alsharq

العنود آل ثاني

عدد المقالات 196

عطاء ونضوب!

16 سبتمبر 2019 , 04:04ص

هي امرأة متدفقة بمشاعرها، ذات حنان بالغ لأبنائها، ومن حولها، ولكنني رأيتها اليوم شاحبة باهتة، مبتعدة عن الجميع، ولم تشارك معنا في الأحاديث، فسألتها عن السبب، ولكنها لم تجبني بإجابة شافية، وتركتها وأنا أدعو لها بالخير والسعادة. هل ننضب أحياناً؟ أم ماذا يحدث لنا؟! ماذا يحدث للإنسان الذي تعوّد على العطاء والمشاركة؟ فتجده قد توقف أحياناً، ونضبت ينابيع العطاء لديه. إنني أتحدث عن العطاء المعنوي هنا، الذي يتدفق من مشاعر الإنسان وأحاسيسه، فالأم المعطاءة -على سبيل المثال- وهي خير مثال على العطاء، تعطي بكل ما أوتيت من قوة عطاء سخياً لأبنائها، بمشاعرها وأحاسيسها واهتمامها، ولكن قد يأتي وقت وتتوقف، تشعر بالتعب والإعياء، وكذلك بعض الآباء، وربما الزوج وربما الزوجة وربما الصديق وربما أي شخص كان يتصف بالعطاء والمشاركة وحب المساعدة، تنضب ينابيع العطاء لديه في يوم من الأيام، فما الذي حدث؟! إن من يعطي لا بد أن يأخذ، والذي يحدث مع البعض أنهم كرماء جداً بمشاعرهم وطيبتهم ولطفهم، ولكنهم لا يأخذون بقدر ما يعطون، ومع الأيام يشعرون بالتعب والإعياء. إن الشخص المعطاء هو الذي يعطي بلا مقابل، ولا ينتظر شيئاً من أحد، ومن المفترض أنه يأخذ ويستقبل بقدر ما يعطي، ولكن هناك من يستهلك نفسه بالعطاء، ويقصّر في حق نفسه، ليكتشف في يوم من الأيام أن بئره قد نضب، ولم يعد يستطيع أن يعطي شيئاً. لذلك علينا بالاتزان، والاتزان هنا يأتي بمعنى إدراك الأساسيات التي نعطيها لغيرنا من مشاعر وأحاسيس، فالقيم والمشاعر الجميلة كالحب والاهتمام وإحسان الظن والابتسامة والصبر وغيرها، هي في حد ذاتها مشاعر مغروسة في نفوسنا، ولها أثر كبير في عطائنا، وقد تكون أجمل ما نحمله لغيرنا، والمتزن العاقل يستطيع أن يعطيها لغيره باتزان دون إفراط ولا تفريط، ودون إهمال لذاته التي تحتاج تلك المشاعر أيضاً، فإذا أفرط الإنسان في عطائه نضب ذلك النبع الذي تتفجر منه المشاعر الجميلة، وإذا أفرط في عطائه قد يأتيه يوم ويبخل ويجف نبع عطائه، ولن يكون هناك عطاء، فمشاعرنا هي أسمى ما نملك، وأسمى ما يمكن أن نحافظ عليه، لأنها هي الملونة لحياتنا، وبدونها لا يمكن أن نرى الحياة بألوانها الجميلة، ولا يمكن أن نكون قريبين من أحد، وقد لا يؤثر فينا البعد في تلك الحال، وكأننا سنكون خارج العالم في مشاعرنا رغم أن أجسادنا موجودة به! فعطاؤنا مهما تدفق فسوف ينضب، لذلك علينا أن نتوقف أحياناً ونهدأ، لنبقى أقوى وأشد على المدى البعيد.

اللطف مرة أخرى!

ومرة أخرى وأخرى سوف أتحدث عن اللطف! ببساطة كن لطيفاً وكوني لطيفة، كونوا لطفاء! هناك حتماً من لا تجذبه هذه الجمل، ويبقى بعيداً في عالمه المليء بالصراعات، قد يعاني وقد يستمتع بمعاناته وانشغاله بصراعاته! السر...

النجاح في الرضا

يعيش الإنسان حياته طامحاً في تحقيق أمنياته وأحلامه، ويسعى لأجلها، ولكن المكافح الذي يملك قوة الإرادة والعزم هو من يصل في النهاية. ويمكنني القول إن النجاح هو شعور الإنسان بالرضا عما فعله ويفعله، فهذا الشعور...

ما هي كلماتك؟!

هي حلوة الكلمات، يكاد أن يكون كل ما تنطقه طيباً، فهي تمتلك سيلاً متدفقاً من الكلمات الجميلة، لذلك أعترف براحتي وانشراحي عندما أجالسها، كما أنها تمتلك حساً فكاهياً، فأحاديثها لا تخلو من المرح والمزاح الجميل...

من تصاحب؟

دارت المناقشة أمامي بين امرأتين، وعلا صوتهما وسمعت بعض الكلمات النابية التي كنت أتمنى ألا أسمعها من إحداهن، بينما الأخرى رغم أن صوتها كان عالياً فإنها لم تتلفظ بألفاظ جارحة ولا كلمات نابية. حاولنا التدخل...

الموسوسة!

رغم أنها ليست صغيرة بالسن، ويفترض أنها ذات خبرة في الحياة، إلا أنها تصدّق أغلب ما تسمعه أو تقرأه من معلومات خاصة عن الأمراض، تفعل ذلك دون التحقق من المعلومة! والحق يقال: إنها قد تكون...

اكتشف الخير في الآخرين

ربما لا أبالغ حين أقول إنني أحسدها في طريقة تعاملها مع الآخرين، وطريقة تعاملهم معها، فحتى السيئين تكتشف جمالاً فيهم، وتتغير طريقتهم في التعامل معها، وهذا هو السر عندما سألتها عنه، قالت لي: إنني أكتشف...

بساطة وجمال!

البساطة والجمال كلمتان تقترنان ببعضهما البعض، فحيثما نجد البساطة نجد الجمال كذلك، وكلما رأيت هذه المرأة أرى هذين الشيئين بها، وما يعجبني حقاً بها هو بساطتها، التي تطغى على جميع جوانب حياتها، فلبسها جميل بسيط،...

هل توصد الباب؟!

جلست معها، شخصية هادئة نوعاً ما، وتجاذبنا أطراف الحديث، وأخبرتني أنها تميل للوحدة الآن بعد أن ابتعدت عن أغلب الناس لحماية نفسها كما تقول، وأوصدت الباب أمام الكثير من الأصحاب والمعارف المتعبين والمزعجين من وجهة...

هل تكمن القوة في الصمت؟!

هي امرأة تحيط بها هالة من الوقار، أستطيع أن أقول عنها هادئة وصامتة! ولكنها قوية، قوية بهدوئها وصمتها ووقارها، قوية بارتياح الناس معها، فهي تجذب من حولها بتلك الصفات. وقد يكون الأمر غريباً لدى البعض،...

بلسم وعلاج!

هناك أرواح نستطيع وصفها بأنها بلسم وعلاج للآخرين، وهناك العكس! أرواح مريضة سقيمة! فمن أي الأرواح أنت؟! اجلس مع نفسك قليلاً واطرح عليها هذا السؤال! هل أنت بلسم لمن حولك؟ هل تمتلك لساناً أكثر كلماته...

هل تتقن هذا الفن؟!

كثيراً ما لفتت نظري تلك المرأة بهدوئها وابتسامتها، ووجهها الذي يجلب الراحة لمن يراها. هي تعاني من مشاكل عديدة. ورغم ذلك، ابتسامتها لا تفارق محيّاها، ولطالما يصيبني الاستغراب عندما أجلس معها أو أحادثها. ابنها يعاني...

في وقت متأخر!

جلست معها وهي امرأة كبيرة في السن من جنسية عربية، ارتسم الحزن على وجهها فسألتها عن سبب ذلك، فأخذت تشكو لي من جارتها التي تعيش بقربها منذ سنين عديدة وتحبها كثيراً، ولكنها في بعض الأحيان...