عدد المقالات 272
في العراق أيام حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين تدخل العالم كله لتدمير سلاح الدمار الشامل وعلى رأسها صواريخ سكود وصواريخ مداها أقل من مدى صواريخ سكود ذاتها بحجة إمكانية استخدامها من قبل صدام ضد الإيرانيين .. اليوم يراقب المجتمع الدولي كله دون أي تدخل أو إدانة أو أي احتجاج وبشار الأسد يقصف مدنا كاملة بصواريخ سكود المدمرة وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وتدمير مئات البيوت ... جرت العادة في الحروب أن يتم تحييد المدن عن القصف الجوي والصاروخي .. وخلال الحروب العربية ـ الصهيونية لم يتم استهداف المدنيين في المدن الرئيسة وهو ما حصل في الحروب الباكستانية ـ الهندية وغيرها من حروب لكن أن يقوم رئيس بقصف من يصفه بشعبه، وهو ليس بشعبه واقعا وحقيقة بصواريخ سكود معدة لتدمير مدن ومناطق فهذا لم يحصل في التاريخ حسب علمنا المتواضع .. الفضيحة الدولية تتمثل أيضا في أن تقريرا دوليا حقوقيا صدر أخيرا يساوي بين القاتل المجرم الذي يستخدم صواريخ سكود البالستية في قتل شعبه وتدمير بيوته ويستخدم كل ما يملكه من براميل متفجرة وقنابل فراغية ودبابات ومدفعية وراجمات صواريخ وبين مشروع قتيل سوري كله معرض للقتل والتدمير يدافع عن نفسه ببندقيته وسلاحه البسيط على مدى أكثر من 23 شهرا بينما العالم كله يرقب الفيلم السوري وكأنه فيلم هوليودي .. الأسبوع الماضي كنت في بلدة حمورية بريف دمشق حيث حول الطيار المجرم ساحة المدينة إلى ساحة موت حقيقية حين ألقى بعض القنابل المدمرة على سوق المدينة .. فجأة تفحم وقتل أكثر من أربعين شخصا .. كثير منهم لم تعرف جثته .. التقيت أحد الأشخاص الذي قال لي إن قريبا له ربما قتل في هذا الهجوم وفتحوا بيت عزاء وهم ليسوا متأكدين تماما من موته هنا، سوى أنه كان في الساحة لحظة وقوع الهجوم .. الجثث متفحمة، بعضها تحول إلى رماد تماما .. ومع هذا ما تسمى بمنظمات حقوق الانسان تدين القاتل الذي أمعن بالقتل لـ 23 شهرا، بنفس درجة المقتول الذي انتظر أكثر من ستة أشهر لينصفه أحد فأبقى على ثورته سلمية .. لكن حين امتشق سلاحه الفردي للدفاع عن نفسه اتهم بنفس درجة تهمة النظام المجرم بارتكاب جرائم ضد الانسانية، ومع هذا يخرج علينا المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي ليصف انفجار المزرعة بجريمة حرب ويصمت صمت القبور على جرائم قصفه بصواريخ سكود ومجزرة حمورية .. لكن الأشد غرابة في التقرير الحقوقي الأممي الأخير هو اتهام المعارضة باستخدام المناطق المأهولة بالسكان لقتال النظام، وكأن المعارضة لديها صواريخ وطيران ودبابات ومدفعية تستطيع قتال العصابة الفارضة نفسها على الشعب، فإن كان ما يسمى بالمجتمع الدولي عاجزا على تسليح المعارضة للدفاع عن نفسها وعن شعبها بأسلحة متطورة فكيف عليه أن يتهمها باستخدام أسلحة خفيفة مداها لا تتعدى العشرات من الأمتار .. من المضحك حين تسمع بعض الدوائر الغربية تتخوف من وقوع السلاح النوعي في حال دعمها للثوار بأيدي من تصفهم بالمتشددين ومن تفشي ظاهرة السلاح في سوريا.. وتتناسى أن الطريق الأقصر لمنع تفشي ظاهرة السلاح هو بتزويد الثوار بالسلاح النوعي لحسم المعركة بأقصى سرعة ممكنة وهو الوحيد الكفيل بمنع انتشار السلاح.. وإطالة المعركة هو الوقود الحقيقي لتفشي ظاهرة السلاح في سوريا .. في أفغانستان يتحرك العالم كله بحجة تعليم المرأة وتحريرها.. أما في سوريا فيصمت العالم صمت القبور عن ذبح المرأة السورية وقتلها وحرقها كما حصل بالأمس في حلب وحمورية وغيرها من المدن السورية، إنه النفاق الدولي والكذب والفضيحة الدولية المدوية وانهيار المنظومة الأخلاقية التي يتلفع بها مجتمع دولي لا هم له إلا الكذب والصمت على مذابح السوريين اليومية، وهو ما رد عليه الائتلاف الوطني وإن كان تأخر كثيرا بمقاطعة مؤتمرات دولية توفر غطاء لتخاذل وتوطؤ دوليين .. وإنها الثورة الفاضحة ..
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...