alsharq

سارة بنت علي الخاطر

عدد المقالات 58

خالد مفتاح 04 أكتوبر 2025
سفر عظيم
مريم ياسين الحمادي 04 أكتوبر 2025
المعلم صانع الأثر

إبراهيم باشـــا

24 يناير 2013 , 12:00ص

ذلك الرجل عظيم الطموح والذي كان المتسيد الأكثر شـراسة في بلاط السلطان العثماني سـليمان القانوني، والذي دخل في صراع طويل مع السلطانة هيام، كما هو الحال في كل الدنيا فيما يسمى «نصيب الأسد»، أو بشكل آخر «صراع السلطة».. إبراهيم باشا الصقرجي الذي التقاه السلطان ورفعه إلى مقام الوزير الأول، وزوجه بأخته لم يكن هو الصورة الوحيدة لهذه النوعية من الرجال في التاريخ، بل ربما احتل التاريخ بشكل عام مجموعة من الرجال المغمورين، والذين كانوا من أهم أسباب تقدمهم أنهم كانوا يعرفون ماذا يريدون، وسخروا كل ما يملكون من إمكانات لهذه المعرفة من علم وأدب وتاريخ ولغات وموسيقى وشعر، وخاصة أن مثل هذه الشخصيات قد حباها الله بذكاء فطري، وحس مخابراتي، ولسان مفوه، وقلب يقظ، وقبل ذلك كله ما يسمى بـ «التوفيق»، أو علمياً كل ما يحيط بالشخص من عوامل سياسية واجتماعية وفكرية تكون في صالحه، مثل هذه الشـخصيات التي أتت من أوساط اجتماعية أقل من عادية، دائماً تعمل على أن تكسب ود الآخرين بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان يدعوها ذلك إلى ارتكاب المعاصي، فالغاية تبرر الوسيلة، كما قال ميكافيللي، والأشد من ذلك أنها تتقبل من الآخرين كل ما تتعرض إليه من إهانات، ربما لا يتقبلها من يتمتعون بوضع اجتماعي مرموق، ويبدأ بتصفية كل من يقف في طريقه لتحقيق غايته المثلي، وعادة هذه الشخصيات تتمتع بهدوء وأدب أمام من يودون كسب مودتهم، وشراسة أمام الأشخاص الأضعف منهم، يبدأ معهم التخطيط والطموح منذ أن يلتحقوا بذوي السلطة، فيبدأ علوهم ويبرز نجمهم، مداخلهم في ذلك: 1- رضا أسيادهم عليهم في مقابل تسهيل سبل المتعة لأسيادهم. 2- خلق الصراعات بين كل من يحيط بذوي السلطة حتى يبدأون في الفناء واحداً تلو الآخر. 3- السيطرة التامة على الخدم والحشم حتى وإن دبت النملة تسمعوا لها، فهم مستعدون لقرصتها. 4- التلويح بأهميتهم ومكانتهم لكل قريب وبعيد، وحتى يبدأ الناس يخطبون ودهم دون شعور منهم. وفي نهاية الأمر يصِلون، وسط صيحات من الاستنكار والتعجب، وتساؤلات من تعلوهم الدهشة كيف وصلوا؟ وتبدأ تحيط هؤلاء مجموعة من القصص، ومنها علاقتهم بالسحرة والمشعوذين، أو قدرتهم على التدليس والكذب، وكل هذا جائز، فالهدف أن يصلوا وليس هدفهم أن يكونوا قديسين. ومن ضمن تركيبتهم الشخصية أنهم في بادئ الأمر لا يكرهون الشخص الملتصقين به، ولكن ما إن يصلوا أو يصل هذا الشخص صاحب السلطة بهم وهو يداهم جنوده المخلصين، وما إن يثق أصحاب هذه الشخصية بسيطرتهم التامة على زمام الأمور حتى يبدأوا بالتكشير عن أنيابهم والانتقام من كل الأشخاص الذين استهزءوا بهم، أو استنقصوهم، أو يحاولون منافستهم في تصفيات دموية تقشعر منها الأبدان وعبارتهم الشهيرة «نحن من صنعنا هذه السلطة» إلى أن يفيق رب السلطة في لحظة ما، ويرى أن هؤلاء الأشخاص الذين كان يثق بهم ولا يرى الدنيا إلا ممن خلالهم، هم من يسودون صفحته التاريخية، وينسبون أفضال السلطة لهم، وتأتي هنا لحظات التصفية الكبرى التي قرأنا عنها في كل العصور مع أبو سلمة الخلال، وأبو مسلم الخراساني، والبرامكة، وبدر خادم عبدالرحمن الداخل، ومحمد بن أبي عامر، وغيرهم ممن يحفل التاريخ بهم، وحتى أصحاب السلطة صنعوا هذا الشخص، وكانت لهم أهدافهم في صناعته حتى يكتب التاريخ أنهم كانوا الأبطال الصناديد، وأن بطانتهم كانت تفسد عليهم تاريخهم، ولكن في اللحظة المناسبة سيبطشون بهم متلذذين بتلك اللحظة، نحن من صنعناهم ونحن من ننهيهم، فأصحاب السلطة لا يحبون من يذكرهم بلحظات ضعفهم وحاجاتهم وهؤلاء هم من شهدوا هذه اللحظات، وبدأوا يعزفون على تلك الأوتار حتى أصبحت السيمفونية مجرد أسطوانة مشروخة لا تجلب إلا الآهات. تحياتي لكل الشرفاء في التاريخ ممن كانت غايتهم ووسيلتهم لا تقبل القسمة على اثنين. وقفة: الطموح حق لكل إنسان، ولكن أدواته سهام مصوبة، وجروحه مميتة، ومعاركه دامية، وقد يضخم الأنا ويغرر بصاحبه حتى يرديه صريعاً.

غبار الأفكار

«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...

إثر حادث أليم

«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...

قطري ليس من قطر

السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...

القيادة الجهنمية

بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...

فلسفة الموت والحياة

إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...

الرقص مع الذئاب

الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...

اعتزلنا يا.. دكتور

يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...

هزيمة امرأة

تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...

سراي عابدين

المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...

نعتذر يا خليفة المسلمين

الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...

ببطن الأرض أحياء

في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...

المصير (3) لقد ضيقت واسعاً

ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...