


عدد المقالات 393
مثل كل عام، شغل القرنقعوه، جزءاً من حوارات الناس، هل هو بدعة؟ مع العلم أنه لا يرتبط بأي حال من الأحوال بالمناسك الدينية، إنما هي عادات وتقاليد جرى عليها المجتمع فأصبحت جزءاً من موروثه الثقافي، بغض النظر، عن سبب التسمية، المهم أن هذه العادات تناقلتها الأجيال من الأجداد للآباء للأبناء أيضا، كل ما يعرفونه، فرحة الأطفال بما يقدم له من المكسرات والحلويات، لذا فإن هذه المناسبة الاجتماعية التراثية، موجودة لدى معظم الشعوب الخليجية مع اختلاف التسميات، ولكن ارتبطت بهوية كل مجتمع بهويته ولغته من جرانجعوه لأهل قطر، وجريجعان أهل الكويت ولأهل السعودية، ويقال القرنقشوه في عمان. الشعوب اتخذت مسميات ومعانيَ وقصصاً متعددة، مع الوقت حولها البعض لاحتفالية تزيد عن الحد، مكلفة ومزهرجة لعدم تناسبها مع الشهر الفضيل، فتحملت هذه العادات الجميلة للنقد بسبب التصرفات الفردية، ولم ينظر لما تحمله من فرح وسرور للأطفال، وما يحمله التراث من قيم ومعانٍ، لتكون الصورة الجميلة المنتقلة للحاضر، ويحرص على وصولها للمستقبل أصيلة وفريدة. وعندما نربط التراث بالهوية، من الضروري أن نفكر في معنى التراث تدل في مجملها على معاني البقاء، وانتقال الملكية، والنسب. وهو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق (ويقال: ورثت فلاناً من فلان أي جعلت ميراثه له وإرثاً، ومنه وعنه: صار إليه ماله بعد موته فهو وارث (ج) ورث، وورّاث). «فالتراث من خلال هذه المعاجم هو ما يخلِّفه الميت لورثته من تركة، سواء أكانت تلك التركة، انتقال الملكية (مادية/معنوية) من شخص إلى آخر»، وهو بهذا يحمل معاني الاتصال والربط والاستمرار. وتأسيساً على ما تقدم يمكن أن نعرف التراث بأنه «هو الموروث الثقافي والاجتماعي والمادي، المكتوب والشفوي، الرسمي والشعبي، اللغوي وغير اللغوي، الذي وصل إلينا من الماضي البعيد والقريب». وهذا التعريف يحاول أن يراعي الشمولية في تحديد التراث، فهو يضم مقومات التراث جميعها، الثقافية منها مثل: علم الأدب والتاريخ واللغة والدين والجغرافية، أنها عناصر ثقافة المجتمع في وقت ما وتتحول لتراثه في وقت آخر. فكل ما نعيشه اليوم هو ما سيتحول إلى إرث المستقبل، فنونه و علومه وتفاصيله، لذا فالهوية الوطنية تعني إدراكاً تميز هو عن الآخر، نقود اليوم هي زينة متاحف المستقبل، ولوحات اليوم هي التراث الفني لدولة قطر في هذه الحقبة، الصناعات الدقيقة الثقافية في الملابس والطعام وغيرها، جميعها، ما سيحكى لأبنائنا وأحفادهم في المستقبل، إذن المسألة ليست الجرنجعوه، المسألة المحافظة على خصوصية وهوية كل مجتمع ليستطيع التعبير عن ذاته، مع احترامه لغيره، يقدر هذا الموروث، ليبقى أصيلا ولو بصبغة حقيقية تتناسب مع الحاضر، ويستعد للمستقبل.
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...