مفاتيح حل المشكلات

الواقع الذي يعيشه الناس ممتلئ بالمشكلات والأزمات المتنوعة والمتعددة في كل زمان ومكان ومجال.. وتلك هي سنة الحياة التي أرادها الله..، وذلك هو مَكْمَن الاختبار في هذه الحياة الدنيا الذي يتباين فيه الناس ويتفاوتون من حيث النجاح والفشل، أو الثواب والعقاب، ويظهر ذلك كله من خلال قدرتهم على حل واستيعاب المشكلات والأزمات التي تواجههم في مسيرة حياتهم والتي لابد منها، حيث إنها سنة حياة.. قال تعالى: (وَهُوَ ٱلَّذِی جَعَلَكُم خَلائفَ ٱلأَرضِ وَرَفَعَ بَعضَكُم فَوقَ بَعض دَرَجَـٰت لِّیَبلُوَكُم فِی مَاءَاتَاكُم إِنَّ رَبَّكَ سَرِیعُ ٱلعقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُور رَّحِیمُ)»١٦٥- الأنعام»...!! حيث لا حياة خالية من المشكلات والأزمات والشدائد..، ولذلك لابد وأن تكون هناك مفاتيح ومقومات وأسباب وضعها الله لحل واستيعاب تلك المشكلات والأزمات والصعوبات التي تواجههم في مسيرة حياتهم، الذكي الحكيم الموفق هو الذي يعرف الحكمة من وجوده ومن خلق الحياة ويدرك طبيعة طريقه في هذه الحياة، ويعرف ويحسن كيف يسلك الطريق والأسلوب القويم في التعامل مع ما قدَّره الله له في هذه الحياة، فينجح ويفلح ويسلم. * ومن أهم مفاتيح حل واستيعاب المشكلات والأزمات. - إحسان التوكل على الله وتفويض الأمر إليه في التعامل مع المشكلة، وذلك بعد الأخذ بأسباب الحل المادية والفنية والواقعية الموضوعية.. حيث يأتي دور السبب المعنوي الرباني وهو حسن التوكل على الله والثقة بأنه وحده سبحانه وتعالى الذي بيده حل المشكلات وتفريج الكربات والقادر على إزالة الأسباب أو تبديلها.. (وَمَن یَتَوَكَّل عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَیء قَدرا) « ٣- الطلاق». - ومن مفاتيح حل المشكلات التي ينبغي على المسلم أن يأخذها بعين الاعتبار الصبر والإيمان إذ لا قدرة لإنسان على تجاوز أي مشكلة بنجاح إن لم يستطع التحلي بالصبر والنفس الطويل وذلك بالنظر إلى المآلات والعواقب عندما يتخذ أي خطة أو وسيلة أو قرار لحل مشكلته..، وكذلك إيمانه بأن وقوفه الى جانب الحق والعدل والمبادئ والقيم الأخلاقية، وخشيته من نتائج التجاوز أو الظلم أو الاعتداء أو عدم الإنصاف في الدنيا والآخرة..، كل ذلك يجعل الإنسان قادرًا على الصبر والتحمل والتعامل والتعاطي مع الحدث أو المشكلة بمنطق الحكمة والصبر والتضحية من أجل الخير والسلامة والفلاح، معتقدًا ومؤمنًا بأن ما ينفع الناس هو الذي يبقى ويستمر ويُكتب له البقاء. - وكذلك من مفاتيح حل واستيعاب المشكلات والأزمات بالإضافة إلى الصبر هو الاحتساب وانتظار الأجر والثواب عليها في الآخرة، فذلك سبب يعين الإنسان على حسن الصبر والتحمل والحكمة في التعامل مع المشكلة أو الموقف المتأزم. تلك هي نظرة المؤمن إلى المصيبة أو المشكلة وحالته النفسية في التعامل معها، إذ يتحرك في حلها بثقة ونفس صبورة راضية محتسبة على أي وضع كانت نتائجها ما دام يتعامل معها بما يرضي الله دون عجلة أو تجاوز.. وبعد ذلك فهو يستبشر وينتظر رحمات الله. هكذا يكون سلوك الحكيم العاقل الذكي وهو يتعامل مع المشكلة أو الأزمة أو ما يكره من الأحداث والمستجدات والتحديات والمواقف، مستعملًا مثل تلك المفاتيح التي ذكرنا بعضها آنفًا في حله واستيعابه لها... فيكون جزاؤه النجاح والسلامة والوصول إلى أهدافه. @nasserqt