alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 198

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

09 يوليو 2020 , 01:17ص

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها «فلسطين المصرية»! وقفت الدولة العثمانية في وجه جميع المحاولات التي استهدفت توطين اليهود في شبه جزيرة سيناء، كان أولها في عهد السلطان سليم الأول، الذي أصدر فرماناً بمنع اليهود من الهجرة إلى سيناء، وكذلك فعل أبناؤه كإجراء حتمي لمواجهة تكوين جيوب معلوم أهدافها داخل حدود الدولة العثمانية، سيّما أن اليهودية ديانة لا قومية، وكان اليهود يعيشون كأصحاب ديانة في شتى المجتمعات العربية والغربية، وانخرطوا فيها دون الحاجة إلى فكرة وطن جامع. وكما تستخلص الزميلة إحسان الفقيه، فإنه كما كانت للسلطان عبد الحميد الثاني جهود قوية في عدم السماح بتكوين وطن قومي لليهود في فلسطين، فإنه أيضاً عارض بشدة توطينهم في سيناء المصرية، رغم تساهل الحكومة المصرية آنذاك في السماح للبعثات الصهيونية بالتنقيب في أرض سيناء؛ نظراً لأنها تأتمر بأوامر بريطانيا. وقد وافقت هذه المواقف العثمانية الصارمة اتجاهاً بريطانياً بتجنّب تنفيذ هذا المشروع الصهيوني الذي يزيد من متاعب بريطانيا في مصر، خاصة أن الرأي العام المصري كان مناهضاً لهذا المشروع بقوة، فمن ثَمّ تمّ إجهاضه. النقطة الفاصلة في تقديري، والتي تتمثّل في أهم مشاكل أهل سيناء، هي الموقف من اتفاقية عام 1906 بين الدولة العثمانية وبريطانيا، بمشاركة الحكومة المصرية، والتي وضعت الأساس لما يُعرف بحدود الدولة المصرية الحالية، والتي كانت شبه جزيرة سيناء هي محورها الرئيس. ففي المادة الثامنة والأخيرة من تلك المعاهدة، اشترطت الدولة العثمانية على بريطانيا والحكومة المصرية أن يحتفظ أهل سيناء بملكياتهم ومزارعهم، وهو ما ظلّ معمولاً به حتى ما بعد انقلاب العسكر الأول في 23 يوليو من عام 1952، حينما عمدت حكومات العسكر المتعاقبة على ضمّ أراضي شبه جزيرة سيناء كافة للدولة، ثم رهنوا الموافقة على أية ملكيات بموافقة الجيش نظراً لكونها مسألة تختص بالأمن القومي! وجاء انقلاب 3 يوليو 2013 ليضع مزيداً من الملح على جرح السيناويين المصريين، ويصادر كل الأراضي في شبه جزيرة سيناء لحساب الجيش مباشرة، وليضع المنطقة -كما وضع مصر كلها- تحت الحكم العسكري المباشر، وهو ما يؤدي إلى استمرار إشعال التمرّد المسلّح والإرهاب في سيناء. وتم الانخرط بشكل مباشر مع جيش الكيان الصهيوني في القيام بعمليات مشتركة ضد أهالي سيناء، بل وسمح لطائرات «الدرون» الصهيونية من دون طيار بالقيام بعمليات استطلاعية وهجومية في أجواء شبه جزيرة سيناء، كما كان التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير على بوابة إقليم سيناء في البحر الأحمر إضعافاً لأية محاولات بمقدورها الدفاع عن المنطقة ضد أي اعتداء صهيوني، وكذلك إنشاء تفريعة جديدة لقناة السويس بما يصعّب تماماً عملية العبور إلى المنطقة من جانب أية جيوش مصرية تتحرك تجاهها! ويجب أخذ كل تلك المؤشرات في ضوء عملية التعتيم المقصودة من جانب نظام السيسي تجاه رصد الإعلام المحلي والدولي ما يحدث داخل سيناء. فكما قال رسولنا الكريم: «الإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطّلع عليه الناس».. فلماذا يُمنع أن يطّلع الناس على ما يدور في شبه جزيرة سيناء؟!

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...

الصحافة والكتابة.. في زمن «كورونا» (2-3)

ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...

الصحافة والكتابة.. في زمن «الكورونا» (1-3)

لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...

قلاع الحريات الأميركية (2-3)

الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...

صحيفة قلعة.. وصحف مشبوهة! (2-2)

تأسست صحيفة «واشنطن بوست» عام 1877م، من قبل ستلسون هيتشينز، الذي جعل منها أول صحيفة في واشنطن تصدر يومياً ابتداء من عام 1880م، ثم باعها إلى فرانك هاتون، لتواجه الإفلاس عام 1933، ويشتريها رجل الأعمال...