alsharq

إياد الدليمي

عدد المقالات 188

حكومة العراق ودعم إيران وكذب الأميركان

23 أغسطس 2012 , 12:00ص

تناقلت العديد من وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر استخباراتية أميركية قولها إن حكومة نوري المالكي في العراق تعمل على التحايل على العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على إيران. طبعا التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية، لم ينشر سوى جزء من الحقيقة، هذه الحقيقة التي لو سألت عنها أي عراقي من الشمال إلى الجنوب، لزودك بمعلومات تفوق مئة مرة المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأميركية بل وأكثر دقة مما ورد في تقريرها. لا أستغرب مساعدة حكومة بغداد لإيران، ومحاولتها الدائمة لإنقاذ السيد وليس الحليف في طهران، وكنا كتبنا قبل عدة أشهر مقالا عن مهمة حكومة بغداد في الدفاع عن النظامين، وكتبنا قبله آخر عن آلية مساعدة حكومة بغداد لنظام طهران وبالتفصيل. الغرابة كل الغرابة أن يأتي تقرير الصحيفة الأميركية وكأنه كشف وسبق صحافي في بلاط سيدة الجلالة، أن يأتي وكأن واشنطن التي لم يمض على مغادرة قواتها العراق سوى أشهر قليلة، علمت الآن بأن حكومة بغداد تساعد نظام إيران في الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على طهران. إن كل ما جاء في تقرير الصحيفة الأميركية لا يعدو أن يكون قمة جبل الجليد الغاطس في وحل التآمر على الشعب العراقي، فلقد قامت حكومة بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية بإنشاء، ليس مصرف إيلاف المتهم حسب الصحيفة الأميركية، وإنما مجموعة مصارف صغيرة، لا تعدو أن تكون دكاكين مصرفية، هدفها الأساسي مساعدة إيران. بل الأكثر من ذلك، وهو ما أشرنا إليه في مقالات سابقة، قامت إيران بعمليات شراء واسعة للدولار من العراق بعلم وتنسيق بين حكومة بغداد وتجار صغار عراقيين، والأدهى والأمر أن إيران كانت تشتري تلك العملة الصعبة من العراق بأموال عراقية مزورة. وأتذكر جيدا عندما كنت في بغداد قبل عدة أشهر، كيف أن الباعة كانوا يتحرجون من أخذ عملة الـ10 آلاف دينار عراقي، لأنهم كانوا يقولون لك إن هناك كميات كبيرة من هذه العملة دخلت العراق عن طريق إيران. طبعا، وهو أيضاً متوقع، سارعت حكومة المنطقة الخضراء إلى نفي مثل هذه التهم، وقالت على لسان ناطقها الوفي الأمين، علي الدباغ إن حكومته لا تنوي الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، دون أن ينفي وجود علاقات جيدة مع إيران لا تريد حكومة بغداد قطعها. الأكثر من ذلك، أن هناك تقارير مفصلة نشرت في العديد من وسائل الإعلام العراقية، عن قيام وزارات عراقية بعمليات شراء واسعة لمواد وبضائع داخلة ضمن الحظر الدولي، لصالح إيران، حتى وصلت قيمة أحد هذه العقود إلى نحو 3 مليار دولار. لا يمكن بأي حال من الأحوال التسليم بأن حكومة بغداد لا تعلم بهذه المشتريات وهذه الصفقات، فهي أساسا المنسق لكل ذلك، وهي من يقف وراء عمليات تمويل كبرى لإيران، وصلت حد بيع النفط نيابة عنها، حتى تجاوز العراق صادرات إيران النفطية اليومية. ولعل إدارة أوباما علمت بأن حكومة المالكي سهلت عبور طائرات الإمداد والنقل الإيرانية إلى سوريا عبر العراق، حتى اضطر أوباما إلى مخاطبة المالكي بضرورة وقف مثل هذه العمليات. كل هذه المساعدات العراقية لإيران، جاءت طبعا على حساب المواطن العراقي البسيط، فلقد ارتفع سعر الدولار بشكل كبير، كما انشغلت العديد من وزارات حكومة المالكي بتأمين حاجات إيران الأساسية متناسية مهمتها الرئيسية في دعم المواطن العراقي البسيط. ليس مستغربا أن تقوم حكومة بغداد بمساعدة إيران، فهي بالنهاية تتعامل مع إيران معاملة العبد مع سيده، وهي تدرك جيدا أن حكومة طهران قادرة على خلع كل المسؤولين العراقيين من كراسيهم بتليفون واحد فقط. الغريب كل الغرابة هو أن تدعي واشنطن أنها لم تكن تعلم بكل تحركات حكومة بغداد في دعم جاريها، إيران وسوريا، وتدفع لنا بتقرير صحيفتها، وكأنها اكتشفت أسدا بابليا جديدا في تلال سامراء. لا أومن بنظرية المؤامرة، غير أني وببساطة جدا، أرى أن هناك مؤامرة ومؤامرة كبيرة جدا تحاك خيوطها حول المنطقة، مؤامرة متورطة فيها أميركا وإيران، فلا العراق يراد له أن يستقر عبر حكومة وطنية تعبر عن تطلعات شعبه، ولا سوريا يراد لشعبها أن يتخلص من طاغيته، إلا بعد أن تنهك، حتى لا تتمكن هي الأخرى من النهوض مجددا. أما إيران، فيبدو، ومن كثرة التصريحات التي تحدثت عن هجوم إسرائيلي أو أميركي وشيك على مفاعلها النووي، والتي مضى عليها نحو خمسة أعوام، فإنها الوحيدة التي يجب أن تبقى قوية في المنطقة، بعلم ودراية وتخطيط وعون أميركي إسرائيلي. عذرا ربما خيوط هذه المؤامرة أكبر من خيالاتنا، ولكن قد تكون هي الحقيقة التي ستتكشف عنها الصباحات القادمة.

بهذه الأفعال تحاربون داعش؟

في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...

هل تعود أميركا لاحتلال العراق؟

لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...

وضاعت صنعاء.. فمن التالي؟

نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

الحكومة العراقية الجديدة... القديمة

في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...

سنّة العراق والخيارات المرة

ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...

أين العالم من تهجير سنة البصرة؟

انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...

ماذا بقي من العملية السياسية في العراق؟

أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...

التقسيم ليس حلاً للعراق

تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...

حتى لا يضيع العراق مرتين

لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...

ثورة العراق تحاصر إيران

نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...