عدد المقالات 58
وُجدوا على مر العصور، يُسوغون كل ما تتخذه السلطة من قرارات، ويُسخّرون كل طاقاتهم وقدراتهم لإقناع الناس بها وإلباسها لباس الحق حتى لو كان باطلها بيّناً وزيفها لا ينخدع به اثنان. ولكنها أصبحت التهمة الأسهل إلصاقها بالآخرين، والأكثر تداولاً بين العامة والخاصة، دون أن يكون هناك محك رئيس أو أدلة واضحة. الأصل أن الناس ترضى بمعظم القرارات الصادرة من السلطة، وإن حصل أن هذه السلطات تجاوزت يحق للناس الاعتراض وإبداء الرأي، ولكن سأقف كثيراً عند كلمة تجاوزت، لأن التجاوز يأخذ أبعاداً كبيرة، وتختلف ردود الفعل تجاهها: 1 - تجاوز يمس الدين، كالسماح بشرب الخمور أو النيل من أحد الرموز الدينية أو ولاة الأمر باسم الحريات والديمقراطيات، هنا لا بد من وقفة حقيقية وردود فعل لا تقبل القسمة على اثنين، وهنا يبرز دور كتاب البلاط، لأنك ستراهم يطبلون ولا يشهدون بالحق ويستشهدون بطرق ملتوية بالدين. 2 - تجاوز يمس الأعراف العامة كالسماح بقيادة المرأة السيارة، أو دخولها بعض مجالات الوظائف، وهذه الأمور مطروحة للرأي العام كل سيدلي برأيه على حسب ثقافته ومنظوره الاجتماعي، ولكن لا بد من التزام حدود اللياقة والأدب في طرح الرأي الآخر. 3 - قرارات لا تستوعبها الشعوب في وقتها، وتحتاج إلى وقت لتقبلها، هذه القرارات يكون أصحاب السلطة رأوا فيها ما ينفع المجتمع، والمجتمع ارتأى غير ذلك، هنا سأبين الكثير من المحكات الرئيسية، ومنها إن أنت أثنيت على القرار اعتبرت مطبلاً، وإن هاجمته اعتبرت شجاعاً وجريئاً استطعت أن تعبر عن إرادة الشعب ضد سلطاته. والأصل في التعبير عن الرأي أن تكون مسلماً، لأن كثيراً ممن يتوهمون أنهم أبطال جعلوا من الغرب أنموذجاً يحتذى به، وكثيراً من المطبلين جعلوا من شهواتهم دافعاً لهم. نحن أمة محمد التي رباها المصطفى أن تعبر عن رأيها واحترام الرأي الآخر، عمل ببعضها وأعرض عن بعضها، ليس تقليلاً بها، بل لأنه بدا له أن هناك رأياً أنفع وأصلح، ولكن الكل كان يعرض رأيه متأدباً لا جارحاً ولا فاضحاً ولا متعالياً، هناك خطوط حمراء، نعم هناك خطوط حمراء فقد يتصور البعض أنهم إذا تخطوها فهذه شجاعة وجراءة، لا والله بل هي سوء التأدب مع دينك ومع ولاة الأمر، لا يحق لأي كاتب -كائناً من كان- أن يتجرأ على الشخصيات العامة في حياتهم الشخصية، سواء بالتصريح أو بالتلميح. لا يحق لأي كاتب أن يثير الرأي العام ويؤلب العامة لمجرد أن هذا القرار وهذا الشخص لم يوافق هواه الشخصي، وإذا كان سيطرح رأياً فليطرحه بمنتهى الأدب وليعرض أدلته، فنحن أمة الرأي وأمة الفكر، وعلينا أن نعلم أن بعض المسميات أخذت غير مسمياتها، فالجرأة والوقاحة شجاعة، والتملق والنفاق دبلوماسية، وفي كُلٍّ ضياع للحق وعدم الوصول للهدف المنشود، وتذكروا أن التطبيل جعل من المجرمين أبطالاً، وأن الوقاحة جعلت من الشرفاء سجناء، ونحن لسنا بالغرب، ولن نكون، فالغرب لهم سقطات في حرية الرأي لا تغتفر كالتطاول على الأنبياء وعلى المبادئ، وإلا كيف ترتفع شعبية أميرة بعد اعترافها بالخيانة. نحن أمة محمد الذي علم العالم كيف تكون إنساناً. تحياتي لكل الشرفاء الذين جعلوا مداد أحلامهم للتعبير عن الحق بطريقة ونهج النبي محمد (صلى الله عليه سلم). وقفة: الشيخ نبيل العوضي بارك الله لك في علمك، ولعمري فإنك من أسود السنة في العالم الإسلامي، وما أحوجنا أن نُدرس هذا النهج لأبنائنا، كلما بحثت عن علم أو سؤال أو معرفة إلا وجدت لك بصمة فيه، بارك الله لنا في علمائنا تحت أي سماء، وفوق أي أرض، وافقناهم أم خالفناهم الرأي فشمسهم لا تغيب حتى وإن....... رحلوا.
«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...
«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...
السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...
بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...
إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...
الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...
يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...
تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...
المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...
الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...
في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...
ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...