alsharq

إياد الدليمي

عدد المقالات 188

وفاز المالكي!

21 مايو 2014 , 12:00ص

وانقشع غبار معركة الانتخابات في العراق، وخرج الدخان الأبيض من المنطقة الخضراء وسط بغداد، معلنا فوز نوري المالكي وائتلافه بتلك الانتخابات، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، ليؤكد من جديد وبما لا يدع مجالا للشك أن العراق يسير نحو هاويته، إن كان لم يسقط بها بعد. قبيل الانتخابات ووسط أزيز الرصاص وبين طوابير الموتى، والقتل الذي كان يتنقل بين المدن العراقية، كان الجميع شبه متفق، ممن شارك في العملية السياسية، أن نوري المالكي لم يعد صالحا للحكم، وأنه وطيلة فترتين انتخابيتين، فشل فشلا ذريعا في أن يقود دفة العراق، بل كان المسبب الأول لأغلب مشاكل العراق، وبات الجميع مقتنعين أن الانتخابات يمكن أن تؤدي إلى تغيير المالكي. البعض ربما ذهب بعيدا وتوقع أن يفشل المالكي انتخابيا، في حين كان البعض واقعيا وتوقع أن يفوز المالكي، ولكن ليس الأول في الانتخابات. ولكن لا يبدو أن أحدا ما توقع أن يفوز المالكي بهذا العدد الكبير من الأصوات متجاوزا أقرب منافسيه بفارق كبير، بل كبير جدا. لا ندعي على المالكي، رئيس حكومة العراق، ولا نتهم ائتلافه، ولكن فقط نقول، إنهم «سراق وحرامية»، وهذه في عرف ما يجري في العراق الجديد، ليست تهمة، بقدر ما هي توصيف لواقع قائم. وإلا هل يعقل أن السيد المالكي وائتلافه، دولة القانون، يفوز بأكثرية أصوات مناطق حزام بغداد، السنية، والتي تناصب المالكي العداء، بسبب طائفيته، وبسبب حربه المتواصلة عليهم؟ بل هل يعقل أن أبو غريب، التي خاضت حربا ضد ميلشيات المالكي وما يعرف بجيش العراق، قبل الانتخابات بشهرين، الأمر الذي اضطر المالكي إلى إغراق تلك المناطق، هل يعقل أن هذه المناطق المنكوبة والتي بدأت شتى الأمراض تنتشر فيها، تصوت للمالكي أو ائتلافه؟ هل يعقل أن ينتخب الضحيةُ جلادَه؟ هل يعقل أن تنتخب الأمُّ قاتلَ ابنها؟ هل يعقل أن ينتخب الأبُ سجَّانَ ابنِه ظلما وعدوانا؟ هل يعقل أن تنتخبه الأرملةُ التي فقدت زوجَهَا على يد ميلشيات المالكي؟ هل يعقل وهل يعقل وهل يعقل؟ ولكن في عرف عراق ما بعد الاحتلال الأميركي، كل شيء يعقل وكل شيء يجوز. نحن هنا لا نتهم المالكي وائتلافه ولا نهاجمهما، وإنما فقط نصف ما جرى ويجري، حتى يتأكد العالم أن حرامي بغداد الكبير وائتلافه، مصرون على أن يسيروا بالعراق إلى مصيره المحتوم ونهايته المؤلمة. الأكثر غرابة من ذلك كله، أن انتخابات لأقل من عشرة ملايين ناخب، استغرقت عملية إعلان نتائجها نحو 20 يوما، في حين أن الانتخابات الرئاسية بالهند، وبعدد الناخبين الذي تجاوز الربع مليار ناخب، لم تستغرق سوى أيام لتعلن النتائج، مع الفارق طبعا في التقنيات الحديثة التي استخدمت في انتخابات العراق قياسا بتلك التي استخدمت في الهند. لقد اعتقد البعض في لحظة حماسية ربما، أو في لحظة تفكير منطقية، أن المالكي يمكن أن يخسر في الانتخابات، وأن الصناديق ستقود إلى تغيير سلمي للمالكي، متوهما، وحالما، لا أكثر، وناسيا أو متناسيا أن المالكي صاحب مقولة «بعد ما ننطيها» أي لن نتخلى عنها، قاصدا في ذلك السلطة، قد شن حربا ضروسا على الأنبار، ومن قبلها على العرب السنة عموما، فقط ليؤكد لهم أن كل من لا يسير بركب سياسته الهوجاء سيسحق. نسي هؤلاء البعض، ممن توهموا أن التغيير في العراق يمكن أن يكون عبر صناديق الاقتراع، أن المالكي سخر كل موارد الدولة العراقية لخدمة ائتلافه في الانتخابات، بل إنه شكل كيانات سياسية نزلت إلى الانتخابات بأسماء عدة، لتصب أصواتها ومقاعدها البرلمانية لصالح ائتلافه، القانون. ينسى البعض، ثمانيا عجافا ويزيد من حكم هذا الديكتاتور، المتدثر بغطاء الطائفية، والمتلفع بملفع إيران الصارخ، والذي يمد الأسد ونظامه الإجرامي ليل نهار بأموال وأسباب الحياة ليحارب الأشقاء في سوريا، ينسى البعض أن شخصا هكذا لا يمكن له أن يجعل الانتخابات سببا لإزاحته من كرسي الحكم. المالكي اليوم وبعد هذا الفوز، لن يتخلى عن الكرسي، حتى إن سعى البعض، أو توهم ثانية، أن تشكيل كتلة برلمانية أكبر، سيمكنه من إزاحة المالكي. يبقى أن الانتخابات في العراق أفرزت مرة أخرى واقعا مريرا يتلخص بأن العراق لا يمكن له أن يغسل أدرانه التي علقت به منذ 2003، عبر صندوق شفاف. العراق حتى يغسل أدرانه اليوم بحاجة إلى ثورة، وثورة حقيقية، لا تبقي ولا تذر أحدا من رموز العملية السياسية، ومن شهود الزور الذي أسهموا في أن يصل العراق اليوم إلى حافة النهايات، خاصة بعد فوز المالكي الأخير.

بهذه الأفعال تحاربون داعش؟

في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...

هل تعود أميركا لاحتلال العراق؟

لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...

وضاعت صنعاء.. فمن التالي؟

نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

الحكومة العراقية الجديدة... القديمة

في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...

سنّة العراق والخيارات المرة

ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...

أين العالم من تهجير سنة البصرة؟

انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...

ماذا بقي من العملية السياسية في العراق؟

أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...

التقسيم ليس حلاً للعراق

تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...

حتى لا يضيع العراق مرتين

لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...

ثورة العراق تحاصر إيران

نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...