عدد المقالات 272
يوماً بعد يوم، يتعمق الانتصار الإيراني في موقعة كركوك، وتتعمق معه هزيمة أميركا وحليفها الكردي، فاستخدام البلدوزر الكردي بالمعارك ضد تنظيم الدولة في العراق، ثم إزاحته من المشهد العراقي، والتهديد بسحقه على غرار الإبادة السنية التي حصلت في المناطق العراقية، قد يتكرر في سوريا، حيث تمددت قوات سوريا الديمقراطية أكثر من حجمها الطبيعي، وعلى مناطق بعيدة عنها كل البعد نفسياً وعسكرياً وجغرافياً كالرقة. وبالتالي يوماً ما، ستتعرض لخذلان أميركي كما حل بإخوانهم الكرد في كركوك وسنجار، ويُتركوا لقمة سائغة، لكن هذه المرة بأيدي الميليشيات الأسدية، ليكونوا أشبه بالتيس المستعار الذي حل بإخوانهم في العراق بكركوك، يوم مهّدوا الطريق للميليشيات الشيعية الطائفية على حساب إخوانهم السنة العرب.. إيران تمكنت -بعد ساعات من تهديدات ترمب الجوفاء لها- من طرد حلفاء أميركا من مناطق غنية بالنفط، وهم الحلفاء الذين وضعت ترتيبهم هيلاري كلينتون بالدرجة الأولى قبل الشيعة في العراق، ليتبين أن ترتيب الدولة الأميركية العميقة مختلف عن ترتيب الدولة السطحية، ولذا فإن أميركا أخلاقياً اليوم أمام تحدٍ خطير، فيما إذا كان الكرد في العراق وسوريا سيثقون بها؟!، وهم الذين عبروا عن امتعاضهم وقلقهم من تركهم للميليشيات الطائفية وحكومة بغداد ومن خلفهم إيران، فانهار حلمهم الذي ضحوا من أجله، وحينها سيكون الخاسر الأكبر أميركا -إن كان على المستوى الأخلاقي تجاه ما تبقى لها من حلفاء، أو من فقدانها أدوات المشروع الخاص بها في سوريا والعراق- بعد أن تم إضعاف أدوات مشروعها الممثل بالكرد لصالح الميليشيات الطائفية.. الظاهر أن المشروع الإيراني ومعه المشروع الروسي هو الذي يتقدم في المنطقة، وما ينحسر اليوم هو المشروع الأميركي، وبالتأكيد مثل هذا سيضر بمعنويات المقاتلين الكرد في سوريا كلها، وهو ما سيصب في صالح تركيا وكذلك الثورة السورية، وهو الأمر الذي قد يساهم في انتزاع مناطق سيطرت عليها الميليشيات الكردية من الثوار بشمال حلب وحتى في مناطق الجزيرة، إذ قد تعود المواجهة إلى المربع الأول بين العصابات الأسدية وبين الثوار في سوريا..
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...