alsharq

سارة بنت علي الخاطر

عدد المقالات 58

د. زينب المحمود 21 سبتمبر 2025
كمال الستر
رأي العرب 22 سبتمبر 2025
حضور قطري فاعل

فلسفة الموت والحياة

15 يناير 2015 , 04:00ص

إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل أبعادها والطرق الانتقالية فيها هو الأنبياء. كل الشعوب عرفت حقيقة الحياة والموت، ولكن هناك أمة واحدة تعرف كيفية الموازنة بين الحياتين المرئية واللامرئية، هم المسلمون، وذلك لأن نبينا هو الإنسان الوحيد الذي عايش التجربتين في أثناء رسالته في رحلتي الإسراء والمعراج، إن الإيمان بقدر بساطته ووضوح الشواهد عليه بقدر تعقيده وصعوبة فلسفته، لذلك عندما جاء جبريل عليه السلام وجلس عند النبي (ص) وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان فبقدر سهولة السؤال وسهولة الإجابة تظل هذه الأسئلة أهم ثلاثة أسئلة في الكون، وإجابتها تتطلب يقيناً وإيماناً في تشكيل فلسفتنا الحياتية، نحن الأمة الوحيدة التي تجد الموت معبراً للحياة، نحن الأمة الوحيدة التي تطلب الحياة من خلال الموت. عندما كنا ندرس أن ألب أرسلان في معركة ملاذ كرد طلب من المقاتلين ارتداء الكفن، ما كان يهدف هو وجنوده للموت فقط، بل لتحقيق هدفين، كانا هما أسباب النصر التاريخي اللامعقول، أولاً أن الكفن هو أرخص وأثمن قطعة نرتديها، كما أن الموت والحياة أهم فكرتين تصحبنا في كل مجريات حياتنا. ثانياً: إرهاق العدو فإذا كنتم هنا من أجل الموت واسترجاع أراضيكم، فنحن هنا من أجل الحياة، سواءً انتصرنا أو استشهدنا، نحن أمة لا نعرف الموت الحقيقي الذي تعرفه الشعوب، لذلك أستاء من أصحاب الفكر المتطرف الذين يرفعون شعارات الموت، بل وصل الأمر بأحدهم أن يجيب الصحافي الأجنبي بطريقة لا تحمل حقيقة الإسلام، فعندما سأله أتربون أطفالكم من أجل الموت؟ فرد قائلاً نعم، فرد الصحافي أنا أربي أبنائي من أجل أن يعيشوا لا من أجل أن يموتوا. هذه الإجابات غير المدروسة جعلت من العالم يتخيل أن المسلمين أمة لا تقدر قيمة الحياة، بل هي مخلوقة من أجل الموت. فهم يحملون الموت معهم أينما حلوا، واستطاع أعداؤهم تجريمهم وإلصاق التهم بهم. ألسنا الأمة التي قرأنا في سير علمائها أنهم في لحظة احتضارهم كانوا يطرحون أسئلتهم على الآخرين ليستوضحوا إجابة علمية في أي شأن، حتى إن أحدهم عندما تعجب الآخرون من فعله، هل هذا هو الوقت الذي تسأل فيه عن مسألة علمية وأنت تودع الحياة؟ فرد عليهم كرهت أن أخرج من الدنيا دون أن أفهم المسألة، هذه هي الفلسفة الحقيقية للموت. نحن الأمة التي تتعامل مع العالم اللامرئي على أنه مرئي، بل يتعايش العالم غير المرئي معنا في أفراحنا وأحزاننا ومشاعرنا، لم نر جبريل -عليه السلام- ولكننا نعلم أنه يحب هذه الأمة ونبي هذه الأمة، كثيراً ما كانت تستوقفني الآية «من كان عدواً لجبريل»، وكنت أتساءل كيف يعادون جبريل وهم لم يروه؟ أما اليوم فأعلم حقيقة أن هناك مشاعر تربطنا بالعالم غير المرئي، هذه مشاعر قديمة حملت ممن كانوا حقيقة يتعاملون مع السماء «إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه»، فإذا كان حقده على آدم الذي لم يخلق بعد قاده إلى عصيان ربه، فكيف بمن كان دائماً صاحب خطوة في العالم السماوي (الروح الأمين)، اليوم ونحن نتعبد الله نستشعر بقيمة هذا العالم، بل نستطيع أن نستشف الروح التي تعيش في داخلنا فهي من العالم غير المرئي، لتنقل لنا صوراً من ذلك العالم فيما يسمى بالرؤيا الصالحة الصادقة أو استشعار الحدث، قبل أن يقع في تفسيرات قد يصعب على العالم تحليلها، ولكننا موقنون بها، نحن الأمة التي استيقنت (صدقت) كلمة جبريل عليه السلام لمحمد (ص)، صدقت عند رده على السؤال ما الإحسان؟ أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك. إذاً نحن نعيش بكل جوارحنا حقيقة العالم غير المرئي، والموت فقط هو ما يحملنا إليه، وهذا يخلق توازناً بين الحياتين. إذاً في كلتا الحالتين نعمل من أجل الحياة، فالإسلام من أجل الحياة شعارنا، ما تتناقله وسائل الإعلام اليوم من أن المسلمين يشكلون فوبيا الموت الذي يحمل بين أجنحته رائحة الدماء هذا غير صحيح، لقد كفر الإسلام كل من قتل إنساناً بغير وجه حق حتى ،وإن ادعى الإيمان نفاقاً، وهو على أرض المعركة (أشققت عن صدره)، نحن أمة «لكم دينكم ولي دين»، ألم تتفكروا لماذا لم يبعث الرسول (ص) رجلاً -وما أكثرهم- إلى مكة ليقتل أبا جهل خلسة ليرتاح المسلمون من كفره وكيده، أو حتى لاغتيال أبي سفيان، وذلك لسبب واحد فقط أنه كان يأمل في إيمانهم وحياتهم. هل هناك مسلم حقيقي سيعاقب من أجل رسوم مسيئة (بهذه الاغتيالات)، ونبينا (ص) كان يرفض حتى مجرد الرد؟ ألم يكن اليهود يقولون (السام عليكم) أي الموت والهلاك، ويرد الرسول (ص) (وعليكم)؟ فغضبت أمنا عائشة -رضي الله عنها- فقالت (السام والذام وغضب الله الجبار عليكم)، فنهاها الرسول (ص) عن ذلك وقال لها إنه يستجاب له ولا يستجاب لهم. نحن أمة ينقصها استيعاب السنة النبوية بشكل صحيح، الرد دائماً يكون بالتخطيط لا بالعنف، وهذا ما نطمح إليه من قيادة الأفكار وقيادة الأمة، وتحويلها من أمة انفعالية إلى أمة تتسيد العالم بمخططاتها. تحياتي إلى كل من خدم أفكار هذا الدين ونقلها إلى العالم مفعمة بحب الله ورسوله، والقدرة على فهم فلسفة الحياة والموت. وقفة:- ما يحدث في العالم اليوم باسم الإسلام هو نتاج أمة انفعالية لا تستطيع أن تحول غضبها إلى خطة، بل إلى تخبط هي من تجني أشواكه وتدفع فاتورته.

غبار الأفكار

«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...

إثر حادث أليم

«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...

قطري ليس من قطر

السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...

القيادة الجهنمية

بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...

الرقص مع الذئاب

الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...

اعتزلنا يا.. دكتور

يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...

هزيمة امرأة

تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...

سراي عابدين

المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...

نعتذر يا خليفة المسلمين

الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...

ببطن الأرض أحياء

في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...

المصير (3) لقد ضيقت واسعاً

ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...

المصير 2 (كلية الشرطة)

خطوة رائدة من خطوات الدولة الكبرى بإنشاء المزيد من الكليات لإتاحة اختيارات تعليمية تناسب جميع طموحات الشباب المستقبلية. تبذل الدولة جهوداً جبارة للارتقاء بالإنسان القطري، فهذا نستطيع أن نلمسه في جميع القطاعات، ولكن ما ينفق...