


عدد المقالات 129
المؤامرة التي هي –كما ذكرنا- جزء ومعلم أساسي من سياسات الدول، ولعبة المصالح الدولية كبيرها وصغيرها، كانت قائمة في الماضي، وستبقى كذلك في الحاضر والمستقبل، أما الأصل في فكرة ونظرية المؤامرة عندنا نحن العرب للأسف فهو هذه التغطية والتعمية على حالة العجز الفاضح والفشل الداخلي الذي وصلت إليه النخبة الحاكمة في بلداننا في إدارة شؤون بلدانها، وعدم فهم حقائق الواقع وسياسات الدول واستراتيجياتها، وعدم قدرة تلك النظم الحاكمة -التي تشتكي دوماً من وجود المخططات والدسائس والمؤامرات- على استخدام السياسة باعتبارها فنا من الممكن يقوم على معطيات واقعية وآليات عمل إجرائية لا أمنية ولا عسكرية فقط في حل مشاكلها الداخلية السياسية والاجتماعية. ويبدو لي أن إصرار النخب السياسية العربية الحاكمة بمعظمها على تركيز الحديث وتوسيعه باتجاه مفهوم المؤامرة والمخططات الخارجية، وإثارته على الدوام أمام رأيها العام (إن وجد طبعاً!!) إنما يهدف ليس فقط إلى تبرير عجزها عن إدارة شؤون بلدانها، بل وطمس مسؤولياتها المباشرة عن غياب روح المبادرة لديها لمواجهة وإحباط تلك المؤامرات الموجودة فعلاً على الدوام، ليكون الحديث الإعلامي الاستهلاكي الدائم عن تلك المخططات الخارجية جزءاً لا يتجزأ من مؤامرة تلك النظم وألعوبة من ألاعيب رموزها وساستها لصرف نظر الناس في بلدانهم عن حقائق الأوضاع المزرية التي تقشعر لها الأبدان، من ألوان القهر والاستبداد والفساد والنقائص وسلبيات حكمهم، وفشلهم وعقمهم السياسي والاقتصادي في قيادة بلدانهم نحو الأمان والسلام المجتمعي الحقيقي. من هنا تأكيدنا على أن وقوف دولة مع أخرى ضد دولة ثالثة لا معنى له في عالم السياسة إلا من زاوية المصالح ومراكز القوة وندية العلاقات وقوة الموقف السياسي المستند على أوراق ونقاط قوة تمتلكها هذه الدولة في مواجهة تلك الدولة، وهذا ما ينبغي علينا أن ندركه في عالمنا ومجتمعاتنا العربية المتعبة والمنهكة من سياسة القمع والاستبداد والفساد، وهو أن السياسة لا صداقة حقيقية معها، بل هي نوع من التغير المقرون بوجود أوراق القوة، وأهم وأفضل وأنجح تلك الأوراق هي وجود حالة ومناخ سياسي ديمقراطي حقيقي في بلداننا العربية يقوم على وجود الإنسان الحر الآمن الكريم، أي على تداول السلطة سلمياً وإشاعة الحريات العامة وإقامة نظم سياسية حقيقية لا شكلية مزيفة (ربع أو نصف سلطوية) تعيد الناس إلى ساحة الحياة العامة بعد أن أبعدوا عنها بالقوة لعقود طويلة للمشاركة في صنع مصائرهم ومستقبلهم بإراداتهم، في هذه الحالة فقط يمكن أن نتحدث عن أن هذه الدولة أو تلك -التي هي نتاج إرادة شعبها ومجتمعها الحر الديمقراطي- تمتلك مواقع ونقاط قوة يمكن أن تواجه بها كل المخططات والمؤامرات والتحديات.. وعندها يمكن أن تنشأ في مثل هذه الدول نخب سياسية منتخبة ومتعلمة ومتقنة لفنون السياسة وعلى رأسها فكرة أن المؤامرة ليست قضاء وقدراً مفروضاً بل هي مجموعة محددة من الأفكار والخطط والبرامج العملية المعروفة التي تخطط لها وتتبعها هذه الدولة ضد دولة أخرى، وبالتالي لا يمكن مواجهتها إلا بعد دراستها ومعرفتها بدقة ووعي، وعبر البحث والتمحيص والتدقيق باعتبارها نوعاً من السياسة العملية القائمة على المصالح ومراكز القوى، التي تقوم بها هذه الدولة أو تلك لتحقيق مكاسب وامتيازات محددة في صراعها السياسي ضمن عالم المصالح الدولية المتبادلة. بالتعاون مع «مشروع منبر الحرية»
مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...
كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...
درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...
لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...
بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...
قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...
.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...
باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...
لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...
في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...
يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...
هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...