عدد المقالات 72
نتحدث عن مجموعة ضرورية في القيادة من نقطة القيادة والمعرفة حيث قاد الانسان القديم نفسه ومجموعته الى اقتصاد الزراعة، ومن ثم انتقل لاقتصاد الصناعة، ومن ثم لاقتصاد الخدمات، وأخيرا أتى اقتصاد المعرفة، حيث يبنى اقتصاد المعرفة بتحويل المراكز الأكاديمية كالجامعات الى مراكز تعليم ذات مسارات مفتوحة، وتكون الحركة التعليمية مستمرة وتصبح نمط حياة، لتتكون بعدها الادمغة الموهوبة والتي تنتج الإبداع creativity والابتكار innovation، وهذان هما اللذان يجعلان اقتصاد المعرفة مستمرا وباقيا بقوة بسبب تجدد المعرفة من خلال الابتكار، وأما اقتصاد المعرفة القائم على النسخ والتوزيع، فان محتواه يتقادم مع الوقت وبالتالي تنقص قيمة الاقتصاد المعرفي فلهذا نرى ان اقتصاد المعرفة يستمر فقط بالإبداع، عكس الاقتصادات القائمة على الحاجات او الضرورات، كالأغذية والدواء والعلاج والكهرباء، وَمِمَّا يميز اقتصاد المعرفة هو ان مخرجاته ومنتجاته عالية الجودة وعالية الدخل، حيث يساهم بنسبة كبيرة في الدخل القومي GDB..لذلك ترتبط استمرارية القيادة بمدى قوة معرفتها في وضع الحلول وخلق الفرص وليس البحث عنها، ورفع قيمة مواردها من البشر وضخهم في مفاصل الخطط الاستراتيجية لتحدث عملية الإبداع في طرق تأسيس المشاريع وادارة خدماتها وتطويرها من مستوى لمستوى اعلى. من ناحية اخرى نوضح اهم جوانب القيادة وهي الرؤية حيث نتساءل لماذا اغلب الرؤى على مستوى الجهات الحكومية او حتى ٢٠٣٠ يتم استخدامها تسويقيا اكثر من الاهتمام بها فعليا ؟ تصل لتكون احيانا شماعة مشاريع معينة...بمعنى ان طرح الرؤية دون طرح ورش عمل تبين أهميتها على ارض الواقع سيكلف الدولة عدم التبني الفعلي لها من خلال مسؤولياتهم وواجباتهم الوظيفية..فالتنمية البشرية احد ركائز الرؤية ولكن هل أهميتها حاضرة في اذهان الموظفين وغيرهم ؟أشك في ذلك..لان هناك فجوة كبيرة بين تبني شيء وبين تقبله كواجب..فمثلا الخلل الناتج في سوق العمل من الموظفين القطريين يرفع اهمية التنمية البشرية كمنقذ..ندرة تنوع الموارد لدينا ترفع اهمية استدامتها قدر الممكن وهكذا...لذلك عندما تطرح فكرة أيا كانت فلا تغفل عن طرح أهميتها على ارض الواقع. وكذلك لابد ان تكون الرؤية حلما حقيقيا وليس مجرد حلم، فالتمني والاحلام لاتبني الرؤى ولاتصنع قادة الا اذا وضعت لها استراتيجية ممكنة التنفيذ والا فهي تمنيات لا اكثر... فالرؤية هي الحد الفاصل بين التخبط والالتزام، والتغيير يكون في الاستراتيجيات المؤدية للرؤية وليس الرؤية نفسها، فالكرامة والحريّة كانت مطلب غاندي ليحرر الهند وهتلر ليعيد لالمانيا اعتبارها، ولكن اختلفت استراتيجيات عند كليهما، وكذلك بين الخميني والملك عبدالعزيز، فالخميني استخدم السلطة الدينية والسياسية واما عبدالعزيز فاستخدم السلطة السياسية واحتضن السلطة الدينية، وكذلك رسولنا الأعظم صلوات الله عليه حين كان يتنازل ويتفاوض في الاستراتيجيات والوسائل ولا يقبل أي تفاوض في المبادئ عندما عرضوا عليه الملك مقابل التنازل عن الرسالة، ولكن عندما طلبوا منه التخلي عن صفة الرسول في الاتفاقية وافق على ذلك... ولهذا نستنتج ان القيادة (ثابتة الرؤية متغير الاستراتيجية). ومع ذلك فان القيادة لها إطار، حيث ان القائد يبني منظومة القيادة من خلال (تحديد اطار الرؤية) لكي لايفقد السيطرة عليها وتصبح غير مفهومة اذا تشعبت بدون حدود، فغاندي كان اطار رؤيته هو الهند يجب ان تنال كرامتها، وهتلر كان اطار رؤيته ان تتحرر ألمانيا من ذُل الاتفاقيات والخميني كان اطار رؤيته رحيل الشاه.... هنا بعد تحديد إطار الرؤية يبدأ القائد بوضع التفاصيل...هنا بالضبط تنتقل القيادة من شخص القائد الى منظومة القيادة التي بناه، فيصير القائد مجرد اداة تنفيذية لدى المنظومة، بحيث يفتح المجال لمن بعده بإكمال المسيرة القيادية، وهنا أيضا تنتج الدول الديمقراطية وتمنع ظهور الدول الديكتاتورية، ومثال ذلك رؤية ماليزيا كانت ان تصبح دولة صناعية خلال ١٠ سنوات، من ١٩٨٥ الى ١٩٩٥، ولكن هل انتهت الرؤية ؟؟؟؟ لا طبعا بل سيتم تطويرها وليس تغييرها من خلال تطوير استراتيجيات جديدة تناسب الرؤية المطورة وعند الحديث عن القيادة فلابد ان نتحدث عن القائد، فهناك القيادة بعقلية القرية، حيث تعتمد هذه العقلية على شعار (الشين الي اعرفه أحسن من الزين الي ما اعرفه) وبالتالي لا غرابة أن نشاهد الاعتماد على عديمي الكفاءة والذين ليس لهم علاقة بدلا من المتخصصين وذلك لاعتبارات الولاء والثقة، وهذا النوع من العقليات يبني كوادره من علاقاته وبذلك يبني سلطته بدلا من بناء الكيان الذي يشرف عليه، فترتبط الوزارة او المؤسسة بشخص القائد وهنا تحدث المشكلة، ولذلك جاءت مفاهيم القيادة المؤسسية لتمنع التسلط الشخصي وتتيح المجال للابداع الشخصي اكثر، من خلال ضخ المهارات والابداع في مكونات المؤسسة وجعلها قادرة على الاستمرار في ظل تعدد القيادات. ومن الامور التي يجب معرفتها والتفرقة بينها في مجال القيادة هي الفرق بين القيادي والسياسي، هناك خلط بين القيادي والسياسي، كما يخلط الناس بين الملح والسكر بسبب ان لونهم ابيض، فالقيادي (يقود) الناس لأهدافهم بينما السياسي (يستعمل) الناس للوصول لهدفه وهي السلطة والنفوذ، والقيادي يستخدم السياسة للوصول للاهداف ولكن لا يتبنى مشروعا سياسيا يهدف الى السلطة بذاتها..وليس بشرط ان يكون القائد في موقع السلطة المباشرة، قد يكون تأثيرها الناعم على اتباعه يدفعهم الى العمل باتجاه الاهداف، فهذا مانديلا كان ملهم السود ضد العنصرية، وهذا غاندي كان ملهما لاتباعه بدون حمل أدوات القوة والسلاح، ومع ذلك يجب على القائد الحذر من السياسة، فيكون قائدا بشخصيته لا بسياسته، وان يحافظ عليها من تأثير السياسة، كما فعل ديغول في فرنسا وكان قائدا استدعته الظروف عندما احتاجته.
نستكمل في هذا المقال ما بدأناه في مقال الأسبوع الماضي، حول «الموارد البشرية ما لها وما عليها».. فإذا نظرنا لمكونات العمل، فإننا نرى ضعف منظومة الموارد البشرية في الجهات الحكومية، مقارنة بإدارات الشؤون المالية التي...
بداية كل تطور ونهايته هو الإنسان ، حيث تأتي الموارد المادية كمساعدة لمدى قدرة الانسان التفكيرية وإبداعه القابله للتنفيذ، ولذلك كان المفكرون والمبدعون هم القيمة المضافة لدولهم في تطويرها، والتي تحرص على اكتسابهم من خلال...
بني مبدأ التفويض على فكرة استمرارية الأعمال وعدم تعطيلها بسبب عدم وجود القائمين عليها، فالأعمال تبقى والأشخاص يتغيرون أو يتعاقبون، ولذلك نرى أن المؤسسات والجهات المرنة تتميز بوجود مساحة تفويض عالية، يصحبها إدراك ووعي بمفهوم...
مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز...
تبنت دولة قطر منذ عام 1973 قانون الجمعيات التعاونية وذلك لتحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص، وتحقيق أهداف التعاون بوجه عام، متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، وأن تتاح العضوية لكل قطري تنطبق عليه الشروط...
يشترك القطاعان العام والخاص في مسألة التسويق، فكلاهما يقدم منتجات وخدمات، ويعتمدان الترويج والتحفيز على شراء المنتج أو استخدام الخدمة، سواء عن طريق العلاقات العامة في الجهات الحكومية أو خدمة العملاء في القطاع الخاص. وكذلك...
تعتبر العلاقات العامة رمانة الميزان والعاكس لكل مجهودات المؤسسة او الشركة لدى عملائها، والعاكسة كذلك لرأي العملاء وتجربتهم لدى المؤسسة، مما يعني ان مهام العلاقات العامة متشعبة في الاتجاهين، فكل شيء يخرج من المؤسسة باتجاه...
تعتبر السياحة أحد أهم العناصر والموارد في كثير من دول العالم حيث تبلغ نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي العالمي حوالي ١٠٪ بينما تصل لبعض الدول من 20 إلى 30% وأحيانا قد تصل إلى...
«قبل أن تحكم على شخص ما، يجب أن تسير مسافة طويلة مرتدياً حذاءه»، هو مثل شائع يوضح ربما أهمية ألا يحكم الإنسان على تصرفات أي شخص وفقاً لأحكام مسبقة أو حتى على ما شاهده من...
كأس العالم حدث كبير سيجذب الكثير من الناس وسوف تأتي الملايين وتراقب الملايين من الكاميرات والعدسات وتنقل ما تراه وتسمعه، وغالباً ما يبحثون عن الكرة واللاعبين والنتائج والهزائم والانتصارات، ولكن نحن في قطر سنضيف شيئاً...
ريادة الأعمال تعمل على اكتشاف الأسواق الجديدة أكثر من زيادة حجم الأسواق، والتي يستهدفها التجار التقليديون وليس رواد الأعمال، وبريادة الأعمال تتطور الأسواق وتتوسع خالقة معها فرص عمل جديدة، ومجددة لقطاعات الاعمال التي تظهر فيها...
ترتبط القيادة بالقرارات الاستراتيجية وليس الأوامر الفورية أو القرارات قصيرة المدى، حيث تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تحقق تحولا كبيرا في الدولة اقتصاديا وسياحيا ورياضيا. القرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة...