


عدد المقالات 122
تجد عند العامة في غالبية المجتمعات العربية بعض الأمثال التي ما زالوا يرددونها بين الحين والحين، يأخذ بها كثيرون دون مزيد بحث وتفكير وتعمق في معانيها، حتى صارت تؤدي إلى معان أو أفعال غير مرغوبة.. أي أنها تُضرب في مواقف وأوقات لا تتوافق معها وتؤدي بالتالي إلى الإحباط والتثبيط.. وإليكم نماذج منها. يقولون لك: اتق شر من أحسنت إليه!! لماذا أتق شر من أحسنت إليه؟ أليس في هذا المثل ما يدعو إلى عدم الإحسان، لأن النتيجة المتوقعة أو كما يُراد أن يُقال عن الإحسان إلى الغير، بأنها ستكون شراً عليك؟! ومَن منا يريد أن يجلب لنفسه الشر هذه الأيام بل كل الأيام؟ بالطبع لا أحد. ولكن هل يعني هذا أن أتوقف عن الإحسان إلى الآخرين بغية تجنب شرورهم؟ الأمر بكل تأكيد فيه خلط عجيب. نحن المسلمين مطلوب منا الإحسان في كل شي، لأننا نعتقد أن الإحسان من الدرجات العليا من الإيمان، ولأن من يحسن منا تعاملاته مع الغير فكأننا نعبد الله ونحن نراه وليس هو يرانا فقط. فأية منزلة هذه؟ وأي شعور هذا؟ إنه شعور راق ومنزلة عالية، لأن الإحسان من أرقى التعاملات بين البشر بعضهم بعضا، فكيف ندعو إلى اتقاء شر من أحسنَّا إليه؟! هذا مثل أول. خذ مثلاً آخر على ما نتحدث عنه اليوم. يقولون لك: مد رجلك قد لحافك أو فراشك أعزكم الله وأكرم مقامكم جميعاً!! هذا مثل آخر محبط ولا أستبعد أنه مثلٌ يستخدمه الكسالى وغير الراغبين في الإنتاج والعطاء والسعي والبحث عن الأفضل والأجود.. قد يكون مقبولاً هذا المثل حين الحديث عن متاع الدنيا وحين يبدأ المرء بالطمع فيما عند الناس من مال وجاه فيحاول أن يقلدهم ويكون مثلهم فلا يستطيع، وفي حالته يقال له المثل هذا.. لكن أن يعمَّم هذا المثل ليكون في كل مواقف حياتنا فهذه دعوة إلى الدعة والركون والكسل والسكون، وإلى عدم بذل الجهد، باعتبار أن كل واحد منا عليه أن يمد رجليه -أعزكم الله- على قدر لحافه أو قدرته أو علمه. لا، الأمر هاهنا يختلف تماماً. إن كانت قدرتك أقل من المطلوب منك فحاول أن تزيد منها، وإن كان علمك أقل فتعلَّم، وإن كان جهدك لا يفي بالمطلوب، فابذل جهداً أكبر وحاول واعمل ولا تستكن، وإن كنت ذا مال قليل فابذل الجهد لتنميته وزيادته، وثق أن هذا اللحاف سيتمدد بالضرورة حين يراك تسعى وتعمل وتبذل من الجهد الكثير. مثل ثالث يعمّق روح الإحباط في النفس يقول لك: القط العود ما يتعلم أو القط الكبير لا يتعلم!! بالطبع هذا مثل محبط لكل راغب في الازدياد من العلم الديني أو الدنيوي، باعتبار أن السن حاجز أمامه أو أمامها، خاصة حين يلوح في الأفق المثل القائل إن العلم في الصغر كالنقش على الحجر.. مما يزيد في إحباط المعتقدين بالمثل الثالث. نعم للسن دور في التعلم واكتسابه بشكل أسرع لاعتبارات فسيولوجية متعلقة بتكوينات الجسم الحيوية، ولكن لم يقل أحد بتوقف قدرة الإنسان عن التعلم في سن محددة. فلا سن لليأس في مجال التعلم، وهذا المثل ومن يقول به ويردده إنما هو شعار واضح للكسالى يرفعونه بين الحين والآخر، ليقولوا لمنتقديهم عن التوقف في عالم العلم والتعلم: دعونا وحالنا وشأننا، فلا نريد المزيد ولا يمكننا تقبل علوم ومهارات أخرى. لماذا؟ لأننا كبرنا، أو هرمنا أو هكذا يعتقدون أو هكذا يريدون أن يوهموا أنفسهم بذلك. أين هؤلاء من حديث اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد، أو اطلبوا العلم ولو في الصين، باعتبار المسافة الشاسعة بين الصين وجزيرة العرب يومذاك، وغيرها من حكم وأمثال تحث على طلب العلم إلى آخر نفس أو آخر لحظة في العمر.. هل يعني هذا أن كثيراً من الأمثلة بحاجة إلى مراجعات وتصحيحات؟ لم لا؟ فكل شيء قابل للتعديل والتصحيح والتغيير في عالم هو يتغير بنفسه، لا يخلد فيه شيء.
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...