عدد المقالات 70
آية عظيمة في القرآن الكريم تعد منهاجا للحياة... آية قصيرة، ولكنها تؤسس لنظام مجتمعي كامل تحدد فيه الحقوق والواجبات بشكل واضح.. آية جمعت كل الخير، ونهت عن الشر كله.. الآية ٩٠ من سورة النحل.. هذه الآية التي تستوجب من كل مسلم تأملها والالتزام بتوجيهاتها.. يقول عز وجل: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).. تأمل معي أبها القارئ الكريم تلك المواعظ الإلهية المباشرة الصادرة من رب الخلائق كلها، ولعلك تتفق معي في كون الظلم آفة بشعة، وهو ذنب عظيم، وجرم جسيم يلتهم الحسنات، ويجلب الحسرات والويلات، وهو سبب لزوال النعم، ونزول النقم وعواقبه وخيمة على الأفراد والمجتمع ؛ لذا فقد حرمه سبحانه بين عباده وحرمه على نفسه، فَقَالَ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا رَوَاهُ مُسْلِمٌ، ويقول سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةً إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) [هود: 102]. ومن هنا لم يكن غريبا أن تبدأ الآية الكريمة بالترغيب في العدل، فالمؤمن الحق يجب أن يكون حريصًا على المساواة والإنصاف في جميع أشكالهم مبتعدا كل البعد عن الظلم والعدوان والإجحاف.. ولعلك تلاحظ عزيزي القارئ أن لفظ (يأمر) شمل العدل والإحسان معا ولم يتكرر، ما يعني أن ثمة علاقة وطيدة بينهما؛ فالإحسان مكمل للعدل، وهو المعين له وذراعه الأيمن، لكن بلا شك فإن العدل مقدم على الإحسان، فلا يجوز للرجل على سبيل المثال أن يغدق في الإحسان على الفقراء وهو لا ينفق على أسرته بالشكل الأمثل، فهنا يتحول الإحسان إلى ظلم، وشبيه بذلك النوافل، فرغم كونها مستحبة إلا أنه يشترط فيها عدم إضرارها بالفرائض، وإلا كانت محرمة، ومن صور الإحسان الحرص على نفع الآخرين، والرحمة بالناس أجمعين ((وَأَحْسِنُوا) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) [البقرة: 195].. وغني عن القول أن الإحسان يشمل القول والفعل كليهما، ومن صوره التسامح والعفو لاسيما إذا كنت قادرًا.. ومن صور الإحسان التي تتضمنتها الآية الكريمة الحرص على صلة الرحم بتفقد ذوي القربى وبرهم.. يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه»، ويقول أيضًا - عليه الصلاة والسلام -: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه»؛ متفق عليهما. كما توصينا هذه الآية العظيمة بتقوى الله؛ فهي السبيل إلى سعادة الدارين فترسم لنا خارطة الطريق لذلك من خلال التحذير من الفواحش ما ظهر منها وما بطن والنهي عن كل قبيح من القول والفعل، فلا شك أن كل ذنب عظيم يخالف الفطرة السليمة سيكون سببًا في تدمير صاحبه وإفساد أمره ليس هذا فحسب، بل ستزول عنه النعم. وكمدير لمؤسسة تربوية أدرك تمام الإدراك أهمية الوعي في تشكيل ثقافة الفرد، كما أفطن إلى دوره الهام في تغيير أنماط السلوك؛ لذا فإنني حريص كل الحرص على تكثيف الندوات وورش العمل التي ترسخ للمواعظ والقيم التي دعت لها الآية العظيمة التي تُعد نبراسا حياتيا ومنهاجا سلوكيًا يمكن أن يُحدث تغييرا جذريًا في تعديل سلوك النشء، فضلا عن إثراء مصفوفة القيم إذا سلطنا الضوء على أحكامها ومقاصدها.. والله من وراء القصد. @nasserqt
بدأ الأعمال الخواطر.. والخيال هو دليل الواقع.. فأصلح خيالك وخواطرك ينصلح حالك وواقعك..!! قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (مبدأ الأعمال الخواطر) فكل عمل يبدأ بخاطر ثم تتحول إلى فكرة ثم إلى همّ ثم إلى...
المثالية الزائدة المبالغ فيها (هي مثالية زائفة في الحقيقة) قد تضرك أكثر مما تنفعك.. لماذا وكيف؟!! - المثالية في واقع الأمر هي رغبة بعض الأفراد في معايشة نموذج حياة أو معاملات يتصوره في ذهنه، وقد...
مبدأ الأعمال الخواطر، والخيال هو دليل الواقع، فأصلح خيالك وخواطرك ينصلح حالك وواقعك. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (مبدأ الأعمال الخواطر) فكل عمل يبدأ بخاطر ثم تتحول إلى فكرة ثم إلى همّ ثم إلى...
يظن الكثير أن السعادة في المال والمتاع والسيارات والقصور والنساء، ومظاهر الدنيا المتعددة، ويظنها البعض الآخر أنها في الجاه والسلطان والمنصب والوجاهة وغير ذلك، ويظنها آخرون أنها في الشهرة والصيت والجمال والإعجاب من الآخرين..، وهكذا...
ذكر الموت والآخرة سمة العقلاء الأذكياء.. بل سمة الذين اصطفاهم الله.. لماذا..؟!! * أما أنه سمة العقلاء الأذكياء.. فهذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يُكثر ذكر الموت والآخرة ويستعد لما بعد الموت.....
الواقع الذي يعيشه الناس ممتلئ بالمشكلات والأزمات المتنوعة والمتعددة في كل زمان ومكان ومجال.. وتلك هي سنة الحياة التي أرادها الله..، وذلك هو مَكْمَن الاختبار في هذه الحياة الدنيا الذي يتباين فيه الناس ويتفاوتون من...
انتشرت ظاهرة الخُلع بين الأزواج والزوجات حتى صارت تهدد استقرار الحياة الأسرية ومن ثم الحياة الاجتماعية برمتها...فما الأسباب وكيف المخرج؟!!! * كثيرة هي الأسباب ...لكن نذكر بعضها أو ما اشتهر منها...ومن تلك الأسباب: التخلي عن...
حين تعيش الأسرة متباعدة المشاعر مُتخلِّية عن المسؤولية التضامنية فيما بينها... ويصبح كل واحد في وادٍ وحيدًا مع همومه ومسؤوليته... فسيؤدي هذا إلى ضعف روابط الحب والمواساة والتعاون والإحساس بالآخرين فيما بين أفراد الأسرة الواحدة.....
حكمة أطلقها سيدنا علي رضي الله عنه.. قال: ( قيمة كل امرئ ما يُحسن) اجعل أفعالك الحسنة تتحدث عنك... لا تتحدث أنت عن نفسك.. تلك من صفات الشخصية الواثقة المتزنة المتواضعة، فهي لا تحتاج أن...
نسمع أحيانًا من البعض لفظ (غير متربِّي)، بعضهم إذا رأى شخصًا سلوكه منحرف فتجدهم يطلقون عليه هذا اللفظ. وياللعجب!. لماذا اللوم فقط على الوالدين؟ أو لماذا نطلق الألفاظ جزافًا ونتهم أناسا بعدم التربية دون أن...
العاقل الذكي الحكيم الموفق هو الذي يعرف الحكمة من وجوده في الدنيا.. ويعرف أين تكون الحياة الحقيقية، وكيف يعمل لها؟ العاقل هو الذي يدرك مراد الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «الكَيِّسُ مَنْ...
العُجب بالنفس أشد أنواع الكِبْر.. والكِبْر أقوى أسباب الفساد في الأرض.. وأعظم مانع من الجنة بعد الكفر! الكِبْر الذي هو أصعب أنواع أمراض النفس وأخطرها.. إذ هو وراء معظم الأخلاق الفاسدة، والجرائم الإنسانية على الإطلاق.....