إدارة الموارد البشرية

إن صلحت إدارة الموارد البشرية صلحت المؤسسة بأكملها، فإن إدارة الموارد البشرية هي أساس نجاح المؤسسة مهما كانت هناك وسائل أخرى متاحة لاسيما في تطوير العلوم البشرية، حيث ساهمت في تقدم وتطوير المورد البشري وبالتالي ينعكس على كفاءة العمل. إن إدارة الموارد البشرية أصبحت جزءاً من الهيكل التنظيمي لأي مؤسسة، حيث تعتبر من اهم الإدارات الدائمة للقطاعات التخصصية تؤثر بشكل ملحوظ في أداء وإنتاجية أي مؤسسة. كمًا أن إدارة الموارد البشرية تعتبر الشريك الإستراتيجي لتحقيق رؤى وأهداف ورسالة أي مؤسسة، وترجع أسباب الاهتمام بالموارد البشرية لعدة أسباب مرت بها: أولا الاهتمام بالتطور الصناعي في العصر الحديث ساعد على وجود الهيئات العمالية المنظمة وظهور المشاكل من العاملين والإدارة مما أدى إلى وجود إدارة تعنى بالاهتمام بشؤون الموظفين بشكل تخصصي والنتيجة الأخرى التوسع في التعليم وارتفاع المستوى التعليمي والثقافي للعاملين والسبب الأخير ظهور النقابات والمنظمات العمالية وضرورة الاهتمام بعلاقة الموظف والإدارة. وهناك مراحل مختلفة أدت إلى تطور إدارة الموارد البشرية. المرحلة الأولى: مرحلة بداية الثورة الصناعية التي كانت تستخدم أدوات صناعية بسيطة جدا. المرحلة الثانية: الإدارة العلمية لأبي الإدارة تايلور وظهرت أسس الإدارة باختيار الموظفين بناء على مهارتهم وقدرتهم على القيام بالمهام الوظيفة والاهتمام بالموارد البشرية وتعلمهم للوصول إلى المستوى المطلوب للعمل. والمرحلة الثالثة: ظهور منظمات عمالية في بداية القرن العشرين ونمت هذه المنظمات، من أبرز هذه الأمثلة النقابات العمالية التي حلت مشاكل العمال مثل تخفيف ساعات العمل ورفع الأجور. المرحلة الرابعة: في بداية الحرب العالمية الأولى والتي أظهرت أدوات وطرقا جديدة لاختيار الموظفين، وذلك لتفادي فشلهم للقيام بالمهام الوظيفية بعد التوظيف. المرحلة الخامسة: وكانت بين الحربين العالمية الأولى والعالمية الثانية تم التركيز على العلاقات الإنسانية ورضا الموظفين وتوفير الظروف المناسبة للعمل. المرحلة الأخيرة من بعد الحرب العالمية الثانية حتى الآن والتي أظهرت توسعا في نطاق الأعمال التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية بالاستقطاب والتعيين والتدريب وترشيد العلاقات الإنسانية. وإن إدارة الموارد البشرية الآن ضمن المؤسسة الحديثة يقع دورها في التخطيط الإستراتيجي للمنظمة، حيث يجب ربط التخطيط الإستراتيجي للموارد البشرية من جهة بخطط العمل واحتياجاته من جهة أخرى. وخلق بيئة عمل إيجابية وتحديد الموظفين وأدائهم وربطها بالمنافع والحوافز حتى تتم مكافأتهم على جهدهم وإشراك الموظفين في اتخاذ القرارات يشعر الموظف بأنه جزء من هذا الكيان وبينهم في زيادة الإنتاجية.