عدد المقالات 188
مرة أخرى يثبت رئيس وزراء العراق نوري المالكي أنه لا يفقه في السياسة شيئا, وأنه رجل ارتجالي وتتحكم به عقلية متحجرة, ومحاط بمستشارين أقل ما يقال عنهم إنهم لا يفقهون بأمور العراق شيئا. ومرة أخرى يثبت المالكي أنه عبارة عن ألعوبة بأيد أطراف خارجية وصلت بها الوقاحة إلى أن تجعل منه كبش فداء ووقود محرقة أكبر بكثير من حجم المالكي. لا يمكن أن توصف عملية دفع القوات الحكومية لفض اعتصامات الأنبار غرب العراق إلا بأنها حماقة, وحماقة كبرى، كان يتوقع لها المالكي أن تكون رافعة له في الانتخابات القادمة، غير أن واقع الأمر يؤكد أنها ستكون المسمار الأخير في نعشه ووجوده بالمنطقة الخضراء، مسمار دقه هو, وليس أحد غيره. لقد تفاجأ المالكي، كما تفاجأت قواته، بالاستعدادات الكبيرة التي اتخذتها عشائر الأنبار لمثل هذا اليوم، وتكبدت قواته خسائر كبيرة وكبيرة جدا، هذا بالإضافة إلى خسارة المزيد من رصيده لدى جمهوره، والذي زج بجزء كبير من أبنائهم إلى أتون معركة، ظن هو أنها سهلة، غير أن واقع الحال أثبت أنها ليست كذلك، وربما ستكون مرحلة مفصلية ليس في تاريخ المالكي السياسي وحسب وإنما في تاريخ العملية السياسية العرجاء التي شكلها الاحتلال الأميركي في العراق عقب عام 2003، وأكثر من ذلك، فإنها ستكون مرحلة حاسمة لرسم صورة عراق ما بعد غزوة المالكي الطائشة على الأنبار. ولعل من المفيد أن نوجه نحن سنة العراق، كلمة شكر إلى المالكي، فبغبائه السياسي، ساعدنا على أن نجد أنفسنا، بعد عشرة أعوام من المتاهة في دهاليز السياسة والحرب، فلأول مرة يجد السنة في العراق أنفسهم متوحدين، وحدة فشلت الأعوام العشرة ويزيد في تحقيقها، لتكون خسارة أخرى تضاف إلى خسائر المالكي عقب غزوته الفاشلة على الأنبار. اليوم هناك حالة جديدة بدأت تتشكل ليس في الأنبار وحدها وإنما في عموم المدن السنية بالعراق، حيث شرعت كل المدن الأخرى، صلاح الدين وديالى وكركوك والموصل وأطراف بغداد، بتنفيذ سلسلة من العمليات المسلحة ضد قوات المالكي نصرة لأهل الأنبار، الأمر الذي يمكن أن يؤشر إلى إمكانية فقدان المالكي السيطرة, ليس على الأنبار وحدها وإنما على محافظات أخرى، خاصة إذا ما استمر زخم العمليات المسلحة والمواجهات بين ثوار العشائر وقوات المالكي لأيام أخرى. المالكي يعتمد في حربه على سنة العراق، على الزمن، وهو يريدها حربا طويلة لاستنزاف قدرات العشائر، غير أن ذلك أيضاً قد لا يكون متاحا أمامه، خاصة أن الأنباء الواردة من الأنبار تؤكد أن العشرات وربما المئات من قواته يسلمون أنفسهم إلى العشائر بمجرد بدء أية مواجهة معهم، يضاف إليها أعداد أخرى في مناطق متفرقة من مدن العراق السنية أبلغت العشائر بأنها لا تريد القتال وأنها على استعداد لتسليم السلاح, شرط أن تؤمن العشائر سبل هروبها. إننا اليوم إزاء مشهد ينبئ بأن حماقة المالكي هذه المرة لن تمر مرور الكرام، بل إن لها ما بعدها، ولعل من بين الأمور التي سترشح قريبا على السطح، تشكيل نواة قوة إقليمية في العراق، تتمثل بالأنبار ومدن عراقية أخرى، ستكون قادرة على فرض شروطها على المالكي, الذي ظهر من بيانه أمس الأول الثلاثاء، أنه بدأ يدرك أن قواته تنهزم, وأنها تتكبد خسائر كبيرة، فأمر بسحب القوات من المدن، وإن قرأ فيها البعض أنها خطوة تكتيكية. ينسى المالكي أن العراق ما زال بلدا عشائريا بامتياز، وأن علاقات العشائر العراقية في بعض الأحيان تكون أكبر حتى من الدين والمذهب. العشائر العراقية في الجنوب, حتى وإن بدا أنها تؤيد المالكي في حملته على الأنبار، إلا أنها ستدرك سريعا وبعد أن ترى صور أبنائها الأسرى بيد عشائر الأنبار، معززين مكرمين، أنها غير قادرة على مواصلة الدعم للمالكي. كما نسي المالكي أو تناسى أن الأنبار لا يمكن أن تكون صيدا سهلا، كون سنة العراق يعتبرونها قدسهم, والتي لا يجب أن تنكسر, وهو ما دفعهم إلى نصرتها.طبعا هنا لا أريد أن أذكر أن الحاكم الذي يقتل شعبه خائن، كما قال إخوتنا السوريون، لأن المالكي وببساطة قتل من العراقيين وطيلة سنوات حكمه الآلاف, وبالتالي فإنه قد حاز هذا اللقب منذ وقت ليس بالقصير, وعن جدارة واستحقاق.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...