


عدد المقالات 196
الجميع يتحدث مع نفسه بصمت، ويثرثر بأفكاره الموجودة في عقله طوال الوقت، ملتزماً الهدوء رغم الضجيج الذي يشعر به في داخله. ولكن صاحبتنا هذه تقف أمام المرآة وتحدث نفسها بصوت عالٍ، واعتادت على فعل هذا الشيء، وتشكو الآن من ذلك، فقد ازداد حديثها مع نفسها في الآونة الأخيرة. سألت صديقتها المقربة إليها فقالت لها: من يكلم نفسه مجنون بالتأكيد أو به مس من الجنون، ولكنها عندما سألتني قلت لها: ما أعرفه أن العباقرة والأذكياء هم من يتحدثون مع أنفسهم بصوت عالٍ، فاطمئني يا صديقتي فوضعك طبيعي، وأجمل من الطبيعي، ولكن احرصي عندما تتحدثين إلى نفسك أن تكوني وحيدة في ذلك المكان، حتى لا تثيري سخرية أحد، أو ربما شكوكه في قواك العقلية. أنا شخصياً نظرتي لمن يحدث نفسه بصوت عالٍ أن به علة نفسية، ولكننا جميعنا نتحدث إلى أنفسنا بالتأكيد، ربما بصوت خافت أو صوت عالٍ في بعض الأحيان، ولكن العلة النفسية تكون في من يحدث نفسه كثيراً، وبشكل يومي ومتكرر، قد نحدث أنفسنا عندما نغضب من أحدهم، أو ربما هناك حديث لا نستطيع أن نقوله أمامه، فنحدثه في الخفاء دون أن يعلم، فمشاعر الإنسان كثيرة ومتنوعة يمتلئ بها صدره وليست كلها تقال، كما أنه من يخطط لشيء كإلقاء محاضرة أو تقديم شيء أمام جمهور من الناس لا بد أن يتدرب على ذلك في منزله، فنراه يقف أمام مرآته ويعمل (بروفة) لما سوف يقدمه، خاصة إذا لم يجد أحداً بالمنزل يأخذ دور الجمهور ويساعده في ذلك التقديم. إن الحديث مع النفس أمر طبيعي جداً ولكن بصمت، فنحن نحدث أنفسنا طوال اليوم بألف فكرة وفكرة، ونناجي أنفسنا خاصة إذا ساد الهدوء من حولنا، قد نحلل الأفكار، أو نفكر بالماضي أو ربما المستقبل، وقد نتخذ القرارات بناء على حديثنا مع أنفسنا، فالعقل يعمل بصورة دائمة ونحن في ثرثرة صامتة مع أنفسنا طوال الوقت. فجميعنا يمارس هذه الثرثرة، فما هي إلا أفكارنا التي يضج بها العقل، وتخرج أحياناً بصوتٍ عالٍ، ويرانا البعض نكلم أنفسنا وقد يشك أن بنا مساً من الجنون، ولا يلام على ذلك، فالمجانين يتحدثون مع أنفسهم بصوت عالٍ، ولكن العاقلين في بعض الأحيان يحتاجون إلى قليل من الجنون، ويتحدثون بصوت عالٍ حين يكسرون قيود ثرثرتهم الصامتة!
ومرة أخرى وأخرى سوف أتحدث عن اللطف! ببساطة كن لطيفاً وكوني لطيفة، كونوا لطفاء! هناك حتماً من لا تجذبه هذه الجمل، ويبقى بعيداً في عالمه المليء بالصراعات، قد يعاني وقد يستمتع بمعاناته وانشغاله بصراعاته! السر...
يعيش الإنسان حياته طامحاً في تحقيق أمنياته وأحلامه، ويسعى لأجلها، ولكن المكافح الذي يملك قوة الإرادة والعزم هو من يصل في النهاية. ويمكنني القول إن النجاح هو شعور الإنسان بالرضا عما فعله ويفعله، فهذا الشعور...
هي حلوة الكلمات، يكاد أن يكون كل ما تنطقه طيباً، فهي تمتلك سيلاً متدفقاً من الكلمات الجميلة، لذلك أعترف براحتي وانشراحي عندما أجالسها، كما أنها تمتلك حساً فكاهياً، فأحاديثها لا تخلو من المرح والمزاح الجميل...
دارت المناقشة أمامي بين امرأتين، وعلا صوتهما وسمعت بعض الكلمات النابية التي كنت أتمنى ألا أسمعها من إحداهن، بينما الأخرى رغم أن صوتها كان عالياً فإنها لم تتلفظ بألفاظ جارحة ولا كلمات نابية. حاولنا التدخل...
رغم أنها ليست صغيرة بالسن، ويفترض أنها ذات خبرة في الحياة، إلا أنها تصدّق أغلب ما تسمعه أو تقرأه من معلومات خاصة عن الأمراض، تفعل ذلك دون التحقق من المعلومة! والحق يقال: إنها قد تكون...
ربما لا أبالغ حين أقول إنني أحسدها في طريقة تعاملها مع الآخرين، وطريقة تعاملهم معها، فحتى السيئين تكتشف جمالاً فيهم، وتتغير طريقتهم في التعامل معها، وهذا هو السر عندما سألتها عنه، قالت لي: إنني أكتشف...
البساطة والجمال كلمتان تقترنان ببعضهما البعض، فحيثما نجد البساطة نجد الجمال كذلك، وكلما رأيت هذه المرأة أرى هذين الشيئين بها، وما يعجبني حقاً بها هو بساطتها، التي تطغى على جميع جوانب حياتها، فلبسها جميل بسيط،...
جلست معها، شخصية هادئة نوعاً ما، وتجاذبنا أطراف الحديث، وأخبرتني أنها تميل للوحدة الآن بعد أن ابتعدت عن أغلب الناس لحماية نفسها كما تقول، وأوصدت الباب أمام الكثير من الأصحاب والمعارف المتعبين والمزعجين من وجهة...
هي امرأة متدفقة بمشاعرها، ذات حنان بالغ لأبنائها، ومن حولها، ولكنني رأيتها اليوم شاحبة باهتة، مبتعدة عن الجميع، ولم تشارك معنا في الأحاديث، فسألتها عن السبب، ولكنها لم تجبني بإجابة شافية، وتركتها وأنا أدعو لها...
هي امرأة تحيط بها هالة من الوقار، أستطيع أن أقول عنها هادئة وصامتة! ولكنها قوية، قوية بهدوئها وصمتها ووقارها، قوية بارتياح الناس معها، فهي تجذب من حولها بتلك الصفات. وقد يكون الأمر غريباً لدى البعض،...
هناك أرواح نستطيع وصفها بأنها بلسم وعلاج للآخرين، وهناك العكس! أرواح مريضة سقيمة! فمن أي الأرواح أنت؟! اجلس مع نفسك قليلاً واطرح عليها هذا السؤال! هل أنت بلسم لمن حولك؟ هل تمتلك لساناً أكثر كلماته...
كثيراً ما لفتت نظري تلك المرأة بهدوئها وابتسامتها، ووجهها الذي يجلب الراحة لمن يراها. هي تعاني من مشاكل عديدة. ورغم ذلك، ابتسامتها لا تفارق محيّاها، ولطالما يصيبني الاستغراب عندما أجلس معها أو أحادثها. ابنها يعاني...