أزمة في الكويت

الحراك الشعبي الذي حدث في الكويت الأسبوع الماضي وانتهى بقيام البعض ممن يمثل المعارضة الكويتية باقتحام مجلس الأمة الكويتي، أعتبره ردة فعل ونتيجة منطقية لمسلسل التأزيم السياسي المستمر منذ فترة طويلة في الكويت. والذي خلق هذا التأزيم السياسي هناك هو التعطيل المتواصل لنصوص مهمة من الدستور الكويتي. والاستقرار في الكويت يتحقق بتفعيل تلك النصوص الدستورية المتعلقة باختصاصات السلطة التشريعية وأقصد هنا على وجه الخصوص حقها في استجواب رئيس الوزراء المذكور في المادة «100» من الدستور الكويتي الصادر سنة 1962، حيث تجيز تلك المادة لكل عضو من أعضاء مجلس الأمة توجيه استجواب لرئيس مجلس الوزراء عن الأمور الداخلة في اختصاصه. وحق مجلس الأمة في طرح الثقة عنه عن طريق إقرار عدم إمكانية التعاون معه، وذلك بأغلبية الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس، فيما عدا الوزراء كما تنص المادة «101» والمادة «102» من الدستور الكويتي. ومن يحرمها من ممارسة هذه الاختصاصات أو يمنع عنها هذه الحقوق أو يقطع الطريق عليها للوصول إلى ذلك هو في الحقيقة من يثير عدم الاستقرار في مسيرة الديمقراطية هناك.. ومع أن الدستور الكويتي يجيز لكل عضو في مجلس الأمة استجواب رئيس الحكومة، وإقرار عدم إمكانية التعاون معه -كما أشرت سابقا- بأغلبية الأعضاء المنتخبين، إلا أن الإشكالية هناك في تدخل القيادة السياسية في كل مرة تستدعي الأمور فيها الاستجواب في الأمر بقطع الطريق على الاستجواب وما وراء الاستجواب من سحب الثقة من رأس الحكومة، وذلك إما بحل المجلس أو حل الحكومة لمرات عدة، وللأسباب ذاتها الدافعة للحل. وكأنك يا بوزيد ما غزيت في الديمقراطية. وأعتقد أن سبب هذا التأزم مكانة رئيس الحكومة الاجتماعية وقرب نسبه من القيادة. لذلك وحتى تسير الكويت على بصيرة في الديمقراطية يجب منع أفراد الأسرة الحاكمة من الترشح لمنصب رئيس الوزراء. حتى لا يتكرر هذا التأزيم السياسي كلما نشب خلاف يستدعي الاستجواب بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ممثلة برئيسها. والكويت سباقة في الحلول التي تخدم مسيرة الديمقراطية عندها. ولها سوابق مميزة في التعامل العاقل مع إشكاليات الديمقراطية الكويتية. وقد قامت من قبل باعتماد حلول جيدة في هذا المجال مثل فصل منصب ولاية العهد عن منصب رئيس الوزراء حتى تتحاشى التعارض بين أحقية المجلس في استجواب رأس السلطة التنفيذية وإقرار عدم إمكانية التعاون معه وبين الاحترام الواجب والتقدير المفترض لمنصب ولاية العهد، وبذلك حظرت على ولي العهد تولي رئاسة الحكومة أيام الشيخ سعد العبدالله رحمه الله وغفر له. أعتقد من الحكمة وحسن التدبير أن تعتمد القيادة الكويتية سياسة أخف الضررين في التعامل مع الأزمة وتقوم باستبدال رئيس الوزراء حتى لا تتحول الأزمة إلى فتنة، الله هو العالم إلى أين تصل. إن إشكالية الديمقراطية في الكويت تنصب في كون المجلس التشريعي هناك يتعامل مع حكومة رئيسها من الأسرة الحاكمة، وبذلك فهو محصّن من عاقبة كل تقصير. وهذه الحصانة في حقيقتها تفريغ للقيمة السياسية للمجلس نفسه. أعتقد أن من شروط الإصلاح في الخليج أن تبتعد الدول عن اختيار رؤساء حكومات لهم وضع اجتماعي يحصن أفعالهم العامة من الانتقاد، أو أن طرح الثقة عنهم يؤدي إلى صدام مع القيادة السياسية، أو ينتج عنه إشكال سياسي بدعوى أنه يمت بصلة نسب إلى رأس الدولة. الأسلم للكويت حكومة وشعباً أن تقدم على الحل السياسي لهذه الإشكالية بترك رئاسة الحكومة لشخصيات من الشعب، وحظر المنصب على أفراد الأسرة الحاكمة هناك. حتى لا تثير وسيلة طرح الثقة في رئيس الوزراء كل هذه الزوبعة المستمرة منذ فترة طويلة في الكويت.. تغريد مستمر عيب يا حزب الله الظلم والاستبداد لا يبرر. ومع ذلك قام حزب الله بتبرير ذلك للنظام السوري بدعوى أنه نظام مقاوم. مع أن الغاية التي يسعى إليها المقاوم هي القضاء على المظالم. فكيف يستهجن حسن نصر الله الظلم الواقع على الشعوب العربية من قبل الصهاينة، وفي الوقت نفسه يستسيغ ظلماً بالدرجة نفسها -إن لم يكن أكبر- يقع على الشعب السوري من قبل النظام البعثي. هل الولاء لنفس الطائفة يستوجب أن يغض حسن نصر الله النظر عن إجرام بشار الأسد وينتقد بشدة أفعال الأنظمة الأخرى التي لم ترتق لا من قريب ولا من بعيد إلى درجة أفعال ولد العم الطائفي. اصطفاف حزب الله بجانب أبشع نظام استبدادي عربي يثير الشك في دور هذا الحزب هل هو خنجر في خاصرة إسرائيل. أم أنه خنجر مسموم في قلب الشعب السوري. كيف تحول من عون للمظلومين إلى لعب دور الفرعون عليهم. هل يقوم حسن نصر الله بإعادة تمثيل مشهد الحشاشين وقلعة الموت وحسن الصباح زمن الحروب الصليبية في الواقع العربي المعاصر.. سقوط النظام البعثي أمر لا مفر منه. فلتتق الله يا حزب الله في نفسك وفي دماء الشعب السوري وتبتعد عن دور الأستاذ لهذا الشعب البطل. فأطفالهم علموا العالم معنى الشهامة والتضحية. فاترك أسلوب التعالم في الحديث معهم، وأنقذ نفسك من السقوط في أعين الشرفاء. وانج سعد فقد هلك سعيد. ومن العيب يا حزب الله وقوفك بجانب عدو الله!!.. حزب البعث لم تجن الأمة العربية من حزب البعث العربي إلا الشر، سواء في عراق الطاغية صدام أو في سوريا الأسد.. ألا يحق لنا المطالبة بإقصاء هذا الحزب عن الحياة السياسية العربية للعقود القادمة حتى لا تتكرر مأساة الماضي. لماذا نلدغ من جحر البعث العربي أكثر من مرة، ومع ذلك ما زال بعض المثقفين يحسنون الظن بكوادره وقياداته. ألا نتعلم من أخطاء الماضي أم أن التكرار في الوقوع في الخطأ ديدن العرب.. مصطلح الإرهاب أشهر تعريف متداول بشكل غير رسمي لمصطلح الإرهاب هو استخدام العنف المسلح ضد المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية. وأميركا أدخلت على هذا التعريف عبارة «خارج نطاق الحروب» لتخرج بذلك أفعال إسرائيل من نطاق مصطلح الإرهاب بدعوى أن كل عنف يقع من إسرائيل سببه أنها في حروب مع الآخرين.. أما تعريف الإرهاب بشكل رسمي دولي فمختلف عليه، لأن هناك من يتخوف بشكل جدي أن تقع أفعال فصائل المقاومة ضد الاحتلال في فلسطين وغيرها في شرك التعريف.. احترام وتقدير حقق مقالي بعنوان «ثرثرة سميرة رجب» والمنشور في صحيفة «العرب» على الإنترنت يوم الخميس الموافق 27/10/2011 رقماً قياسياً، بتسجيل عدد مرات دخول تجاوزت 15 ألفاً في يوم واحد. ووصلت الردود عليه إلى 80 رداً.. فشكراً لهؤلاء القراء على حسن ظنهم بما يخط قلمي.. والاحترام والتقدير لكل من قام بالرد على الموضوع سواء كان مؤيداً للطرح أو معارضاً. وأعتذر لمن لم أتمكن من الرد عليه سواء هنا في جريدة «العرب» أو من خلال موقع التويتر أو عبر الإيميل الشخصي، وذلك لكثرة الرسائل. للجميع تقديري وامتناني واعتذاري.. وهذا المقال إنما هو اجتهاد من الكاتب لا يدعي العصمة فيه. ولا يلزم به أحداً إلا نفسه. وصدق من قال رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.. شكراً بومشعل مبروك لكل قطري وقطرية الإعلان الرسمي عن موعد الانتخابات للمجلس التشريعي منتصف 2013، هذه بداية المشاركة الشعبية في صنع الحدث القطري.. وننتظر المزيد من قيادتنا المحبوبة. من مثل توسيع نطاق هيئة الناخبين ورفع مستوى تشكيل المجلس ليصبح منتخباً بالكامل وزيادة صلاحياته، وهذا كله طبعاً بعد انتهاء فترة الحصانة الدستورية الممنوحة لنصوص الدستور، والتي تقرر منع تعديله إلا بعد مرور 10 سنوات من العمل به. مبروك علينا جميعا هذا الإعلان. وبومشعل ما يخلف الوعد إذا قال للشعب شيئاً صدق في قوله.. والسلام.