


عدد المقالات 198
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت تستخدمها إدارات البلديات والأحياء في مصر خصوصاً في العاصمة والمدن الكبرى، لرشّ الشوارع بعد كنسها وتنظيفها. المنفلوطي قال إن المبدع الذي يريد أن يكتب يشبه تلك العربة، لأنه يحتاج أن يملأ عقله ووجدانه بالقراءة والتأمل والمطالعة، حتى يستطيع أن يرشّ بالكتابة والفنون والإبداع. تذكرت تلك الليلة الشتوية الدافئة نسبياً من العام 1986، وكنت حينها طالباً بجامعة القاهرة وعضواً في اتحاد طلابها، وتلقيت دعوة من اتحاد طلاب الجامعة الأميركية لمشاهدة العرض الأول للفيلم الأميركي الحديث وقتها «العودة للمستقبل». كانت ليلة رائعة لا تُنسى، كان الجمهور مميزاً في قاعة «إيوارت» بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، لكن الأكثر تميزاً وإبهاراً بالنسبة لي هو الفيلم الذي ينتمي لنوعية «الخيال العلمي» ذي الطابع الكوميدي. تروي أحداث الفيلم قصة مراهق أميركي يدعى مارتن ماكفلاي، قام بدوره الممثل الشاب مايكل جيه فوكس، يسافر عبر الزمن مع صديقه العالم الفيزيائي العجوز الدكتور إيميت براون، ويقوم بدوره الممثل الأميركي كريستوفر لويد، عبر سيارة متطورة عابرة للزمن، اخترعها الأخير، ليمضيا في رحلتين من نوع مختلف. الشاب يحاول الانتقال بالسيارة إلى المستقبل فتعيده إلى الماضي، وهذا ما يعطيه فرصة لتغيير مستقبله، حيث يعمل على تطوير قدرات والده ووالدته ليصبحا أفضل. انبهرت بفكرة الفيلم، وبعدها شاهدت الجزء الثاني الذي تابع القصة عندما يسافر الشاب ماكفلاي للمستقبل مرة أخرى، ويجد والده كاتباً مشهوراً ووالدته سيدة فاضلة تحتفل بإنجازات والده في مجال الكتابة، ويجد نفسه وعائلته يعيشون في قصر كبير، بعدما كانوا في بداية الفيلم يعانون من الفقر وضيق الحال. حسناً، لكن ما علاقة كل ذلك بالصحافة والكتابة الصحافية، وما علاقتنا بذكرياتك الخاصة؟! اصبر يا صديقي، نحن في زمن «كورونا»، ولدينا مزيد من الوقت! في الجزء الثاني من الفيلم، وخلال زيارة الشاب مارتن ماكفلاي للمستقبل، يهبط في مدينته الخيالية بأميركا «مدينة هيل فالي» يوم 21 أكتوبر من العام 2015، ليجد أشياء كثيرة تغيرت، فهناك أحذية تربط نفسها بنفسها، وأخرى للتزلج تطير بمن يرتديها، وأفران البيتزا التي تجعلها ضخمة وأكبر بكثير من حجمها الحقيقي، تخيل نفسك مكاني آنذاك وتشاهد تلك الابتكارات التي لم تكن تخطر على بال! عموماً، فإن المشهد الأهم بالنسبة لموضوعنا هو أن الشاب مارتن ماكفلاي كان يطالع الصفحة الأولى من صحيفة «يو أس أيه توداي» في نفس تاريخ وصوله للمستقبل، وهو 21 أكتوبر 2015، أي بعد نحو 30 عاماً من إنتاج الفيلم. رغم مرور سنوات طويلة، استمر انبهاري وارتباطي بتلك الليلة التي شاهدت فيها الجزء الأول من الفيلم، ذكرياتها ترسخت في وجداني، وفوجئت بأنه رغم مرور ثلاثة عقود على عرض الفيلم، وتغيير الإدارة والصحافيين في تلك الصحيفة الأميركية التي يتم توزيعها على نطاق فيدرالي في ولايات أميركا الخمسين، أنها خصصت في اليوم نفسه «21 أكتوبر 2015» صفحتها الأولى، لتصدر كنسخة طبق الأصل كما ظهرت في الفيلم قبل 30 عاماً! ساعتها أدركت أن هذه اللفتة الذكية من الصحيفة، تعكس وعي الإدارة ومالكيها بالدور الذي يقومون به كنموذج لبقية المؤسسات الصحافية الأخرى في أميركا والعالم، وهو إرث مهني تحرص عليه الصحيفة الأولى أميركياً منذ انطلاقتها في 15 سبتمبر من العام 1982، وللحديث بقية.
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...
تأسست صحيفة «واشنطن بوست» عام 1877م، من قبل ستلسون هيتشينز، الذي جعل منها أول صحيفة في واشنطن تصدر يومياً ابتداء من عام 1880م، ثم باعها إلى فرانك هاتون، لتواجه الإفلاس عام 1933، ويشتريها رجل الأعمال...