عدد المقالات 58
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث فيما سمَّته بـ»نفض الغبار» عن هذه الكتب، وتقديم ما احتوته هذه الكتب بطريقة لا تَخَلق أي نوع من التناقضات عند القُرَّاء. طبعاً هذا الكلام أَحدَثَ الكثيرَ من الضجة، خاصة أن التغريدة كان فيها تطاولٌ صريح على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها استدركت الهجومَ بدفاعٍ مُغلَّف بكل أنواع البراءة الفكرية، بأنها أحبت أن تلفت النظرَ أن هذه العبارات موجودة في البخاري ومسلم، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لابن هشام.وبذلك هي مجرد إنسانة مفكرة تدعو إلى وجود نص جديد يُناسب أنصافَ المثقفين مثلها. نعم، ولأول مرة أجدني أكتب بلهجة حادة، لأنني إذا لم أغضب من أجل الله ورسوله فلن أغضب من أجل أحد. فهل تكتبين متطاولة على رسول الله «قتل أباها وأخاها وزوجها وتزوَّجها»، ثم تشيرين إلى وجود هذه العبارات في صحيح البخاري ومسلم، وتضعين خطًّا باللون الأصفر على العبارات لتقولي إنها ليست عباراتي. والله الذي لا إله إلا هو ما أساء للإسلام والمسلمين غيرُكم، وما أخرج الفرقَ الضالة إلا كتاباتُكم المبتورة، واستشهاداتكم التي تتصيد في الماء العكر، مبتعدة عن الرواية الحقيقية في أصلها، وفي طريقة سردها، وما لابسها من ظروف. من تقصدين «قتل أباها وأخاها وزوجها؟» أنت تعنين رسول الله، محمدا عليه الصلاة والسلام في واقعة زواجه من السيدة صفية بنت حيي بن أخطب. هل تعلمين أنها أسيرة حرب لدحية الكلبي، وأسيرة الحرب عند كل الشعوب والديانات تعتبر من الغنائم!. من الذي جرها إلى أن تكون أسيرة، أليست خيانة أهلها لرسول الله في معاهداتهم ورغبتهم في قتله، فكانت النتيجة محاربة رسول الله لهم، وأسر صفية، فلم يرض رسول الله بسبيها فاشتراها وأعتقها، وجعلها زوجة له، أي تشريف هذا، وكان يستطيع أن يذلها، ولكنها حفيدة هارون عليه السلام فأكرمهما. أختي هذه الكتب لا تحتاج إلى إعادة صياغة، ولا إلى نفض الغبار من عليها، إنها تحتاج إلى قارئ استدعى كل ملكاته الفكرية معه أثناء القراءة. لا يجدر بك قراءة أي نص بعيدا الطريقة التي يجب أن يقرأ بها، ألا تدركين أن هذه الأحداث تحتاج منك إلماماً بالفقه والتاريخ وكثير من أنواع العلوم التي لا يتسع لها وقتك السامي، وقد أنهكتِ قواك العقلية في البحث عن هفوات في هذه النصوص. عليك وأنت تقرئين هذه الكتب أن تستوعبي جيدا أن هذا ليس كتاب طبخ، ولا أتيليه للدراعة، هذه كتب تحتاج إلى أفئدة وعقول تعطي كل حرف فيها حقه من القراءة. وعليك أن تعلمي أيضًا أن هناك ظروفا استدعت الفعل، وهي تخص الحدث نفسه ولا تتعداه إلى غيره. ولأضرب لك مثالا: كان ابن عباس يفتي بفتويين لرجلين أتيا له في نفس المجلس، وفي نفس الظروف.. جاءه رجل وسأله أللقاتل توبة؟ قال: لا. وجاءه آخر في نفس المجلس وسأله نفس السؤال: أللقاتل توبة؟ قال: نعم. فتعجب الناس! فقال: ذاك جاءني وفي نيته القتل، فقلت لا حتى أقطع عليه الطريق. وهذا جاءني وقد قَتَل فلم أشأ أن أغلق عليه الباب. هل كنتِ ستقولين إن ابن عباس متناقض، ولكنها درجة من العلم والفضل لا يصل إليها علمُك الذي التحف بغبار الكتب، أختي دعي قراءة هذه الكتب وتفسير نصوصها بغبارها لمن هم جديرون بقراءتها، ولا تنهكي إبداعاتك العقلية بدراسة هذه النصوص، ولا أناملك الذهبية بكتابة تغريدات عنها، حتى لا تصابي بزكام فكري من غبار النصوص. وقفة: ما نراه اليوم من تطاول بالكلمات والسب والقذف تجاوز كل الخطوط الحمراء، وكله بدعوى حرية الرأي لكل الذين يتجرؤون عليكم بقراءة كتاب الله لتتعلموا أن الخطاب والحديث له أدب. هناك موضوعان في القرآن أشار فيهما إلى حادثتين عظيمتين بكلمة هذا فقط، حرصاً على غرس قيمة التأدب في تداول الحديث. انظر إلى بلاغة القرآن الكريم (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا)، وفي حادثة الإفك (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ).
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...
خطوة رائدة من خطوات الدولة الكبرى بإنشاء المزيد من الكليات لإتاحة اختيارات تعليمية تناسب جميع طموحات الشباب المستقبلية. تبذل الدولة جهوداً جبارة للارتقاء بالإنسان القطري، فهذا نستطيع أن نلمسه في جميع القطاعات، ولكن ما ينفق...