عدد المقالات 58
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل والهمة العظيمة والبيت الذي دعائمه أعز وأطول، إنه يوم لم نودع فيه شخصاً إنما ودعنا فيه جزءاً كبيراً من مشاعرنا وقلوبنا ومفاهيمنا وعظمة تاريخ آبائنا وأجدادنا في قطر، نعم قطر التي يلتفت إليها العالم اليوم مستكثراً عليها تواجدها القوي في الساحة العالمية، كانت وستظل منجبة لرجال يحفل بهم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فنحن أمة لم تتواجد من العدم، ولم تتقدم بالصدفة، وعليكم أن تقرؤوا التاريخ جيداً وتتبصروا به لتعلموا أن الأمم لا تتقدم قيد أنملة إلا إذا حوى سجلها سيراً عطرة ومآثر ملهمة أضاءت لها الطريق. إذا كان العالم يفتخر بحضارة آلاف الأعوام من المشاريع الحياتية، فإننا نفتخر بحضارة امتدت جذورها في أعماق الروح الإنسانية بما تمثله من روعة العطاء. كنا ولا نزال نفتخر بصفتي ((الشجاعة والكرم)) ونرى أنهما أعظم صفتين لا نتنازل عنهما تاريخياً ولا إنسانياً، بينما تعيرنا باقي الشعوب، وماذا تعني هاتان الصفتان أمام صروحنا وعجائب صنعنا؟! وتناسوا أن هاتين الصفتين تحتاجهما كل القضايا التاريخية والإصلاحات البشرية. هاتان الصفتان انطلق بهما الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة، وتمثلتا في شخص العظيمين أبي بكر الصديق -رضى الله عنه وأرضاه- عندما حمل جميع ما يملك فسأله الرسول (صلى الله عليه وسلم) ماذا تركت لعيالك؟ فيجيب ((تركت لهم الله ورسوله)). وما أعظم التركة!! وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه- في بيت رسول الله معرضاً نفسه للموت فداء لله ورسوله. في بدايات القرن الماضي وعلى مر التاريخ إذا عيرت رجلاً بقلة الثقافة والعلم لم يعتبرها سبة، ولكن إن عيرته بالجبن والبخل ليرتكبن بك جريمة يسمع بها القاصي والداني. ينظر العالم إلينا على أننا مجموعة من الأعراب جاءت إليهم الأموال بالصدفة ليتحكموا بمقدرات العالم، ولكن الله أعلم أين يضع رسالته وفضله، وقد علم أن أبناء هذه البقعة الجغرافية يمتلكون أعظم الصفات لأكبر مشروع إنساني تاريخي زلزل عروش كسرى وهرقل.. (الإسلام). إنني لا أعجب من قطر وقد تصدت لهذا الدور، فتاريخها يحفل بالرجال العظام، لا يمتلكون علم قارون ولا عظمة هامان ولا تشريعات حمورابي ولا تعاليم بوذا، ولكنهم يمتلكون شجاعة حمزة، وكرم عثمان، وحلم الأحنف بن قيس، وفصاحة الأكثم. هؤلاء الرجال من أبناء قطر لا نريد أن ننساهم، وفي الأصل ذاكرتنا تأبى أن تنساهم، بل تتشبع بذكراهم أفئدة أبنائنا وأحفادنا، إن صفحاتنا تحتوي على أسماء عديدة ولا عجب، فالعرب منذ العصر الجاهلي كانت تتقدم أسماء القبائل وتتأخر بعدد رجالها وصناديدها المشهود لهم. وإني لأعجب من لجان تسمية الأحياء والمناطق كيف أغفلت أسماء رجال في قطر، ونحن من خلالها لا نحيي ذكرى رجل بل نحيي تاريخ أمة وبلاد صغيرة بحجمها عظيمة بصنائعها من الرجال. لا أجد مبرراً واحداً لإطلاق الأسماء التالية على شوارع في قطر، فما معنى إطلاق اسم شاع بشار بن برد وابن الرومي وغيرها على كثير من الشوارع، وأتساءل هل قرأتم تاريخ الرجلين؟ وهل يستحقان تخليد اسميهما؟ ألا تعلمون أن بشاراً أجمعت الكثير من الروايات التاريخية على اتهامه بالزندقة والكفر!! وكان ابن الرومي رجلاً ساخطاً من القدر!!! نعم كانا شاعرين كبيرين ولكن هذا يصلح كموضوع لصفوف معلمي تاريخ الأدب والشعر، ولكنه لا يصلح لأن يكون ذكرى مخلدة نحكي عنها لأبنائنا، قيمتهما في التاريخ من جودة شعريهما لا من عظيم صنائعهما، وإني لأسعد بوجود اسم رجل مثل عروة بن الورد على أنه شاعر من الجاهلية، ولكن شعره تحلى بالخلق العظيم، وقد اشتق الغرب قصة روبن هود من سيرته وهم يحيون أسطورة بأفلامهم الهوليوودية، بينما كانت واقعاً عظيماً في سير رجال العرب. ذهب الوالد الكبير خالد بن عبدالله العطية إلى قبره، ولكنه خلف من ورائه إرثاً عظيماً من كل صفات الرجال العرب على مر التاريخ، ضمن أعظم ويكبيديا تاريخية نذكرها لأبنائنا، وأعظم حقبة إنسانية مهدت لقطر انطلاقها، امتداداً من مؤسسها الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني طيب الله ثراه. تحياتي العظيمة المليئة بكل ألوان الحب والفخر والاعتزاز لرجال أتمثل فيهم قول الشاعر: الناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء وداعاً أبانا خالد، ربما ودعنا التراب للتراب، ولكننا ما استطعنا أن نودع روحكم التي كانت غيمة أمطرت وأثمرت وعلت أغصانها في نفوسنا التي تجلكم. وقفة: إننا في أيام عظيمة من شهر رجب الذي شهد رحلة الإسراء والمعراج لنبي الأمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، إنها رحلة غيرت من مفهوم الإنسانية للكون، وانتشلت الفكر بواقع زماني ومكاني غير مشهود، وما زلت أتساءل كيف امتلك أبوبكر الصديق ذلك الفكر المتوقد في التصديق والدفاع عن الرسول، إلا إذا كانت هذه الأمة عرفت من الرجال الملهمين ممن تعدوا حواجز التصورات البشرية.
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...
خطوة رائدة من خطوات الدولة الكبرى بإنشاء المزيد من الكليات لإتاحة اختيارات تعليمية تناسب جميع طموحات الشباب المستقبلية. تبذل الدولة جهوداً جبارة للارتقاء بالإنسان القطري، فهذا نستطيع أن نلمسه في جميع القطاعات، ولكن ما ينفق...
