


عدد المقالات 205
عندما هلت أخبار مقتل معمر القذافي، اعتقدت بأنه خبر كاذب كما قد قُتل خميس القذافي ست مرات من قبل، وكما قد اعتُقل باقي أبناء القذافي من قبل. لم أصدق إلا بعد مشاهدتي لصوره وهو مضرج بالدماء ومُسير بين أيدي الثوار. صور تصرخ بالذلة وتجبرك على الشعور بالشفقة، وعلى التحلي بالإنسانية تجاه الطريقة التي قُتل فيها. البعض يقول إنه توفي متأثراً بجراحه، وآخرون يقولون إن الثوار قتلوه، وفي كلا الحالتين لم يُعامل باحترام ولا رحمة، وكيف نتوقع ذلك من رجال أفقدهم معمر كل ما يملكونه؟ كيف نتوقع ذلك من رجال خرجوا مطالبين حق كرامتهم وحريتهم بكل سلمية ليُقابلوا بأوحش الطرق وبعدوان يقصف بيوتهم وأبناءهم؟ القذافي سَطر موته بيده، فنفس العدوان الذي قابل به شعبه قصف عمره، فلم يُعمر ولم يُعَمر! انتهت صفقة عزرائيل مع القذافي كما أنهى القذافي صفقات غيره في العقود الأربعة الماضية. فما أراد هذا المهووس بجنون العظمة إلا أن يسلك كل مسلك غريب ليُقنع الناس بشذوذه ويُوهم نفسه بتفرده. وها هو ملك ملوك إفريقيا، عميد الزعماء العرب، إمام المسلمين وخليفة الله على الأرض يدخل نفس الأرض التي دخلها شهداء ليبيا بالألوف من أجل وطنهم، ها هو يدخلها من أجل مجد واسم ضاعوا مع بقايا ممتلكاته وخزعبلاته وأبنائه، ها هو يدخلها جرذاً، لا كما دخلها الشهداء، ملوكاً. انتهى كابوس أربعين سنة في دقائق، تم فيها القبض على الكابوس -معمر القذافي- ومن ثم قتله، لكن كوابيس الأمهات اللاتي فقدن أبنائهن باقية، وكوابيس الرجال الذين فقدوا مساكنهم وكل ما يملكون باقية، كل شبر خربه القذافي في ليبيا بقي، ولن يشعروا بلذة محاكمة الطاغية، ولن يشعروا بالراحة الكاملة التي تنهي حرباً دامية، لن يشعروا إلا بالحزن الدفين الذي يقلب صفحة الليل كل مرة تغرب الشمس فيها إلى أمد طويل. رحم الله كل الشهداء الذين لن يمسح دماءهم عن جبيننا سوى مقدرة المجلس الانتقالي على التقدم بليبيا إلى مرحلة جديدة يعمها السلم والرخاء، فهم لم يقدموا على الموت إلا من أجل وطنهم، ولن يرتاحوا في قبورهم إلا بعد أن يعم الأمن مكانهم.
تمت مشاركة كثير من الصور في الأيام الماضية عبر تطبيق «FaceApp»، الذي يحوّل صورة الشخص رقمياً إلى صورته بعد تقدّمه في السن. الجميع يريد أن يتخيل شكله بعد أن تجتاحه الشيخوخة، وأن ينهكه العمر، وأن...
الأخطار التي واجهت أجيال أجدادنا وأجداد أجدادنا، ماتت معهم. لا أحد يخاف اليوم من الموت لارتفاع حرارة جسده أو لعدم إمكانية وصول الطبيب أو الدواء إليه. المخاوف والأمراض التي هددت تلك الأجيال لم تعد تهددنا...
أين ذهب الوقت؟ في أي مدى تمددت الساعات والدقائق، وتركتنا وحدنا نعد الأيام والأسابيع بل والسنين؟ الإنسان يربط نفسه بنفسه بأفكار الفناء والخلود، يعيش وكأنه لن يذوق الموت، ليموت دون أن يعرف الحياة، مسلسل الدمية...
شاهدت مؤخراً «Manhunt: Unabomber»، وهو مسلسل مبنٍ على أحداث حقيقية. وتمحورت القصة حول محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية (FBI)، الإمساك بأحد أكبر المجرمين الذي أرهبوا الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن الماضي،...
الأمور التي لم يخبرك بها والداك عن الحياة، كثيرة. فعلوا ذلك إما لعدم معرفتهم بها ولعدم إلمامهم بكل الجوانب أو حماية للأبناء أو غفلة منهم أو ما عدا ذلك من الأسباب المختلفة التي نقنع أنفسنا...
في كرة القدم تُعتبر حركة التسلل هدفاً محققاً في معظم الأحيان، تكالبت عليه الأنظمة والقوانين والحكم والجمهور، أو على الأقل نصفهم. ما أكثر الأهداف التي يعتبرها الحكام حركات تسلل، وبعضها في حقيقتها غير مستحقة، أي...
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض النكات والتعليقات حول الشعوب الخليجية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي خصت بعض تصرفاتهم الظريفة والغريبة، وغيرها من التصرفات التي تميزهم. ولكن المثير والمضحك حول هذه التعليقات هي الإشارة غير...
هناك أمور يجب على أي انسان أن يحافظ عليها ويحترمها في نظري، أهمها: الماء والوقت. فإن أضعت الماء، أضعت حياتك، وإن أهملت الوقت، أهملت روحك. قد يبدو الماء والوقت للوهلة الأولى بلا أية قواسم مشتركة،...
شهدنا خلال الأسابيع الماضية أفعال «داعش» الفظيعة على أرض الواقع، في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، وفي تفجيرات تونس وفرنسا ومصر وغيرها من الدول، وشاهدنا أيضاً أفعالهم أو سيناريو مقارباً لها على التلفاز في...
أحاول أن أتحكم في وقتي قدر استطاعتي، وبما أننا في عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتوفر لنا هذا الرفاه عبر مواقع كـ «يوتيوب»، فبدل أن أنتظر برنامجاً أو أرتب جدولاً يومياً أو شهرياً...
كان قد بدأ «سناب شات» التطبيق الإلكتروني الواصل بين الأصدقاء والغرباء، طريقه على استحياء في 2011، حيث كان مستخدموه يتفاعلون فيه عبر إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة إلى أصدقائهم المقربين فقط، ثم تضاعفت أعداد مستخدمي...
لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟ يجب أن أوضح أمرين قبل أن...