


عدد المقالات 198
المصائب لا تأتي فرادى، بل إنها تنصب على رؤوس المصريين «زرافات ووحدانا».. أي تأتي إلى هذا البلد المنكوب كوارث منفردة وأخرى مجتمعة. آخر الكوارث التي تقع على رؤوس المصريين منذ وقوع انقلاب العسكر في 3 يوليو 2013 هي غرق ناقلة عسكرية في النيل- مصدر الحياة للمصريين، بمحافظة قنا في صعيد مصر وعلى متنها 50 طنا من الفوسفات!! أكاد أسمع من يقول: وماذا في ذلك؟!! وأين تلك الكارثة أو المصيبة؟!! والحقيقة أن الكارثة هي أن الفوسفات يعتبر من المواد السامة، ولا تنسى أنه المصدر الأساسي الذي يتم منه استخلاص اليورانيوم المشع. والكمية التي رست في قاع النيل تكفي -وفقا للمتخصصين في هذا المجال- لإنتاج 20 كيلوجراما من اليورانيوم المشع.. المسؤول الأول عن الإصابة بمرض السرطان. وقد أصابت الحكومة المصرية حالة من الارتباك -كالعادة- بعد وقوع الحادث يوم الاثنين الماضي. وظلت الحكومة تلوذ بالصمت لعدة ساعات، ولم يصدر تصريح واحد عن مسؤول في مصر رغم خطورة الكارثة سوى بعد مرور يوم كامل، وانتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم. كان أول تصريح يصدر عن وزير الري والموارد المائية يحاول فيه أن يطمئن الناس بعد أن أصابهم الذعر، وطالب في الوقت نفسه وزارة الإسكان والمرافق التي تتبعها الشركة القابضة لمياه الشرب بوقف العمل في محطات المياه القريبة من موقع غرق الناقلة قرب «دندرة» بمحافظة قنا لخطورة المياه على صحة المواطنين، وهو ما تم بالفعل صباح الثلاثاء 21 أبريل 2015. المفارقة العجيبة، هي أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أعلنت صباح الأربعاء عودة العمل في جميع المحطات، أي بعد 24 ساعة فقط!! ولا أدري على أي شيء استند قرار الشركة؟ وهل توافرت لديها دراسات علمية تؤكد عدم خطورة المياه الملوثة بالفوسفات على صحة المصريين والسائحين من العرب والأجانب وغيرهم؟!! البعض في مصر يقول إن قرار استئناف العمل في محطات إنتاج مياه الشرب جاء بقرار «سيادي» دون استناد إلى أية دراسات، وذلك خشية من تأثير استمرار إغلاق تلك المحطات على حالة الأمن والاستقرار في البلاد! ولتذهب صحة الناس إلى الجحيم!! المهم الاستقرار والأهم هو عدم إحراج النظام العسكري «القوي المسيطر» ولو على حساب المصريين. لم يكن هذا القرار العنتري هو الخطأ الأول في ذلك الحادث المأساوي، لأن الحادث أصلا بسبب «ناقلة نيلية عسكرية» تابعة للشركة الوطنية للقوات المسلحة، بل إن الصحفيين في مصر تحدثوا عن تعميم أو قرار صدر عن إدارة الشؤون المعنوية بالجيش تم إرساله إلى الصحف ووسائل الإعلام يوم الاثنين يطالب بعدم النشر عن تلك الواقعة، إلى أن تم إلغاء التعميم في اليوم التالي نتيجة انتشار الخبر وبثه على القنوات الفضائية المختلفة ومن بينها قنوات الجزيرة والشرق ومكملين ومصر الآن ورابعة وغيرها من القنوات التلفزيونية العربية والعالمية. وشعرت حكومة الانقلاب العسكري في مصر بالإحراج الشديد خصوصا أن الحادث سيؤدي إلى المزيد من التراجع في معدلات السياحة الوافدة إلى مصر، والتي تعاني من تراجعات حادة خلال الفترات الأخيرة، وبدأت التعامل مع الموقف بطريقة توحي كأنها «حكومة مسؤولة»، فقام خالد فهمي، وزير البيئة، بتشكيل لجنة لمتابعة الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة، وتحرير محضر ضد الشركة المتسببة في الحادث، أي والله، وزارة البيئة تقول إنها ستقاضي إحدى شركات الجيش!! بل أكثر من ذلك أن وزير البيئة طالب الهيئة العامة للبترول بالتعامل مع أي تلوث قد ينجم عن الحادث. المهم أنه بعيدا عن مناورات وزراء سلطة الانقلاب، فإن الخبراء يحذرون من خطورة هذه الواقعة على سلامة الأسماك التي يتم صيدها من النيل والتي تباع حاليا في الأسواق المصرية بدون أي رقابة أو اختبارات صحية من جانب الحكومة، كما يحذرون من انتقال هذا التلوث إلى المحاصيل الزراعية التي يتم ريها بمياه النيل وما يترتب على ذلك من تفاقم للأمراض الخطيرة. ويؤكد كيميائيون متخصصون أن وجود هذه الكميات الهائلة من مادة الفوسفات في مياه النيل يجعلها تصل إلى درجة السمية، مما قد يؤدي إلى وفاة من يشربها بسبب احتواء مركبات الفوسفات على مواد سامة وبالغة الخطورة على حياة الإنسان، مثل الرصاص واليورانيوم والكادميوم وغيرها. ودشن نشطاء هاشتاجاً حول الواقعة بعنوان «#لا_تشرب_من_النيل» للتحذير من خطورة المياه، وطالبوا بشرب المياه المعدنية أو مياه الآبار لتجنب الإصابة بالأمراض الخطيرة، أو الهجرة من مصر فورا. وهكذا تمضي الأيام بسلطة الانقلاب التي تتدهور معها حالة المصريين المعيشية يوما بعد يوم. والمثير أن هذا الحادث المأساوي الذي يعد كارثة بيئية بكل المقاييس، لم يجد تجاوبا من «جوقة الإعلام والمطبلاتية لسلطة الانقلاب في القنوات الفضائية المختلفة»، والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام: ماذا لو وقعت تلك الكارثة في ظل حكم الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، وماذا يمكن أن يكون رد فعل «جوقة الانقلاب وإعلام البتوع» إذا كان الرئيس منتخبا وشرعيا وليس انقلابيا جاء على ظهور دبابات الجيش وعلى جثث مصريين وأنهار من الدماء؟! يبدو أن البيادة سكنت أفواه «إعلام البتوع».. فهناك دائماً: ذهبُ المعز وسيفه!! تباً لهم! • Sharkawi.ahmed@gmail.com
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...