عدد المقالات 272
عادت أجواء ثورة الياسمين السورية في ذكراها العاشرة تماماً كما بدأت، أجواء الاعتصامات والمظاهرات والشعارات ورفع علم الثورة السورية باعتباره علماً وحيداً وحّد الثائرين المنشقين عن الظلم والاستبداد والاستعباد. عادت أجواء التظاهرات السلمية لتؤكد من جديد أن الشعب السوري لم يرد لهذه الثورة منذ البداية أن تكون دموية قاتلة، ولم يرد لها احتلالات أجنبية استدعتها العصابة الطائفية من أجل قتل من يُفترض أن يكون شعبها. أعلنت منذ البداية الفعاليات المدنية والنخب المجتمعية في الشمال المحرر رفضها وردّها اتفاق موسكو - أنقرة، القاضي بتسيير دوريات مشتركة روسية - تركية على أوستراد حلب - اللاذقية، وهو الأوستراد المحرر البعيد عن سيطرة الاحتلالين الروسي والإيراني والعصابة الطائفية، بينما رفضت موسكو تسيير دوريات تركية - روسية مشتركة على أوستراد «أم 5» التي تسيطر عليه، وهو ما أزعج الأهالي الذين يرون في تسيير دوريات روسية غسلاً لاحتلال روسي هجّرهم وشرّدهم وقتلهم، بالإضافة إلى تنازل عن المناطق التي نصّ اتفاق سوتشي على كونها للثوار، لكن قضمها الاحتلال وصمت عنها الاتفاق الأخير. كان اعتصام الكرامة في أريحا أعلى سقفاً من الفصائل الثورية كلها التي التزمت الصمت المطبق إزاء الاتفاق، بينما الرفض والغضب هما الغالبان عليها في المجالس الخاصة، لكن نظراً لتلقّي الكثير منها مساعداته من تركيا فهي عاجزة عن الرفض، ربما باستثناء هيئة تحرير الشام التي انتقدت على استحياء الاتفاق الأخير، ولكن ظلت تتعامل مع مخرجاته بطريقة أو بأخرى. نجح الاعتصام في عرقلة أول دورية روسية - تركية مشتركة، فحمّلت موسكو المسؤولية للأتراك، وكان اللافت هو اختيار روسيا موعد الدوريات المشتركة يوم الخامس عشر من مارس، وهو يوم ذكرى انطلاق الثورة السورية؛ الأمر الذي يهدف إلى نسف هذه الذكرى التي ينظر إليها كل ثائر سوري على أنها تمثّل مليون شهيد وملايين المشردين والمهجرين. اعتصام الكرامة شدّ عصب الثورة من جديد، وشدّ معه كل من جلس في بيته غضباً من فصيل أو جماعة، أو غضباً لمصادرة قرار الثورة السورية، وعَجَز السياسيون والعسكريون أن يكونوا بطموحات التضحيات التي بُذلت على مدى عشر سنوات. هذا الاعتصام الذي لم يرفع سوى علم الثورة، وحقق في غضون يومين من انطلاقته وقف تسيير الدوريات المشتركة على الطريق الرئيسي، وهو ما عجزت عنه فصائل وجماعات ثورية، يؤكد من جديد أن القرار هو الحاضنة الشعبية والمجتمعية، لا سيّما أن التحرك الثوري بدأ في الجنوب السوري، وبدأت تظهر معه الكتابات الجدراية في ريف دمشق وحمص والرستن، مؤكدة استمرارية الثورة. الذكرى العاشرة للثورة التي دخلت هذا الشهر ثورة مدنية في جوهرها ولبها وأصلها، وعودة الشعب إلى هذا الخيار مع انفراج زاوية الفصائل أو بعضها عن أهداف وطموحات الثورة يؤكد من جديد أن مغناطيس الحاضنة الشعبية ومغناطيس الشعب أقوى من مغناطيس الفصائل في جذب الجميع نحو هدف واحد، وهو هدف تحرير القرار السيادي الثوري، وإسقاط النظام ومحتليه بكل مرتكزاتهم وأسسهم.
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...