عدد المقالات 272
لطالما لُقنّا أهمية قصف العقول، ولطالما كُرر على مسامعنا مصطلح كسب القلوب والعقول، ليتها كانت كلمات وفقاعات في الهواء فقط لا معنى لها ولا مضمون، نصحو لنجد أنها كانت قصفاً لعقولنا وقلوبنا نحن، نفذها مقاتلون إعلاميون من أبناء جلدتنا وممن ينطقون بلغتنا ولا يزالون، اتخذوا للأسف ولا يزالون يتخذون من منصاتنا الإعلامية الممولة بأموالنا وعرقنا منطلقاً لخدمة أعدائنا وخصومنا وقتلتنا، فكانوا أفضل طابور خامس وسادس وسابع تصب ماؤه في طاحونة أعدائنا الذين استحلوا كل شيء من عراقنا وشامنا إلى يمننا إلى خليجنا وكرة نار زرادشته لا تزال تتدحرج، الله وحده يعلم من تضرب ومتى ستضرب. الأسوأ أن هذه المنصات الإعلامية التي كانت على مدار عقود منطلقاً لوكلاء المشروع الفارسي في المنطقة لا تزال تسمح لهم بنفث سمومهم، وبالتقيؤ كرهاً وحقداً تأييداً ومناصرة ودعماً للمشروع الفارسي ومآلاته والأخطر رسائلهم الضمنية ما بين السطور، وما فتئ كتاب وإعلاميون يسوّدون صفحات مشاريعنا الإعلامية، مستندين في خلطتهم السحرية على دق أسافين تروق لبعض قصار النظر من ساستنا، الذين لم يُبصروا حتى الآن البركان الصفوي الثائر والهادر في الشام والعراق واليمن وخطورة ذلك على الأمن العربي والإسلامي بشكل عام، فلا تزال عقلية كهف الخمسينيات والستينيات وتهديدات مزعومة لتلك الفترة البائسة هي من تحكمهم، وفي حال أدركوا أنها تهديدات مزعومة يُلقى لهم بتهديدات مودرن لحرفهم عن البوصلة الحقيقية. ودون الخوض في الأسماء والمسميات لهذه المشاريع الإعلامية التي لا تزال مصرة على السماح لسحرة زرادشت ومن لف لفها باستخدام منابرها للترويج لأفكارهم وسياساتهم والضرب تحت الحزام بحق حملة مشروعنا الوجودي، فإنه لا بد من الخوض في بعض تجلياتهم الإعلامية التي يسعون إلى ترسيخها. 1- يُروج هؤلاء باسم محاربة الطائفية إلى النيل من كل سُني مقاوم، وكأن محاربة الطائفية تعني محاربة الأغلبية السنية، وبالتالي فالورد الصباحي والمسائي غدا بالنسبة لهم هو التركيز على داعش، وتحت راية محاربتها أطلقوا حربهم على كل حركة جهادية ثورية بالشام والعراق، ساعين إلى طبع الثورة السورية بالجهادية وليس على أنها ثورة تحرر من نظام استبدادي شمولي ديكتاتوري، سبّحوا وحمّدوا له على مدار عقود، دون أن يرف لهم جفن اليوم بالانقلاب عليه، بينما يصومون عن الحديث على الجماعات الشيعية المتطرفة المجرمة في العراق والشام واليمن وما تقوم به لحظياً، فالحوثي بالنسبة لهم طرف ينبغي التفاوض معه، والحشد الشعبي الإجرامي العراقي أصبح حكومياً وجزءاً من الحرب على الإرهاب الداعشي، بينما الشبيحة أصبحوا لجان الدفاع الوطني.. تباً لازدواجيتكم! 2- الحديث عن الإرهاب يقتصر فقط على محاربة الجماعات الجهادية السنية ومحظور تماماً التطرق إلى الجماعات الطائفية الشيعية التي تعيث حرقاً وقتلا وتدميراً في الأوطان والشعوب وبدعم دولي رهيب، ويظل حزب الله مقاوماً وممانعاً لدى هؤلاء على الرغم من إجرامه بحق الشعب السوري وغير السوري، ولو فعلت حركة سنية عُشر ما فعله حزب الله لكان مصيرها الويل والثبور وعظائم الأمور، وحين وقع ما وقع للإيزيديين وهو مُدان تحركت جحافلهم الإعلامية، بينما صمتوا صمت القبور عما يجري لأهل السنة من مجازر لحظية في العراق والشام يندى لها جبين الإنسانية، بينما جبينهم قُدّ من حجر. 3- يسعى السحرة إلى الترويج لمصطلحات فرضوها فرضاً على الإعلام وهي مصطلح التكفيريين والوهابيين، دون التثبت العلمي فيما إذا كانوا كذلك أم لا، بينما خصومهم وبعض الملالي في إيران يجهر بكفر بعض الصحابة ويهاجم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بل وصل الأمر بنائب رئيس الجمهورية العراقي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي أن يعلن عن وجود مصحف فاطمة وينال من الصحابة رضوان الله عليهم، ويطالب بوضع السعودية تحت الوصاية الدولية، ومع هذا يصمت هؤلاء الإعلاميون صمت القبور. 4- شحذ السحرة كل سيوفهم في مواجهة الرئيس المصري المنتخب الأسير محمد مرسي وهم الذين يتشدقون بالديمقراطية والمؤسساتية وحرية الرأي وحق المواطن في الاختيار التي كانت فقط لاختيار كهنتهم وأحبارهم، فكان أن صادروا إعلامياً حق أكثر من نصف الشعب المصري الذي صوّت لرئيسه، وبالتالي مهّدوا الطريق ومسّدوه أمام الدمار الإيراني في المنطقة، فالكل يعلم حجم العثرة المرسية التي كانت بوجه إيران، والدليل هو انبطاح السيسي الكامل أمام المشروع الإيراني، فغدت مصر منعزلة تماماً عن الهم العربي والإسلامي لصالح إيران، كما عزلت نفسها باتفاقية كامب ديفيد لصالح بني صهيون. 5- لا يزال السحرة يصرون على التهجم على تركيا بمناسبة وبلا مناسبة، وهم الذين يعرفون أن السياسة التركية هي الصخرة التي تتحطم عليها الطموحات الإيرانية، وبينما تتجه التحركات السياسية لإطار خليجي تركي، نرى تحرك هؤلاء بشكل رهيب لوضع العصي في الدواليب، وعبر شن حملة هوجاء عليها واتهامها ساعة بدعم داعش وساعة بالاستبداد وكأنهم يعيشون حياة المدينة الفاضلة الأفلاطونية، وأخرى بنشر الأكاذيب عن خلافات عميقة حسب وصفهم بين أردوغان وعبد الله غول. المطلوب لوقف الجنون الإيراني بالمنطقة وقف أدواته، وفضح هؤلاء السحرة الذين يكفيهم ما أثخنوه من جراحات في جسد الأمة، وما هيؤوه لأعدائها، فكانوا خير أبا رغالات لهم، وإن كان ثمة دواعش إرهابية فإن هناك دواعش إعلامية لا تقل خطورة عنهم. ولتعرفنهم في لحن القول.  @ahmadmuaffaq
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...