alsharq

عبدالله العمادي

عدد المقالات 122

حوار الحسرة والندامة

29 مايو 2013 , 12:00ص

تأمّل قول الله تعالى: «وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنْ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ».. ظني أنه سيتبادر إلى ذهنك مشهد فيه الكثير من الندم، يمكنك أن تطلق عليه مشهد الحسرة والندامة إن صح التعبير، وهو مشهد سيكون بين فريقين من أهل النار -أعاذنا الله وإياكم منها- فريق دعاة الكفر والشرك والضلال، وفريق الأتباع، الذين اتبعوا زعماءهم وسلاطينهم دونما تفكير في حق وباطل، فكانت النتيجة أن اجتمع الفريقان في النار وبقية القصة المعروفة. ربما الآية الكريمة إشارة قرآنية تدعو إلى أهمية اتباع الحق وليس الرجال -على صورهم المختلفة- قادة، ساسة، زعماء، ملوك، سلاطين، ومن على شاكلتهم.. الحق والحق فقط، هو الذي سينجيك، وإن قل عدد تابعيه، فيما الباطل يخذلك دون شك، وإن كثر عدد تابعيه، فاختر ما شئت، فما زال القرار بيدك، إما إلى جنة أو نار. الحوار الجهنمي -حوار الحسرة والندامة- هي نتيجة نهائية لصراع بشري كان وما زال وسيكون إلى يوم الدين، بين فريقين أساسيين، وإن بدا ظاهرياً أنهما متفقان، فريق القيادة وفريق الأتباع.. فالخلاف الحاد الحقيقي الفعلي سيظهر بينهما في حياة أخروية هي ما أشارت إلى جزئية منها الآية الكريمة المذكورة أعلاه. فريق القيادة أو الزعامات يدعو إلى مبادئ وأفكار ومعتقدات، بغض النظر عن صحتها من عدمها، وفريق الأتباع يسير خلف الأول ماشياً حيناً، ومهرولاً حيناً آخر ويتسارع في اعتناق مبادئ وأفكار ومعتقدات الأول، دونما كثير تمحيص، لأنه إنما يفعل ذلك رغبة أو رهبة.. رغبة في الحصول على بعض ما عند الأول من نعيم مادي مزعوم لا يدوم، أو رهبة مما قد ينتج عن زعماء الفريق القيادي من تهور في السلوك على شكل تعذيب نفسي أو جسماني متنوع وخسائر مادية أخرى لا يرغب الأتباع رؤيتها واقعاً متجسداً أمامهم، فليس من بد إذن، سوى اتباع القيادة، حتى النهاية! مشاهد من الصراع بين فريقين، فريق يدفع ويضغط على الآخر لأن يتبعه ويسلم بذلك، وفريق يضغط ولكن على نفسه كيلا يواجه الأول بسبب قوته وبأسه، وخوفه من فقد مزايا مزيفة.. ثم بعد تلك المشاهد، يظهر التلاوم الحقيقي بين الفريقين، ولكن بعد فوات الأوان.. الأتباع يلومون القادة والزعماء لأنهم السبب فيما هم عليه من بؤس في نار جهنم، ويسألونهم إن كان ما زال بيدهم حيلة أو وسيلة كما كانوا بالدنيا، يستطيعون بها إنقاذهم وأنفسهم مما هم جميعاً فيه!! ولكن لا حياة لمن تنادي، فترتفع أصواتهم ساعتئذ «وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا».. هكذا إذن النتيجة النهائية.. وهكذا حال من يعطل حواسه وعقله ويتبع أهواء غيره، ويغتر بالكثرة وبالمال والقوة المادية عند البعض، فيقرر الاتباع دون قليل تأمل وتدبر خطورة الأمر، وهو ما يشجع ويعزز الفريق الأول في الاستمرار على نهجه، منطلقاً من وهم وغرور السيطرة وهو يرى عدد متابعيه يزداد، فيتجبر ويتكبر ويزداد غياً حتى تكون نهايته أليمة هو أيضاً، حيث الحسرة والندامة.. وبئست النهاية تلك.

وللماء ذاكرة!!

آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...

لست أنت الوحيد الفقير المظلوم

ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...

المترددون لا يصنعون تاريخاً

صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...

الملائكة لا يخطئون..

ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...

قوانين السماء

لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...

وما نيلُ المطالبِ بالتمني..

كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...

أسعـد نفسك بإسعاد غيرك

المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...

تسطيح الشعوب

مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...

هذا طبعي وأنا حر!!

هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...

المشهد المصري وقد ارتبك

يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...

خاطرة رمضانية

يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...

انتقدني واكسب احترامي!

النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...