدان، الروائية اللبنانية على لسان احدى شخصياتها في روايتها الأخيرة (أغنيات للعتمة) شخصية اسمهان التي غادرت بيروت الى نيويورك عام ١٩٨٢ مختارة غير مختارة، وأما ما سبق ذلك من تاريخ بيروت، فقد جاءت به الكاتبة على لسان شخصيات نسائية متعاقبة عبر الأزمنة وحوادث تشهدها بيروت، شخصيات يمثلن جدات اسمهان، ياسمين، ومن قبلها شهيرة، لترسم الكاتبة تاريخ مدينتها المعشوقه بيروت، البطلة الأساس في الرواية والمرأة التي لا تشيخ ولا تموت لكنها تمرض كثيراً وتئن وتحزن و تعود لتصلح من نفسها وتبتسم، وهي هنا ترسم التاريخ - روائياً- منذ بداية القرن العشرين عبر قصص متلاحمة، ومترابطة مع أحداث المدينة، منها ما نعرف و منها ما تضعه الرواية أمامنا لنتعرف عليه. انه التاريخ الذي صنع بيروت اليوم، وهو ما عرفه عنها الجيل الذي انتمى إليه، جيل الحرب الأهلية في سبعينيات القرن العشرين وما تلاها، لتأتي رواية «أغنيات للعتمة « لتسجل ما أخفته المناهج التعليمية، وما سقط من كتب قرأناها خارج المناهج، فنعرف شيئاً عن بيروت، شيئاً يمتد الى ما قبل القرن العشرين، ويرسم رواية أجيال تحتل قرناً من الزمان، فإذا ما تركنا الحبكة الروائية التي نسجتها إيمان حميدان بدقة، وإذا ما تابعنا تاريخ المدينة الجميلة في هذه الرواية، فسوف نسمي الرواية برواية المكان، والزمان المحدد بدقة عازف القانون على أوتار التاريخ، والعارف جيداً بمراوغة الحبكة الروائية، فنساء عائلة الدالي يمثلن « الرحيل او الصمت او الجنون، او ببساطة الموت قبل الأوان كأزهار الكرز» هذا ما وصفت به الكاتبة شخصياتها النسائية، وهي تسطر أحداث مدينتها او أحداث مدينتنا جميعاً. صحيح انها تقف عند التفاصيل الصغيرة كما يليق بروائية حاذقة، لكنها لا تهمل أحداثا سياسية كبيرة كالانقلابات السياسية، وأحداثا اجتماعية وفكرية مثل ظهور الفكر الداهشي و الذي - للحق - لم اكن اعرفه حتى قرأت الراوية، تيار فكري - ان صحت التسمية - ظهر في بيروت، صار له اتباع كما صار له أعداء، ليرحل مؤسس التيار الى المهجر في أمريكا بعدما طردته بيروت، ثم يغيب عن أنظار من ولد بعد ذلك و يظل منزوياً في ذاكرة من عايش مرحلته. وقد فتحت الرواية لي وللقارئ - باباً للمعرفة كان مجهولاً بل كان مغيباً، و لعل هذا ما يربطني بعالم الرواية الشيق، شيء من متعة القراءة، وشيء من المعرفة و العلوم الغائبة، لقد قدمت الروائية مدينتها في اصدارها الأخير بكل الحب لمدينة تسكنها رغم البعاد، وليس هذا بغريب على الكاتبة التي كانت روايتها الاولى، الرواية الشاعرية « باء مثل بيت.. مثل بيروت» الصادرة عام ١٩٩٧ والتي كان لي حظ قراءتها حين صدورها، فسكنت معي بيروت من خلال الرواية كل هذه السنين، لتعود ايمان حميدان لتعزز بيروت مع القارئ في «اغنيات للعتمة» و اذا كانت الرواية قد دخلت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية هذا العام، واذا كانت قد خرجت من القائمة القصيرة، فلا أظنها تغادر ذاكرة القارئ ابدا، كما حصل معي بعد قراءة «باء مثل بيت … مثل بيروت».

ذاكرة مدينة في رواية.. نجوى بركات في غيبة مي

لا أحب القطط، هذا اعتراف مني بذلك، صورة قطٍ على غلاف أي رواية لا تجعلني أمد يدي لتناولها لاقتنائها ناهيك عن تصفحها، لكنه اسم الروائية اللبنانية، والاعلامية نجوى بركات، في آخر ابداعها الروائي «غيبة مي»...

مهنة سرية لمحمد بركة.. شخصية روائية خارج المألوف

لا تخطئ فهم غلاف الرواية، ولا تظن أن الروائي المصري محمد بركة يتحدث عن المؤسسات السرية التي تمسك خيوط العالم، فالعين داخل المثلث على الغلاف لا ترتبط بتلك الصورة الشهيرة لنفس العين داخل المثلث على...

حنـين الصـايغ تكشــــف الغــــموض في «ميثــــــاق النـــــساء»

في بداية حياتي العملية، سمعت زميلا لي من الجنسية اللبنانية يحكي بأنه لا يصوم رمضان بناء على ديانته، وأكمل جملته بأنه درزي، فتحت عيني على وسعها، وأنا أسمع لأول مرة عن الدرزية، وانتشارها في مناطق...

«كشتبان» لأميمة صبحي.. علامة هندية في أدب الرحلات

لم أقرأ حول أدب الرحلات منذ زمن، ربما لأن الرحلات صارت متاحة، وميسرة جدا، وربما لاعتقادي أن الكتاب لن يقدم اكثر مما تقدمه الشاشات الكبيرة، والصغيرة اليوم على وسائل التواصل مثل اليوتيوب والتيك توك، وغيرهما،...

رواية «المسحورة» لرشا سمير تقدم صورة مبهرة لمجتمع واحة سيوة المصرية

«أو هكذا تقول الأسطورة» ليست الأسطورة التي تقول، ولكنها الروائية المصرية الدكتورة رشا سمير، طبيبة الأسنان التي أصدرت أربع روايات قبل هذه الرواية التي بين أيدينا اليوم، رواية المسحورة التي صدرت منها ثلاث طبعات خلال...

ما سر رسالة نابليون إلى شاه إيران في رواية جان دوست «الأسير الفرنسي»؟

يكتب الروائي السوري الكردي جان دوست رواية شيقة حول رجل فرنسي يحمل رسالة من الإمبراطور نابليون بونابرت إلى شاه إيران القاجاري عام 1805، يحملها مع الهدايا والتحف الثمينة، ويمر عبر المساحات الشاسعة، وفي ما هو...

إيناس حليم.. تعيد البحث عن سيدة سقطت في حفرة قبل 50 عاماً

حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة، رواية بطعم التحقيق الصحفي الاستقصائي للكاتبة المصرية المبدعة إيناس حليم تتعرض بشجاعة لحكاية غامضة من حكايات مدينة الإسكندرية التي تفرد شعرها على الشط، بحسب كلمات عبدالرحمن الأبنودي وغناء عبد...

د. هدى النعيمي تكتب عن «أزمنة العنف» للروائية رزان المغربي: الرسام الإنجليزي.. بين سنوات الحرب والثورة الليبية

عندما تصادف رواية بعنوان (الرسام الانجليزي) يتبادر إلى الذهن فورا، وقبل الدخول في التفاصيل، الفيلم السينمائي الرائع (المريض الانجليزي) الذي تدور أحداثه مع الجنود وشخصيات عامة، إبان الحرب العالمية الثانية، تلك الأحداث التي كتبها الروائي...

د. هدى النعيمي تكتب من عاصمة الضباب: هل تساءلتم وأنتم في لندن أين هو مسرح شكسبير..؟

يحلو لي كلما زرت مدينة الضباب لندن ممارسة رياضة المشي لساعات على ضفاف نهر التايمز، الذي يشق المدينة إلى ضفتين جنوبية وشمالية، بخلاف القنوات المائية الصغيرة المتفرعة من هذا النهر الأساس، وليس من السهل أن...

أدب الطفل بين الرسمي والشخصي وتبدلات المناخ الثقافي والاجتماعي

كلما أثيرت قضية أدب الطفل في أي منتدى يبرز الى سطحها سؤالان أساسيان: ما هو دور المبدع؟ وإلى أي حد تقوم الجهات الرسمية برعاية ذلك النوع الصعب من الأدب؟ والحقيقة أن صعوبة الكتابة للأطفال، وقلة...