alsharq

نعيم محمد عبد الغني

عدد المقالات 41

مفهوم الصراط المستقيم (3)

29 مايو 2017 , 12:01ص

ورد لفظ الصراط المستقيم 45 مرة في القرآن الكريم، بدأت -كما أسلفنا- بفاتحة الكتاب، وانتهت بما جاء في [سورة الملك: 22]: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، فما المقصود بالصراط المستقيم في كل موضع من هذه المواضع؟ في سورة الفاتحة يقسم الله تعالى البشر إلى أصناف ثلاثة: الذين أنعم عليهم، والمغضوب عليهم، والضالين، وأوضح أن الصراط المستقيم هو (صراط الذين أنعمت عليهم). وجل كتب التفسير تقول إن (الذين أنعمت عليهم) مقصود بهم المسلمون، و (المغضوب عليهم) هم النصارى، و (الضالون) هم اليهود، لكن ما الحكمة من المجيء بالوصف دون الاسم؟ وما دليل الذين تأولوا توزيع هذه الأوصاف على المسلمين والنصارى واليهود، رغم أن هناك كثيرين من الذين يعبدون الشجر والحجر والبوذيين والهندوس، وهم لا شك في ضلال مبين؟ قال عبدالله بن مسعود الصراط المستقيم كتاب الله، وقال جابر بن عبدالله الصراط المستقيم هو الإسلام، ووسع ابن عباس الدائرة ففسر الوصف بوصف مثله فقال: «طريق من أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك، من الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، الذين أطاعوك وعبدوك» تفسير الطبري 1/178. وأما المغضوب عليهم فقد بينهم النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث إسناده صحيح رواه ابن حبان في «الثقات»، عن عدي بن حاتم، قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المغضوب عليهم اليهود». ويستأنس الطبري بما جاء في القرآن من تفسير (المغضوب عليهم) فيقول، فإن قال لنا قائل، فمن هؤلاء المغضوب عليهم، الذين أمرنا الله جل ثناؤه بمسألته ألا يجعلنا منهم؟ قيل هم الذين وصفهم الله جل ثناؤه في تنزيله فقال: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) [سورة المائدة: 60]، فأعلمنا جل ذكره ثمة، ما أحل بهم من عقوبته بمعصيتهم إياه، ثم علمنا، منة منه علينا، وجه السبيل إلى النجاة من أن يحل بنا مثل الذي حل بهم من المثلات، ورأفة منه بنا. وأما (الضالون) فهم النصارى، فعن عبدالله بن شقيق، أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو محاصر وادي القرى وهو على فرس، من هؤلاء؟ قال (الضالون) يعني النصارى. إذا هذا التفسير والتأويل صحيح، وله ما يؤيده من قول النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء في القرآن، ولكن يظل السؤال قائماً لماذا عبر بالوصف دون الاسم؟ وهذا ما سنحاول الإجابة عنه في المقال القادم إن شاء الله.

رمضان في كتب اللغة (1)

رمضان تستلزمه مفردات مثل الفطور والسحور والإمساك والاعتكاف والصوم، وغيرها من مفردات جاء ذكرها في معاجم اللغة التي حاولت على مرّ العصور أن تؤرخ لمفردات اللغة العربية، فجاءت جميعا بينها قدر من الاشتراك في توارد...

وأنا أولُ المسلمين وأنا أولُ المؤمنين

لطيفة اليومِ عن قولِه تعالى: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)» الأنعام. في هذه الآية لاحظَ المفسرون أنها خُتِمَتْ بقولِه: «وَأَنَا أَوَّلُ...

وصف الليل في القرآن

في سورة الضحى نقرأ: «والضحى والليل إذا سجى» لماذا اختار الله لفظ «سجى» وما معناها؟ وما الفرق بين هذه الآية وقوله تعالى: «والليل إذا يغشى»، وقوله تعالى: «والليل إذا يسرِ»؟ هذه اللطيفة كي نفهمها علينا...

من لطائف الجنة

لطيفة اليوم ننقلها لكم من حديث القرآن عن الجنة. نرى فيها مشهداً صوّره القرآن أجمل تصوير. إنه مشهد أهل الجنة حين يطوف عليهم الولدان والغلمان بالأكواب والأباريق، غلمان كأنهم لؤلؤ مكنون، وولدان إذا رأيتهم حسبتهم...

صفة اليوم في القرآن

من المواطن المتشابهة في القرآن الكريم، وصف اليوم بأنه عقيم أو عبوس أو ثقيل. وحول هذه المواطن يكون هذا المقال. فأما وصف اليوم بالعقيم، فجاء في قول الله تعالى: (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) [الحج:...

المعوذتان

** اليومَ نتأملُ سورتين منَ القرآنِ نزلتَا معًا.. سورتانِ قال عنهما رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "أُنْزِلَتْ عَليَّ اللَّيْلَة آيَاتٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ قَطُّ: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ". ولهذا سُميتِ...

الفرق بين (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) و(ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

من المتشابهات القرآنية أننا نقرأ أحياناً: (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، ونقرأ أيضاً: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). فما الفرق بينهما؟ وردت (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات في القرآن الكريم، ووردت (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات، ووردت...

الفرق بين جاء وأتى في القرآن الكريم

** عندما نتأملُ قولَه تعالى: (إذا جاءَ نصرُ الله والفتح) نتساءل: لماذا لم يقل إذا أتى نصر الله والفتح؟ ما الفرق بين جاء وأتى في الاستعمال القرآني؟ هنا لطيفة، نبَّه إليها أهل اللغة والتفسير، حيث...

أسماء الإشارة

أحياناً يختلط على القارئ أن يقول هذا أو ذلك، وفي هذا المقال نبيّن دقة التعبير القرآني في التعبير بأسماء الإشارة، فمثلاً قوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه»، يمكن التعبير عنها بصور كثيرة، ولكن القرآن...

جمع السماوات وإفراد الأرض

اليوم نتأمل سورة نزلت وحولها سبعون ألف ملك، قال عنها سيدنا عمر إنها من نجائب القرآن. إننا اليوم نتأمل الآية الأولى من سورة الأنعام. قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ..)...

اتفاق اللفظ واختلاف المعنى

من المتشابهات في القرآن أن يأتي اللفظ واحداً ويختلف المعنى، ونمثل على ذلك بمركب (أمر الله) والفعل (عزم). يقول تعالى: (فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون) غافر: 78، وقوله تعالى: (جاء أمر...

لطائف في قصة ذي القرنين

نقرأ اليوم بعض اللطائف في قصة ذي القرنين، حيث طلب منه الناس أن يصنع لهم سداً، لكنه قال لهم إنه سيصنع لهم ردماً... (قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ...