


عدد المقالات 196
جلست معها، شخصية هادئة نوعاً ما، وتجاذبنا أطراف الحديث، وأخبرتني أنها تميل للوحدة الآن بعد أن ابتعدت عن أغلب الناس لحماية نفسها كما تقول، وأوصدت الباب أمام الكثير من الأصحاب والمعارف المتعبين والمزعجين من وجهة نظرها، فهي ليست مجبرة على تحمّلهم وتحمّل أخطائهم. وهذا الكلام بحد ذاته شيء جيد، فقطع بعض العلاقات المؤذية أمر لا بدّ منه لراحة أنفسنا، ولكنك عندما تقطع الكثير من العلاقات عليك بمراجعة نفسك، فربما يكون الخطأ منك وأنت الذي تملك عيوباً لا تراها، فليس من المعقول أن أغلب من قطعت علاقتك معهم كانوا سيئين، فربما أنت سيئ في طريقة تواصلك وتعاملك وبعض صفاتك، ولكنك لا تعلم عن نفسك ذلك. وقد نرى كثيراً من الناس يفعلون ذلك، فهم متقلبون، لا يبقون على حال وسرعان ما ينقلبون على أصحابهم، وقد شدّني حديث لرسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم». وربما أدهشني هذا الحديث، فكنت أعتقد بواجب التخلص من العلاقات المؤذية والابتعاد عنها، ولكن ليس لدرجة أن يبقى الإنسان وحيداً، فجميع الناس بهم عيوب ولا يوجد شخص كامل، والصحيح أن نفعل كما أرشدنا الحديث أن نخالط الناس، ونتقبّل أذى البعض ونتجاهله، فالحياة مخالطة وتفاعل بين البشر، ولكن يجب وضع حدود معينة لهذا الاختلاط والتفاعل، عندئذ سننجح في علاقاتنا جميعها، وما كان مبنياً منها على الاحترام والكلمة الطيبة فسيثمر ويبقى، أما أن يبقى الشخص شبه وحيد بحجة أن أغلب من حوله سيئين، فهذا شيء خاطئ بالتأكيد وعليه مراجعة نفسه وتصرفاته، قبل أن يلقي اللوم على الآخرين. وهناك نقطة مهمة رأيتها لدى البعض وهي نقطة شائنة، فبمجرد أن تنتهي علاقتهم مع البعض يبدؤون بذمهم، والتحدث عن مساوئهم، ربما ليبرروا سبب ابتعادهم عنهم، وهم ليسوا مضطرين لذلك! فمن يبتعد عليه بالابتعاد بهدوء ورقي إذا اضطر للابتعاد عن بعض العلاقات المزعجة، ولكن عليه في الوقت نفسه أن يكون راقياً سامياً يذكر الودّ ويذكر أصحابه بخير مهما حصل منهم، ويلقي عليهم السلام إذا واجههم، فكريم النفس حقاً هو من يفعل ذلك، والحقير هو من يذمّ صاحبه بعد أن يقطع علاقته به ويعيبه ويفضح ستره. فسلام على القلوب الصافية والألسنة الجميلة، والنفوس الطيبة، سلام على من لا يتحدث إلا بخير، ولا ينطق أو يكتب إلا خيراً، سلام على من لا يوصد الباب، بل يجعل هناك فرجة، ويملأ قلبه تسامحاً وحباً وسلاماً وخيراً للجميع.
ومرة أخرى وأخرى سوف أتحدث عن اللطف! ببساطة كن لطيفاً وكوني لطيفة، كونوا لطفاء! هناك حتماً من لا تجذبه هذه الجمل، ويبقى بعيداً في عالمه المليء بالصراعات، قد يعاني وقد يستمتع بمعاناته وانشغاله بصراعاته! السر...
يعيش الإنسان حياته طامحاً في تحقيق أمنياته وأحلامه، ويسعى لأجلها، ولكن المكافح الذي يملك قوة الإرادة والعزم هو من يصل في النهاية. ويمكنني القول إن النجاح هو شعور الإنسان بالرضا عما فعله ويفعله، فهذا الشعور...
هي حلوة الكلمات، يكاد أن يكون كل ما تنطقه طيباً، فهي تمتلك سيلاً متدفقاً من الكلمات الجميلة، لذلك أعترف براحتي وانشراحي عندما أجالسها، كما أنها تمتلك حساً فكاهياً، فأحاديثها لا تخلو من المرح والمزاح الجميل...
دارت المناقشة أمامي بين امرأتين، وعلا صوتهما وسمعت بعض الكلمات النابية التي كنت أتمنى ألا أسمعها من إحداهن، بينما الأخرى رغم أن صوتها كان عالياً فإنها لم تتلفظ بألفاظ جارحة ولا كلمات نابية. حاولنا التدخل...
رغم أنها ليست صغيرة بالسن، ويفترض أنها ذات خبرة في الحياة، إلا أنها تصدّق أغلب ما تسمعه أو تقرأه من معلومات خاصة عن الأمراض، تفعل ذلك دون التحقق من المعلومة! والحق يقال: إنها قد تكون...
ربما لا أبالغ حين أقول إنني أحسدها في طريقة تعاملها مع الآخرين، وطريقة تعاملهم معها، فحتى السيئين تكتشف جمالاً فيهم، وتتغير طريقتهم في التعامل معها، وهذا هو السر عندما سألتها عنه، قالت لي: إنني أكتشف...
البساطة والجمال كلمتان تقترنان ببعضهما البعض، فحيثما نجد البساطة نجد الجمال كذلك، وكلما رأيت هذه المرأة أرى هذين الشيئين بها، وما يعجبني حقاً بها هو بساطتها، التي تطغى على جميع جوانب حياتها، فلبسها جميل بسيط،...
هي امرأة متدفقة بمشاعرها، ذات حنان بالغ لأبنائها، ومن حولها، ولكنني رأيتها اليوم شاحبة باهتة، مبتعدة عن الجميع، ولم تشارك معنا في الأحاديث، فسألتها عن السبب، ولكنها لم تجبني بإجابة شافية، وتركتها وأنا أدعو لها...
هي امرأة تحيط بها هالة من الوقار، أستطيع أن أقول عنها هادئة وصامتة! ولكنها قوية، قوية بهدوئها وصمتها ووقارها، قوية بارتياح الناس معها، فهي تجذب من حولها بتلك الصفات. وقد يكون الأمر غريباً لدى البعض،...
هناك أرواح نستطيع وصفها بأنها بلسم وعلاج للآخرين، وهناك العكس! أرواح مريضة سقيمة! فمن أي الأرواح أنت؟! اجلس مع نفسك قليلاً واطرح عليها هذا السؤال! هل أنت بلسم لمن حولك؟ هل تمتلك لساناً أكثر كلماته...
كثيراً ما لفتت نظري تلك المرأة بهدوئها وابتسامتها، ووجهها الذي يجلب الراحة لمن يراها. هي تعاني من مشاكل عديدة. ورغم ذلك، ابتسامتها لا تفارق محيّاها، ولطالما يصيبني الاستغراب عندما أجلس معها أو أحادثها. ابنها يعاني...
جلست معها وهي امرأة كبيرة في السن من جنسية عربية، ارتسم الحزن على وجهها فسألتها عن سبب ذلك، فأخذت تشكو لي من جارتها التي تعيش بقربها منذ سنين عديدة وتحبها كثيراً، ولكنها في بعض الأحيان...