alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

جلاء سوفييتي وهدنة أميركية في أفغانستان

22 فبراير 2020 , 02:34ص

قبل 31 عاماً من هذا التاريخ، أكمل الاتحاد السوفييتي سحب قواته المنهزمة في أفغانستان بعد عقد كامل من الحرب التي أبادت الأخضر واليابس، فكان سبباً لكل ما جرى ويجري حتى الآن في المنطقة وربما في العالم، واليوم، وفي التاريخ نفسه وبعد 19 عاماً من تدخلها في أفغانستان لخلع حركة طالبان عن السلطة، تعلن واشنطن عن هدنة مع الحركة التي وضعت ولا تزال تضع قادتها على قائمة الإرهاب والمطلوبين، هذه الهدنة لمدة سبعة أيام يتم اختبار نوايا وصدقية الطرفين خلالها، ثم تطويرها إلى هدنة دائمة، وانسحاب ما تبقى لها من قواتها. اللافت والجالب للنظر هو توافق الحدثين وبتاريخ واحد، ما يمنح الحركة الطالبانية ومؤيديها دفعاً معنوياً قوياً، ويؤكد على أن خيارها العسكري الذي اتخذته منذ البداية، ولم تتخلَّ عنه، وهي تتجه إلى البيت الأبيض قبل شهرين من أجل التوقيع على اتفاق أعلنه الرئيس الأميركي في حينه ترمب، ثم يوقفه بنفسه بسبب عمليات عسكرية طالبانية استهدفت القاعدة الأميركية الأشهر في أفغانستان بغرام، وتسبب الهجوم حينها بمقتل وجرح أميركيين، ما دفع ترمب إلى وقف التفاوض. عاد من جديد ترمب إلى التفاوض، وبعد أن شنّ بعض مقرّبيه هجوماً على باكستان -كونها الداعم الأساسي للحركة- عادوا وصمتوا كما تعودوا ووسّطوا باكستان للتفاوض، لكن الأخيرة -الذي عرفت واشنطن في سنين الحرب والسلم، وفي سنين التوتر وضده- تمكنت على مدى عقدين من الزمن من التعامل معها، ورقصت مع الذئاب ورؤوس الثعابين، فكانت مع واشنطن في حربها على ما يوصف بالإرهاب، وبالوقت نفسه كانت تعمل على دعم ومساندة وتسهيل تحركات حركة طالبان عبر الحدود، وسيتحدث ربما المؤرخون لاحقاً بأن النصر الطالباني كانت باكستان شريكاً فيه، ولولاها لما تمكنت الحركة من إرغام القوات الأميركية على اتخاذ قرار بوقف أطول حروب الولايات المتحدة الأميركية في تاريخها حتى الآن. من الصعب التكهن فيما إذا كانت هذه الهدنة ستصمد أم ستنهار؟ لا سيما أن التجارب الماضية غير مشجعة على صمود وقف إطلاق النار، فثمة عُقد كثيرة في منشار هذه الهدن، وعلى رأسها دور الحكومة الأفغانية، ورفض الطالبان الدخول فيها، والقبول بدستورها الذي فصّله الأميركيون خلال وجودهم في أفغانستان، فالحركة الطالبانية منذ أن قامت عام 1995 وشرعيتها قائمة على تطبيق الشريعة الإسلامية، وعدم مشاركة الآخرين في الحكم، ولهذا، فقد خاضت معاركها مع كل الفصائل الأفغانية الجهادية أيام الحرب السوفييتية دون استثناء، ولا تزال حتى الآن على القناعة نفسها والشرعية. تراهن الحركة الطالبانية كثيراً على الاستنزاف الأميركي في أفغانستان، وتراهن على العقيدة العسكرية والسياسية لترمب وبنتاغونه، وهي عقيدة قائمة على سحب القوات الأميركية من أفغانستان والعراق وسوريا، وبالتالي، فطالبان تستغل هذه الاستراتيجية من أجل مزيد من الضغط على واشنطن، أملاً في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية لصالحها.

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...